أكد " الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي" أن الحكومة والمصرف مستمران في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على سعر صرف الليرة التي تواجه تحديات خارجية وداخلية، فبعد مرور عامان على الازمة ، والحرب على الاقتصاد السوري " الليرة السورية مازالت صامدة"، ومن أهم تلك الإجراءات طرح شهادات ايداع بالليرة سورية بفوائد مرتفعة وعالية قريباً تعويضاً لخسارة المواطن التي خسرها جراء ارتفاع سعر الدولار لنحو الضعف بعد ان كان احتساب على اساس 50 ليرو، بالاضافة الى أننا مستمرون في تمويل جميع المستوردات ولكن مع تدقيق في كافة الوثائق المقدمة من اجل ضمان وصول الدعم الى المواطن وليس الى جيوب بعض التجار كما حدث في بعض الحالات السابقة وسيكون هنالك اجتماع مع مدراء البنوك وشركات الصرافة بعد غد الثلاثاء وسينتج عن هذا اللقاء عدد من الإجراءات الهامة لدعم الليرة .
حاكم مصرف سوريا ومن خلال حديثه لبرنامج (حديث البلد ) وضع الحفاظ على سعر صرف الليرة وعدم انهيار في عهدة المواطن فالتعاملات التجارية من استيراد وتصدير مدروسة من قبل المركزي بدقة وحجمها معروف وبالتالي تبقى عملية تحويل المدخرات من الليرة السورية الى الدولار" دولرة المدخرات" و الذي اذا استمر مع كل حالة قلق فسيؤدي الى انهيار سعر صرف الليرة السورية وهذا ما حدث سابقا في العراق ولبنان من خلال دولرة التعاملات التجارية .
واشار ميالة الى أن العامل النفسي هو السائد على الارض وهو المسيطر على افعال المضاربين ، الأمر الذي يلعب دور سلبي لتدهور الليرة السورية ، فإن تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية يعود الى الخوف الحاصل لدى المواطن في عملية عدم الاحتفاظ بمدخراته بالليرة السورية وتحويلها الى دولار مثلاً، كما أن السبب الثاني لتدهور الليرة السورية هو بدافع التحوط والمضاربة التي يقوم بها البعض من خلال تبديل الليرة بغية كسب بعض المال جراء الفرق بين البيع والشراء ، بذلك يكون المواطن قد قام بعملية مضاربة على الليرة السورية .
ودعا " ميالة " المواطن لعدم الخوف والثقة بعملته لأنه هو السبب الرئيسي لزيادة الأسعار من خلال مساهمته بانخفاض قيمتها الشرائية ، وأكبر دليل على ذلك خلال يوم واحد انخفض سعر الدولار في السوق السوداء نحو 15 ليرة لمجرد التصريح الذي قمت به يوم الأربعاء،فهذا خير دليل ان السعر كان وهمياً وغير حقيقي.
ميالة أشار إلى أن البنك المركزي يتابع عمل البنوك وشركات الصرافة بشكل مستمر وبناء عليه أغلقنا عدد من الشركات لعدة اشهر وهنالك شركتين تم سحب ترخيصها وهنالك حاليا 15 ضبط لغرامات لعدد من الشركات وقيمة الضبط من 500 الف ليرة الى مليون ونصف ليرة ، وبالنسبة للبنوك فهي تقوم بتزويدنا بـ 126 جدول شهريا يتضمن كافة تعاملات البنك وبياناته وبالتالي نكون على اطلاع دقيق على الوضع الاقتصادي والمالي لها
وفي ختام حديثه أشار الى أن الليرة السورية قوية رغم الحرب التي تتعرض لها و هنالك بعض الدعم لها من دول صديقة كإيران التي قدمت تسهيلات ائتمانية بقيمة مليار دولار للاستيراد والتصدير كما أننا نسعى للحصول على دعم مالي مباشر بالعملة الصعبة منها .