رأى المحلل المالي والنقدي " الدكتور عابد فضلية " أن ارتفاع سعر صرف الدولار يعود بعد الأزمة وظروفها إلى عدم وضوح إجراءات التدخل من مصرف سورية المركزي لكسر حدة السعر في الأسواق إضافة إلى عدم استمراريتها بحيث يقدم المركزي على إجراء اليوم ويتراجع عنه أو يوقفها بعد مدة قصيرة قبل أن يؤتي الإجراء أكله بشكل كامل، معتبرا أنه من الصعب لأي كان اقتراح حل معين نظرا لغياب المعطيات وتجمعها لدى المركزي ما يجعله الوحيد القادر على استقراء السوق ووضع الحل الناجح لارتفاع سعر صرف الدولار.
و قال "الدكتورعابد فضلية " وفقاً لصحيفة " الوطن ": إن شهادات الإيداع التي يجري الحديث عنها حالياً لن يكون لها التأثير المرتجى على سعر صرف الدولار لأن الحديث جرى عن سندات إيداع بفوائد عالية معتبراً أن الحد الجاذب للإيداع يكون بفوائد لا تقل عن 25 إلى 30% وهي معدلات فائدة يستحيل تقريرها أو الاقتراب منها، وعلى اعتبار أن نسب التضخم باتت عالية وعلى اعتبار أن ارتفاع سعر الدولار يسير بوتيرة سريعة وعالية فإن من غير المغري بالنسبة للمودعين في الظروف الحالية أن يبادروا إلى الإيداع ما لم تكن المغريات كبيرة ومحققة الربح، مع الأخذ بالحسبان الاحتمال الأكبر بأن تكون الفوائد العالية التي يتحدث عنها المركزي في مستويات 10 إلى 12% وهي فوائد لن تغير في المعادلة شيئاً ولن تجذب الإيداعات وبالتالي لن تكسر من حدة ارتفاع سعر صرف الدولار، متوقعاً في الوقت نفسه أن تكون فعالية شهادات الإيداع محدودة جداً باعتبار أن الوضع الحالي وضع أزمة, ولو كانت الحالة طبيعية تكون شهادات الإيداع مجدية جداً ومحققة للهدف منها.
وحول تناسب نسب التضخم وتدني قدرة الليرة السورية مع سعر صرف الدولار الذي وصل إلى مستويات عالية جداً قال الدكتور عابد فضلية: إن سعر الصرف وبشكل دائم مهما كانت الأحوال يحمل جزءاً من الزيادة تنتج عن المضاربات في السوق السوداء والتلاعب بقيمة الدولار فيه، يضاف إليها ظروف الأزمة التي يكون المجال فيها واسعا لمثل هذه التلاعبات، كما تنتج أيضاً عن عدم فعالية التدخل من مصرف سورية المركزي ثانيا، مشيراً إلى أن إجراءات وسياسات التدخل الإيجابي من المركزي غير واضحة وغير مستمرة ومتقلبة، مع الأخذ بالحسبان مشكلة أخرى هي آلية تنفيذ المركزي لخططه وإجراءاته بشكل يوحي بغموضها وترددها وعدم استقرارها، على حين أن النقد والمال وسياسات النقد تتطلب الوضوح والشفافية والاستقرار والتدخل في الزمن والسرعة المناسبتين، ولكنها صفات تغيب نوعاً ما عن السياسات التدخلية مع الأسف.
وعن الحل المقترح لوضع حد لارتفاعات سعر صرف الدولار قال الدكتور عابد فضلية: إن أحداً لا يملك الحل أو اقتراحه لأن الحل يستند إلى معطيات تتكون من دراسات وإحصاءات وأرقام نقدية ومالية يملكها المركزي وحده، وما لم تتوافر هذه المعطيات لدى الجهة التي تعنى بوضع الحل فلن يكون هنالك من حل سريع وناجع، وبالتالي فإن الحل الوحيد هو أن يتدخل المركزي بشكل جريء وحاسم وواضح.
سجل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية يوم أمس الأحد استقراراً عند مستوى 115 ليرة سورية بالنظر إلى كون الأحد يوم عطلة بمناسبة عيد الفصح المجيد
حيث لم تشهد السوق عمليات بيع وشراء فكان السعر ثابتا، وهو سعر يعتبر منخفضا بمقدار بضع ليرات سورية عما كان عليه سابقاً حيث سجلت الأيام الماضية انخفاضاً آخر إلى سعر 112 ليرة سورية بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى 125 ليرة سورية