أعاد مدير عام الشركة العامة للمطاحن أبو زيد كاتبة التأكيد على (حقيقة) أن الكثيرين من أصحاب الأفران الخاصة لا يزالون يبيعون الطحين في السوق السوداء للاستفادة من الفارق الشاسع في ربحهم، حيث يصل سعر الكيس الواحد لحوالي 4 آلاف ليرة قياساً بقيام الفرن بصناعة الرغيف وبيعه وبين قيامه ببيع الطحين كمادة خام.
وكشف كاتبة عن مقترح تقدمت به الشركة العامة للمطاحن إلى الجهات الوصائية الحكومية مفاده تحويل الأفران الخاصة إلى «منتج فقط» لمادة الخبز، وليس منتجاً وبائعاً في آن واحد، مؤكداً أنه -في حال تطبيق ذلك- سيتم إلزام الأفران الخاصة بتسليم كامل ما تنتجه من الخبز وفقاً لمخصصاتها اليومية إلى جهة أخرى تقوم بالبيع.
وأشار كاتبة إلى أن هذا الإجراء يمكن أن يضمن تحول المخصصات إلى خبز للمواطنين، كما يضمن استهلاك المخصصات من مازوت وخميرة وغيرها في صناعة الرغيف.. وليس بيعها بالسوق السوداء.
واعتبر كاتبةبحسب صحيفة " الوطن " أن هذا الأمر يتطلب مراقبة حثيثة عبر وجهة أمينة، مؤكداً نجاح هذه التجربة في بعض مناطق الريف السوري، «وقد ترافق ذلك مع ضعف ملحوظ في الاستهلاك واختفى الهدر والفساد في كميات الطحين في تلك المناطق.
ونوه كاتبة بأن الظروف الحالية أثرت على مستوردات القطاع الخاص من القمح والدقيق لصالح الأفران الخاصة والحلويات وغيرها، ما كرس مزيدا من الضغط على طحين الدولة، مؤكدا: حتى مع هذا الواقع فلا مشكلة لدينا ولكننا نريد التأكد من أن كميات الطحين تتحول بالفعل إلى غذاء لسد حاجات البشر وعدم هدرها في تحويلها إلى أعلاف للحيوانات أو تهريبها إلى خارج البلاد.. وبين كاتبة أن كيلو الخبز الواحد يكلف الدولة حالياً أكثر من 50 ليرة سورية، ومع ذلك البعض يبيعه كعلف بسعر 35 ليرة سورية والطازج للاستهلاك البشري بسعر 9 ليرات، مشيراً إلى أن الرقابة على هذا الأمر صعبة في الكثير من الأحيان حتى في الأيام الطبيعية ودون مشاكل.
أغلب سكان المناطق الحدودية لسورية تأكل الخبز السوري سواء في كل من لبنان والأردن والعراق أو تركية وغيرهم وذلك نتيجة لفروقات الأسعار البالغة 4 أو 5 أضعاف أسعاره عن أسعاره في سورية.
وقال كاتبة: هذا الإجراء يكفل عدم استجرار كميات فائضة عن الخطة الموضوعة كما حدث العام الماضي بسحب 250 ألف طن طحين فائض عن الخطة السنوية، علماً أن الحسابات الموضوعية تؤكد وجوب انخفاض استهلاك الطحين، وفي المقابل -يضيف كاتبة- هناك زيادة حقيقية في استهلاك الخبز نتيجة اعتماد البعض على الخبز كمادة رئيسية في الغذاء حيث ترك الكثيرون مؤونتهم في بيوتهم إضافة وسط غلاء أسعار المواد الغذائية، كما أن نقص مادة الغاز أجبر الكثيرين على الابتعاد عن الطبخ مقابل تناول الأغذية التي تتطلب الكثير من الخبز (النواشف)..
ووجه مدير المطاحن عبر «الوطن» تحية إلى عمال قطاعات الكهرباء والمخابز والمطاحن الذين لم يقل جهدهم وتضحياتهم عن تضحيات الجيش العربي السوري الذي يحمي الوطن من الإرهاب والتدمير.
وأشار كاتبة إلى أن المطاحن الموجودة تحت سيطرة الدولة تعمل بطاقتها القصوى وتتغذى محافظة حمص من المطاحن الخاصة فيها وذلك بعد توقف 3 مطاحن في حي الخالدية.
وأشار كاتبة إلى تصاعد صعوبات النقل على بوابة اليعربية التي كانت تستخدم لتغذية محافظات القامشلي والحسكة وأحياناً لدير الزور والرقة بالدقيق الإيراني القادم عن طريق البر العراقي.
وأكد كاتبة أن هناك نقصاً في تلك المناطق خصوصاً أن المطاحن العاملة هناك لا تكفي أكثر من 70% من حاجة تلك المحافظات.