كشفت " روزيت فاضل" إذا كان 74 في المئة من اللبنانيين يعانون الفقر استناداً إلى التقرير الأخير للأمم المتحدة، فإن المؤشر الاجتماعي الاقتصادي الرئيسي لنزوح اللبنانيين من المدينة إلى الريف أبرز أن مستوى العيش في العاصمة هو دائماً 30 في المئة أعلى مما هو في القرى وفقا لما ذكره الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور بيار خوري.
و قال "الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور بيار خوري" بحسب ما نشرته صحيفة "النهار اللبنانية" إنه "في ظل تراجع المداخيل، يصبح الريف أفضل لكل من يتابعون أعمالهم عبر الإنترنت"، مشيراً إلى أن "كلفة الإقامة في المدن الكبرى لعائلة من والدَين وولدين أو ثلاثة تبلغ بالحد الأدنى من 10 إلى 12 مليون ليرة شهرياً موزعة على ربع المبلغ للطاقة، وربع ثان للنقليات والنصف الثاني المتبقي يوزع على الصحة والغذاء والمأكل والمشرب ودفع أقساط المدارس".
ورداً على سؤال عن الطبقة التي تميل إلى النزوح اليوم أكثر من أي وقت إلى الريف، أجاب: "تفتقر ثلاثة أرباع الطبقة المتوسطة إلى موازنة من 10 إلى 12 مليون ليرة شهرياً، وهي موازنة محدودة لا تتحمل أي مفاجآت، ما يدفعها للهجرة خارج لبنان أو الانتقال إلى المناطق الطرفية والريفية".
برأيه، "الانتقال إلى الريف يقلص نفقات دفع المحروقات، وثانياً موازنة التنقل لأن هناك من يعمل في الميدان أو يلجأ البعض إلى نموذج تعاوني من خلال تقاسم تكاليف تنقل خمسة أشخاص في السيارة من العمل وإليه"، مشيراً إلى أن "مستوى الأسعار أساساً للغذاء هو أقل 30 في المئة من المدينة وهذا ينطبق أيضاً على الخضر والفاكهة".
وعما إذا كان الفقراء يقصدون الريف، قال: "من المرجح أن يكون الفقراء في المدن نازحين من الأرياف ونمط عيشهم بدائي، وربما لا يستعملون المكيّف، أو ليس لديهم إشتراك مولد كهرباء، أو يرتاد أولادهم المدارس الرسمية".
عن أسباب انتقالهم إلى المدينة، قال: "ينتقلون إلى المدينة لأنها تتيح فرصة أكبر لاصطياد الأرزاق على عكس الطبقة المتوسطة التي يحتاج وجودها إلى المدينة
بلغة الأرقام، لا نملك إحصاء دقيقاً أو نهائياً لهذه الهجرة الداخلية.
وإذا استندنا إلى ما نشرته المجلة الشهرية الصادرة عن "الدولية للمعلومات" في عددها الصادر في 24 آب 2021 فانه "من الممكن رصد هذه الهجرة من خلال عيّنات في عشرات القرى، حيث يشكل العائدون نسبة راوحت ما بين 5% و7% من سكانها"، مشيرة إلى أنه "إذا ما اعتبرنا أن عدد المقيمين في القرى والأرياف يقارب نسبة 25% من اللبنانيين المقيمين أي نحو1.1 مليون لبناني، فإنّ عدد العائدين يراوح ما بين 55 ألف فرد و77 ألفا، وهذه الأعداد مرشحة للازدياد مع اشتداد الأزمة وتفشي البطالة وارتفاع كلفة المعيشة في المدن مقارنة بالقرى والأرياف".
وكشفت "روزيت فاضل" أيضاً أنه "من حيث الإيجارات الجديدة، أظهر تقويم القدرة على تحمل تكاليف السكن أن %32.5 من اللبنانيين و75.0 % من غير اللبنانيين الذين يعيشون في مار مخايل دفعوا أكثر من %30 من دخلهم على شكل إيجار عام 2021، مع العلم أن نسبة البطالة بلغت 27 % في مار مخايل، وهي أعلى بنسبة %16 من التقديرات الوطنية الأخيرة الناتجة عن إدارة الإحصاء المركزي ومنظمة العمل الدولية في العام 2020، إضافة إلى أن 50.6 % من أرباب الأسر العاطلين عن العمل وغير الناشطين اقتصادياً تم تسريحهم عام 2019 أو بعده". بدوره،
حيث رأى الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور بيار خوري أن "ثمة عوامل تعطي الأفضلية للحياة الريفية في لبنان، ولاسيما في ظل انهيار اقتصادي واسع أدى إلى بطالة بنسبة 50 في المئة من القوى العاملة وتعطل توظيف المتخرجين، وارتفاع كلفة السكن في المدينة وما يتبعها من أزمات في توافر الطاقة والمحروقات وما شابه".
المصدر: النهار