بين أحمد يوسف اللحام -الرئيس التنفيذي لبنك الشام أن القطاع المصرفي العربي عموماً يواجه صعوبات جمة نظراً لعدة عوامل ترتبط من حيث المحصلة بحالة عدم الإستقرار الأمني والسياسي في العالم العربي حالياً بشكل يتفاوت بين دولة وأخرى، وحيث أن غياب الإستقرار يؤثر على الواقع الاقتصادي والتنموي بشكل عام لاسيما لجهة الاستثمار والعمل التجاري بالإضافة إلى بعض أزمات المالية والمديونية التي أصابت بعض الدول العربية والتي كان لقطاعها المصرفي تعرضات كبيرة على الدين العام ما أثر على القطاع المصرفي والمودعين، ونتيجة لهذا الوضع نشأت تحديات جديدة منها ما يخص أغلب المصارف مثل ضرورة جذب استثمارات خارجية وعمليات جدولة الديون المتعثرة وتحصيلها دون التأثير على الربحية بالإضافة إلى ضرورة مواكبة التطورات العالمية فيما يتعلق بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب منعاً من دخول أي مصرف ضمن دائرة العقوبات المختلفة لاسيما الأمريكية بالأضافة إلى بعض التحديات الخاصة التي تختلف بين دولة وأخرى تتعلق بالعقوبات المفروضة على بعض الدول ومعالجة أزمة السيولة بشكل عام لاسيما بالعملات الأجنبية.
وفي حوار اجرته مجلة البيان الاقتصادية اللبنانية بين أن تقنية block chain واستخدامها لإصدار وتداول ما أطلق عليه العملات الرقمية ساهم بتعزيز مفهوم جديد وعصري للنقود، وحول موضوع التقنية بحد ذاتها فإنها بالتأكيد عززت مفهوم السلامة المالية الرقمية ولكن تجربة هذا النوع من النقد (النقود الرقمية) ما زالت في بدايتها وتشوبها العديد من التحفظات أهمها مرجعية تقويم هذه العملات، وما نتج عنه من تذبذب كبير في قيمتها بالإضافة إلى غياب مرجعية تحظى بقبول لدى الأوساط المالية والمصرفية لاعتماد آليات إصدار وتقويم هذه العملات.
وأضاف : مؤخراَ صرحت "فيسبوك" عن مشروع عملتها الجديدة منتصف العام 2020 والتي بحسب ما صرح به يتوقع أن يتلافى أخطاء التجارب السابقة لاسيما آلية تقييم العملة وتسعيرها والمرجعية الخاصة بإدارتها، بالخلاصة هناك آفاق واسعة تنتظر هذا النوع من النقود ولو أن التجربة مازالت في بدايتها ويجب على أي مؤسسة مصرفية مواكبة التطور المرتبط بالتقنيات الحديثة ومنها النقود الرقمية لتضمن استمرار وجودها في هذا العالم الذي يعيش عصر التغير السريع.
وعن نتائج 2019 بين اللحام، أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي عصفت بالاقتصاد السوري واقتصاديات الدول المجاورة في العام 2019 والتي كانت أسوأ من تقديرات الوضع العام عند وضع الخطة التشغيلية للعام 2019، إلا أن النتائج المالية لبنك الشام عن الأرباع الثلاثة من العام 2019 كانت بحسب الخطة الموضوعة ويقدر إنهاء السنة المالية 2019 بنفس الأرباح المخطط لها وضمن انحراف مقبول عن حجم المحافظ وإجمالي الموجودات.
ولفت إلى أن بنك الشام حقق في السنوات الماضية إنجازات عديدة في مختلف المجالات أدت إلى تحسن في الأداء التشغيلي وفي ظل الظروف الراهنة فإن الحفاظ على مكتسبات المرحلة السابقة والتوسع التدريجي هي الاستراتيجية الأمثل برأينا لمواجهة هذه المرحلة لحين الوصول لمرحلة تكون الرؤيا فيها أوضح ويمكن عندها تطبيق استراتيجية توسعية بمختلف القطاعات ترضي طموحنا ورؤيتنا بأن يكون بنك الشام رائداً على صعيد البنوك السورية.