خاص B2B-SY
سببت الزيادات الحادة في أسعار المشتقات النفطية خلال السنوات الأخيرة، هاجسا ومعاناة كبيرة للسوريين، تزامنا مع الارتفاع الدوري لأسعارها من جهة، وسحب الدعم الحكومي بشكل تدريجي من جهة، مما انعكس بشكل سلبي على كافة السلع والخدمات في البلاد.
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قالت في بيان نشرته مساء الثلاثاء إن سعر مادة البنزين (أوكتان 90) الجديد هو 3500 ليرة سورية للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة.
أما سعر مادة المازوت فارتفع بحسب بيان الوزارة، من 1700 إلى 2500 ليرة للتر الواحد.
وجاء في بيان الوزارة: “الارتفاع جاء بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية عالميا، ومنعا من استغلال السوق السوداء نتيجة الفرق الكبير بأسعار المشتقات النفطية“.
من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" في وقت سابق عن مطالب محطات وقود في طرطوس، "لتحويلهم من توزيع البنزين المدعوم إلى البنزين الحر"، مشيرةً إلى أن "لجنة المحروقات رفعت الطلبات للوزارة مع اقتراح مراعاة التوزع الجغرافي في الموافقات وتخديم المدن الخمس لتحقيق خدمة أفضل في هذا المجال".
ما يعني تخفيض عدد محطات الوقود التي توزع بنزيناً مدعوماً ومن ثم خفض كميات البنزين المدعوم.
وقالت مصادر في محروقات لصحيفة "البعث" إن "العديد من أسواق المنطقة بدأت بزيادة أسعار المحروقات، تماشياً مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً، ويتوقع أن ينعكس قريباً على أسعار المحروقات في السوق المحلية".
ونقلت الصحيفة عن مدير التشغيل والصيانة في "محروقات" عيسى عيسى أن "النفط اليوم تحول من داعم للخزينة إلى مستنزف لها".
مضيفاً أن "تكلفة إنتاج لتر البنزين أو المازوت اليوم تتراوح بين 4000 و4500 ليرة، وبالتالي هناك عجز كبير ينعكس على خزينة الدولة، ناهيك عن نسب العلاوات المرتفعة التي تطلبها الناقلات لنقل الحمولات إلى سوريا، إذ تصل نسب الزيادة إلى 20 في المئة من قيمة المادة".
وتلجأ شركة "محروقات" حالياً إلى زيادة مدة الحصول على رسالة البنزين إلى 15 يوماً بدلاً من 10 أيام، لتخفيض كمية البنزين الموزعة بالسعر المدعوم، بكميات لا تزيد على 50 لتراً شهرياً لكل سيارة سياحية خاصة، في حين لا يحصل سائقو السيارات العامة على البنزين إلا كل 10 أيام على الأقل، وهو ما فاقم من أزمة المواصلات ورفع من أسعارها.
ومنذ منتصف الشهر الفائت عاد الازدحام وطوابير السيارات العاملة على المازوت والبنزين إلى محطات الوقود، التي تشهد أزمة نقل وازدحاماً خانقاً نتيجة شح الوقود.
ويشتكي العديد من المواطنين من شح البنزين والمازوت في محطات الوقود، حيث وصلت إلى بعضهم رسالة لتعبئة مخصصاتهم من الوقود إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول عليه وذلك لعدم توافره في المحطات.
وتشهد البلاد منذ مطلع العام الحالي وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد في سوريا، ترافق مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت ومعظم المواد الأساسية، كالسكر والخضار والفواكه، والحبوب.