واصلت الأسواق السورية ارتفاعاتها القياسية بلا أي توقف ، لتبقى الأسر عاجزة عن وضع حلول لوباء الغلاء والارتفاع الذي وصل إلى مستويات لا عودة،فالصعود القياسي يطغى على كل شي، ومع دخولنا العشر الأخير من شهر رمضان ووسط الإجراءات الإحترازية التي أطلقتها لحكومة للتصدي لفيروس كورونا، تتوجه بعض الأسر لشراء لباس العيد لأطفالهم التي غابت الابتسامة والضحكة عن وجوهم في ظل ظروف إستثنائية وصعبة.
مابين عيدي الفطر 2019 و 2020 قاسم مشترك واحد هو الغلاء وضعف القدرة الشرائية، فقد إصطدمت الأسر السورية هذا العام بارتفاع قياسي بالأسعار خصوصا مع الكشف الغطاء عنها على واجهات المحلات وقد لا تخطر على بال إلا من يرغب بالشراء، ،فأصبحت تشاهد ان ثمن العباءة النسائية 60 الف ليرة، و المانطو النسائي ما بين 25 و 35 الف ليرة ، فستان بناتي ما بين 17 ألف و 30 ألف ليرة، الطقم الولادي 18 ألف ليرة، البلوزة البناتي ما بين 8500 و 13 ألف ليرة. ، البيجامة النسائية 21800 ليرة، قميص بناني 12500 ليرة، بنطال جينز بناتي 10750 ليرة ، بلوزة بناتي 12500 ليرة ـ، طقم ب ب 5 قطع 17750 ليرة ، بلوزة قطنية بناتي 7500 ليرة ، بيجامة رجالي ما بين 26 و 35 ألف ليرة
الأسعار بين عيدي الفطر 2019 و 2020 .. الإرتفاع وصل لـ100%
وبالمقارنة مع أسعار العام الماضي نلاحظ ان الألبسة في سورية سجلت إرتفاعاً وصل إلى 100%، فالطقم الولادي إرتفع من 9 آلاف ل.س في رمضان 2019 إلى نحو 18 ألف ل.س هذا العام، والبلوزة القطنية الرجالية او النسائية إرتفع ثمنها من 7 آلاف ليرة إلى حدود 12-15 ألف ل.س بنسبة 71%.
أما البنطال الجينز النسائي أو الرجالي بلغ سعره في العام الماضي ما بين 7000 إلى 8000 ليرة مقابل ارتفاعه هذا العام إلى مستويات 12-15 ألف ليرة أي ما نسبته 85%.
وكذلك الأمر البيجامة الرجالية قفز سعرها من 25 ألف ليرة في 2019 إلى 32 ألف ليرة هذا العام بزيادة بمقدار 7000 ليرة اي ما نسبته 28%، أما البيجامة النسائية القطنية قفز سعرها بنسبة 25% من 28 ألف إلى 35 ألف ليرة.
وفي أسعار الأحذية وبحسب جولة موقع "بزنس2بزنس" نلاحظ ان أسعار الأحذية الولادية إرتفعت إلى 10-15 ألف ليرة للحذاء العادي او الطبي ما بين 35-50 ألف ، والحذاء الرجالي تراواح سعره ما بين 15-20 ألف ليرة و النسائي ارتفع ما بين 20-25 ألف ليرة.
نحو 200 ألف تكلفة كسوة عيد لعائلة مكونة من 5 أشخاص
وبحسبة بسيطة نلاحظ ان تكلفة كسوة عائلة مكونة من 5 أشخاص للباس العيد و بمعدل لباس واحد لكل فرد في الأسرة قفز إلى نحو 225 ألف ليرة مقارنة مع 125 ألف ليرة العام الماضي أي بإرتفاع بلغ 80% عن العام الماضي.
إذا تضمنت الكسوة العيد 42 ألف ليرة للرجل ما بين " بنطال جينز و كنزة قطنية و حذاء" و 42 ألف ليرة للمرأة و تضمنت " بنطال جينز و كنزة قطنية وحذاء" أما الأطفال الثلاث فيحتاجون لمبلغ نحو 130 ألف لشراء بدل واحد لكل طفل"
ثناء حنينون ام لثلاثة اطفال تتجول في سوق الحميدية بدمشق وتقول لبزنس 2 بزنس، اعتدت كل عيد ان اشتري لأولادي لباس اليد كوني زوجي لديه عمل خاص وأوضاعنا المادية جيدة، لكن هذا الموسم ضمن هذه الاسعار المعروضة غير قادرة على شراء جميع احتياجاتي، ابحث عن بعض القطع المقبول سعرها حتى لا احرمهم فرحة العيد .
الاسواق حركة بلا بركة بحسب عبد النبي تاجر بياضات في سوق الحميدية ويقول : لن نعد نحفظ الاسعار في كل يوم يتم تعميم نشرة اسعار جديدة ،بهذه الكلمات البسيطة عبر عن التقلبات المتسارعة بالاسعار التي تشهدها الأسواق .
أما علي عبدالرحمن رب أسرة من أصحاب الدخل المحدود فقال : إن أسرته ترفض الذهاب للتسوق كون الوضع المادي لا يسمح له تأمين الحاجات الاساسية لأطفاله، معبرا عن انزعاجه الشديد من عدم تلبية رغبة اطفاله بشراء لباس العيد .
واعتادت الاسواق السورية في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل أن تشهد ازدحاما في التسوق، فالبائع يكون منشغلاً، والمحال مزدحمة وتستمر الى منتصف الليل، والناس فرحة وتتنقل بين الاسواق للبحث عن القطعة المناسبة ،الا أن غلاء المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين جعل الاسواق حركة بلا بركة وحرم الاطفال فرحة العيد .