خاص B2B-SY | طلال ماضي
برزت ظواهر جديدة في الريف السوري لزراعة جميع المساحات المتاحة لتوفير حاجاتهم اليومية من الطعام للبقاء على قيد الحياة بعد ان أصبحت الأسواق بعيدة المنال في ظل أسعارها الباهظة.
وتمكن المزارعون بعد حصاد موسم القمح والشعير المنتهي من زراعة الخضار الصيفية من الخيار والبندورة والفستق العبيد والذرة والباذنجان والفليفلة الارضية وبعض المنتجات الأخرى لتأمين احتياجات المنزل الأساسية استعداداً للشتاء القادم رغم عدم توافر المعدات اللازمة لتحضير تلك المستلزمات من ارتفاع سعر الثوم والزيت والجوز المستلزمات الاساسية من أجل المكدوس والسكر من أجل المربيات.
وفي أحواض خاصة في منزله الارضي بالمعضمية بريف دمشق يقوم ابو علاء بزراعة البقلة والبقدونس والنعنع والسلق والفريز والبصل الاخضر والفليفلة والبندورة والباذنجان وبعض الاشجار من النوع القزمي ويعتبر في حديثه لبزنس 2بزنس أن استثمار هذه المساحة الصغيرة وفرت عليه شراء هذه المنتجات من الأسواق بالاضافة إلى احساسه بالمتعة في العناية بها بشكل مستمر.
ويقول المزارع أبو نور الدين من منطقة عربين بريف دمشق أن الأهالي لجأوا لاستثمار كل قطعة أرض زراعية سواءً كانت حديقة أو أحواض زراعية مهما كانت المساحة صغيرة للاستفادة منها وزراعتها بالخضار المناسبة في صراعهم وسط الغلاء من أجل البقاء كون الحالة المعيشية جدا سيئة وسط ارتفاع اسعار الادوية والمستلزمات والراتب اليوم لا يكفي ثمن الخبز وفواتير مستحقة الدفع واجور النقل ويشير الى ارضه التي قسمها الى مساكب تضم العديد من الخضار التي تكفي اسرته ويوزع منها أحيانا الى الاقارب والاصدقاء.
ومن عربين الى ريف حمص الشرقي حيث موسم قطاف اللوز يرى أبو مقداد النقري أن مشكلة توفر المياه لسقاية المزروعات هي العائق الأكبر أمام استثمار المساحات الشاسعة من الاراضي الخصبة واعتبر ان اقتصاد الكفاف في هذه القرى يقوم على تربية المواشي والطيور في المنازل والزراعة المنزلية في أحواض صغيرة .
واعتبر نظام محمد ان معاناة كل من يعمل في القطاع الزراعي في ريف حمص الغربي هي عدم توافر الوقود اللازم لتشغيل مضخات سقاية المزروعات حيث المساحات الواسعة وتوفر ابار المياه لكن قلة اليد العاملة والمحروقات وارتفاع المستلزمات الزراعية جملة من المنغصات تمنع بعض الفلاحين من التحول من اقتصاد الكفاف الزراعي المتبع اليوم الى الانتاج بكميات كبيرة والبيع في الأسواق كون استثمار الاراض الواسعة لم يعد يقدر عليها الى أصحاب الاملاك الكبيرة والاقطاعيين الجدد.
العديد من التقارير والدراسات الاكاديمية حول مسار تقدم الشعوب النامية تشير الى نظرية الكفاف في العيش وعدم التطلع الى الإثراء في طريق التنمية الاقتصادية والنهوض بالواقع المعيشي لهم لكن على ما يبدو في سورية أن العودة الى اقتصاد الكفاف فرضه الجوع والفقر والغلاء الفاحش وما زالت وزارة الزراعة بعيدة جدا عن استثمار هذا الاقتصاد من خلال توفير المنح المجانية للطيور والبذور ووسائل الري بالتنقيط وما قدمته في الاعلام ذهب الى غير مستحقيه وانحرف الى التجار.