المناهج التربوية تعدلت أكثر من مرة في سورية، ووصلت الى مرحلة تحتاج الى المعلم المتطور والمتفرغ لتحضير الدرس قبل الحضور امام الطلاب، لكن للأسف ما زال وضع المعلم في سورية المادي وتعويضاته من اخفض التعويضات قياسا بجميع الوظائف الاخرى في سورية .
فهل يعقل يامعالي وزير التربية ان مدرس لغة فرنسية لديه قدم 9 سنوات يراقب امتحانات الشهادتين التعليم الاساسي والثانوية العام مع الدورات التكميلية بتعويض 2000 ليرة فقط ،ويقوم بتصحيح أوراق الامتحان لمدة 12 يوما مقابل 8000 ليرة سورية، أي في اليوم أقل من 700 ليرة لا تساوي أجرة الطريق ، ولأخذ العلم ان هذه التعويضات بالرغم من قلتها لم تقبض بعد من قبل الكثير من المعلمين في دمشق والمحافظات .
معالي الوزير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ألزمت الجهة المتعهدة مع الوزارة بإعادة أكثر من 90 مليارا، كانت أموال ضائعة على الوزارة ،والجهة المتعهدة ستعيد الأموال للوزارة، فهل سنشهد تطويرا للمعلم بهذه الأموال التي كانت مفقودة وعادت، ونعيد الهيبة الى المدارس الحكومية، ونحفظ كرامة المعلم من مد اليد الى الطلاب، من أجل الاستمرار بالحياة وسط هذه الظروف المعيشية القاسية.
عدد من المعلمين في رسالتهم الى بزنس 2 بزنس طالبوا بتطوير المعلم ودعمه ماديا، واعادة النظر في تعويضاته، فهل يعقل تعويض مدير المدرسة 500 في الشهر، وتعويض التوجيه 200 ليرة ، وتعويض 7 بالمئة للمدرسين يقبض على راتب عام 2011 ،ومن يدخل الى الصف تعويضه كما هو مفرغ في امانة السر والمكتبة، وتعويض النشاط والتعاون لا يكفي مدير المدرسة اجور طريق لمراجعة التربية، وخريجي الادارة التربوية ممن يعينون بوظيفة مدير ومعاون وموجه وأمين سر لا يقبضون تعويض 7 بالمئة ولا حوافز ولا اضافة .
السيد وزير التربية على ما يبدو أن هذه التعويضات المخجلة بحاجة الى قرار يدخلها الى غرفة العناية الفائقة في الوزارة لإعادة النظر فيها، وانصاف الجميع ومنحهم التعويضات المقبولة، وايجاد مكتب لإدارة الجودة التعليمية في كل مديرية تربية يراقب من هو المدرس المجتهد والحريص على طلابه، ومن همه الهروب من حصته ،واعطاء كل ذي حق حقه ،فهل ستشهد هذه التعويضات المراجعة الكاملة والمنصفة ، أم نستمر في منهاج متطور ومعلم مهمل ؟! .
هامش .. المدرسون الوحيدون من العاملين في سورية لم يقبضوا رواتبهم قبل نهاية العام وكأن العيد لا يعني اسرهم ...