تصاعدت تداعيات اقفال السلطات السورية حدودها مع لبنان حتى في وجه الشاحنات المتوجهة إلى الداخل السوري والعابرة ترانزيت باتجاه العراق، وأولى الصرخات والمناشدات صدرت عن أصحاب الشاحنات المبردة وسائقيها في لبنان، الذين عقدوا مؤتمرا صحافيا قبالة ساحة المصنع اللبنانية أمام الساحة الجمركية الفارغة من الشاحنات، مطالبين بالافراج عن أكثر من 200 شاحنة مبردة محتجزة ما بعد الجمارك السورية في جديدة يابوس على الرغم من انجازهم معاملاتهم الجمركية منذ أكثر من 10 أيام.
وأشار أصحاب الشاحنات الذين تحدث باسمهم كل من محمد هبش ومحمد الزمار، إلى أنهم "أول المتضررين من الأحداث المؤلمة والمتسارعة في سوريا، وما نتج منها من توقف حركة العبور، ما تسبب بتوقف عشرات السيارات على الحدود منها ما بقي في المناطق الحدودية، ومنها ما وقف بعد خروجها من منطقة جمارك الجديدة".
وشدد السائقون على "عدم انتمائهم إلى أي طرف سياسي، وإنما ينتمون إلى لقمة عيشهم المغمسة بالدماء"، وقالوا: "من هنا من الحدود اللبنانية نناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وكل أصحاب القرار، أن يعملوا على تمكين الشاحنات والبرادات المتوقفة على الحدود او بين الحدودين من العبور".
وفي وقت سابق قال سائقون بعبارة واحدة
"أخرجونا من المعتقل"... لسان حال عشرات السائقين اللبنانيين المحتجزين عند معبر النصيب على الحدود السورية ـ الأردنية، يقابلهم ويشاركهم في المعاناة عشرات السائقين العرب المحتجزين على الحدود اللبنانية عند نقطة المصنع الحدودية التي أنهى في رحابها أمس، السائق السعودي محمد السالم شهره الأول على "سجنه" في المنطقة الحدودية التي تضم عشرات السائقين العرب من جنسيات مختلفة.
هذه المعاناة أو "السجن الكبير" عند الحدود العربية المقابلة للحدود السورية إن كان لجهة لبنان أو الأردن أو السعودية، يتشارك فيها عشرات السائقين العرب واللبنانيين. وقد ناشد عدد منهم في اتصال مع "السفير"، المعنيين الإسراع في معالجة الموضوع، لاسيما أن هناك سائقين لبنانيين قد دخلوا الساحة الجمركية السورية عند معبر النصيب منذ أيام، ولم يعد بإمكانهم الخروج منها للتبضع وشراء احتياجاتهم من المؤن الغذائية التي نفدت من مخازن شاحناتهم، مطالبين الجهات كافة بالعمل على إعادتهم إلى لبنان بأي وسيلة متوافرة.
السائقون تحدثوا عن تقنين وجباتهم التي بات توافرها دونه عراقيل بعدما استنفدوا كل مدخراتهم المالية، مشيرين إلى أنهم ضحايا الطريق الدولية وتخلّي الجهات الرسمية عنهم، ولا تعمل من أجل "الإفراج" عنهم بعد أن قارب "احتجازهم" على الحدود العربية أكثر من شهر، لافتين الانتباه إلى أن حمولة شاحناتهم بدأت تتعرض للتلف بعدما فرغت مخازن الوقود المستعملة في عملية التبريد.
ويسجل في منطقة المصنع، وجود أكثر من 12 سائقاً سعودياً ينتظرون فتح الطريق ليعودوا إلى بلدهم بشاحناتهم التي أفرغت حمولتها في لبنان من المواد البلاستيك، ويقابلهم على الحدود السورية لجهة الأردن عند معبر النصيب، أكثر من 65 سائقا لبنانياً وعربياً مع شاحناتهم، قُطعوا عن الاتصال بالعالم، لعدم وجود هواتف، وتعذر استعمال شبكة الانترنت، علماً أن أهاليهم ممن ينتمون إلى منطقة البقاع، كشفوا لـ"للسفير" عن نيتهم اتخاذ خطوات تصعيدية بهدف تأمين عودة سريعة لأبنائهم وابائهم.
وفي سياق متصل، استمرت عقبة الطريق الدولية في جديدة يابوس السورية، والإجراءات الجمركية السورية التي واصلت إحجامها عن استقبال أي شاحنة مقبلة من لبنان، عاملةً على منع دخول هذه الشاحنات الأراضي السورية حتى المتوجهة إلى الداخل السوري أو إلى الحدود العراقية.