بعد أن دفع فيروس كورونا الكثيرين إلى الانعزال في منازلهم لتقليل أعداد المصابين، اتجه الناس إلى الإنترنت بحثًا عن أسلوب حياة مختلف.
إليكم 4 سلوكيات تعكس التغير الذي طرأ على الأداء البحثي وفقًا لأدوات تحليل أداء العملاء الخاصة بغوغل:
تخزين الأساسيات
نتيجة انعزال الناس في منازلهم، يبحثون دائمًا عن الأشياء التي يحتاجونها على الإنترنت، ومن ثم ارتفع معدل البحث عن مواد التجزئة كثيرًا على مستوى العالم. وقد ارتفع معدل البحث عن كلمة ورق حمام (toilet paper) بنسبة 350% خلال الشهور الثلاثة الماضية مقابل كلمة متجر بقالة (grocery store) التي ارتفع معدل البحث عنها بنسبة 80% فقط.
وسواءً كان ذلك من خلال الأسواق الإلكترونية أو من خلال زيارة المتاجر مع اتباع أساليب التباعد الاجتماعي، أسرع الناس في اكتناز المواد الغذائية والمنتجات المنزلية. وفي بداية مارس/آذارالماضي، وجدت شركة مينتل لأبحاث السوق أن 10% من عملاء المملكة المتحدة بدأوا اتخاذ إجراءات احترازية وتخزين مواد البقالة الضرورية وغيرها، وهذه النسبة كانت 11% في ألمانيا. وفي المقابل، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في الصين، اختفت موجة الشراء غير المسؤول سريعًا. ويكشف روياي شو رئيس تقارير شمال آسيا في مينتل: "بدأ العملاء يتجهون نحو شراء الطعام الطازج بدلًا من الطعام الذي يمكن تخزينه لفترات طويلة. ومع قضاء المزيد من الوقت في المنزل، عاد العملاء إلى طهي طعامهم في منازلهم".
تعزيز التواصل
رغم انعزال الجميع في منازلهم، لجأ الكثيرون إلى المنصات الرقمية للتواصل افتراضيًا مع غيرهم. ففي الولايات المتحدة، ارتفع عدد مشاهدات الفيديوهات التي تحمل جملة (study with me) أو ادرس معي بنسبة 54% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف صناع المحتوى مواد جديدة وبدأوا دعوة المشاهدين إلى تكرار مهامٍ مثل تطهر معي (disinfect with me) أو اطهُ معي (bulk cook with me).
وقد دفعتنا الأزمة إلى إدراك مدى ترابط مجتمعاتنا وعالمنا. فقد توصل بحث أجرته مينتل في الصين إلى أن هناك رغبة زائدة في دعم الشركات المحلية حيث قال 57% من العملاء الصينيين أنهم شعروا بقربهم إلى المتاجر المجتمعية التي يملكها أفراد من المجتمع نفسه بسبب الوباء العالمي.
التعبير عن الامتنان
وفي ظل هذه الظروف غير المسبوقة، عبر الكثيرون عن امتنانهم لجميع العاملين في الخطوط الأمامية الذي يحاولون الحفاظ على استقرار المجتمع. من عمال النظافة في البلدية وعمال التوصيل إلى أبطال العناية الصحية، تخاطر هذه الفئات بصحتها لحماية الآخرين. لذا ارتفع معدل البحث عن كلمة "اشكر العمال الأساسيين" (thank essential workers) على مستوى العالم.
وفقًا لعالمة السلوك فرانشيسكا جينو: "الشعور بالامتنان يمكننا من مواجهة الظروف الصعبة، ويكسبنا المرونة في التعامل مع التحديات". لذا من الطبيعي أن يصبح الشعور بالامتنان بمثابة آلية تصدي صحية حول العالم.
حلول الرعاية الذاتية
نتيجة الملل والقلق، ازداد معدل البحث عن كلمة أحجيات (puzzles)، لا سيما في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا. بينما في أسبانيا، ازداد معدل البحث عن كلمة جولات افتراضية (virtual tour) في محاولة للبحث عن طرق بديلة لرؤية الخارج. وفي المملكة المتحدة، ازداد معدل البحث على كلمة حديقة حيوان مباشرة (live zoo).
ومع تقييد الحركة الطبيعية بسبب الانعزال المنزلي، بادر كثيرون إلى نشر تدريباتٍ رياضية مبتكرة حول العالم. لذا ازداد معدل البحث عن العجلات الثابتة -وهي عجلات الصالات الرياضية (stationary bicycles)- في أسبانيا وفرنسا، بينما ازداد معدل البحث عن مجموعة أثقال (dumbbell set) في بريطانيا.
وأصبح العلاج بالخبز ظاهرة رائجة، وهو ما شعر به الموردون. وتوصل بحثٌ عن تأثير الخَبْز على الصحة العقلية إلى أن أعمال أن الخبز تنمي لدى المشاركين فيها الإحساس بوجود هدفٍ ويساعدهم على ترتيب يومهم ورفع مستوى حماسهم.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وصل معدل البحث عن كلمة خبز (bread) إلى مستوى غير مسبوق، حيث ارتفع بنسبة 3650% في جملة إعداد خبز الموز (banana bread demo) و طريقة إعداد الخبز دون خميرة (how to make bread without yeast). وقالت شركة المخبوزات الأمريكية (Red Star Yeast) في تصريحٍ عن زيادة الطلب على مواد الخبز: "مستوى الطلب الحالي غير مسبوق".
المصدر: فوربس الشرق الأوسط| مصدر الصورة: Nadya Spetnitskaya on Unsplash