خاص B2B-SY
تشهد أسواق الذهب في سوريا ركوداً، لانخفاض عمليات البيع نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، ما أدى إلى إقبال مواطنين على شراء “الذهب البرازيلي” عوضا عن الذهب الأصلي.
و”الذهب البرازيلي” هو معدن “فالصو” لا قيمة له، إذ إنه مكون من رصاص وقصدير، لكنه يشبه إلى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي.
وحول ذلك قال نقيب الصاغة غسان جزماتي لصحيفة الثورة إن من يشتري الذهب البرازيلي إنما يرمي نقوده جزافاً لكونه ليس ذهباً بالأصل بل هو مزيج معدني من الرصاص والقصدير يشبه إلى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي ولكنه معدوم القيمة تماماً، وبالتالي من يشتريه يكون قد غش نفسه.
وبحسب جزماتي فإن الذهب البرازيلي قد انتشر إلى حد ما خلال السنوات القليلة الماضية تبعاً لموجات الغلاء المتتالية وتراجع القدرة الشرائية لدخل المواطن، وشهد عرضه بعض الإقبال عليه لغرض المناسبات التي تستدعي وجوده مؤكدا أنه لا يمكن أن يحل محل الذهب الحقيقي، لأنه اكسسوار لا قيمة له، فهو عبارة عن رصاص وقصدير بلون زاهٍ.
ونتيجة هذا الرواج توجهت بعض المحال التي تبيعه إلى تغيير اسم الاكسسوار أو المجوهرات التقليدية إلى ذهب برازيلي، معبراً عن أسفه لوجوده لدى بعض المحال التي تقدمه حتى في لوحاتها الإعلانية باسم ذهب برازيلي في حين يجب أن تضع اسم "مجوهرات تقليدية" أو "اكسسوارات"، كون عبارة "ذهب برازيلي" ممنوعة أصلاً لكونه ليس ذهباً وتقديمه بهذه الطريقة غش للمواطن.
وبالنسبة لكيفية التمييز بين المعدنين، أوضح نقيب الصاغة أن طرقاً متعددة يمكن للمواطن من خلالها معرفة الذهب الحقيقي من المزيف، حيث يمكن تقريب مغناطيس من قطعة الذهب المراد شراؤها، فإذا جذبها تكون مزيفة، وإذا لم يجذبها له فهو ذهب حقيقي، لأن الذهب ذو كثافة عالية لا يؤثر فيها المغناطيس.
مضيفاً بأن أسهل الطرق لمعرفة الذهب المزيف من الحقيقي هي خدش قطعة الذهب بدبوس أو إبرة مثلاً، وإذا كان أسفل الخدش لون ذهبي فهو أصلي، أما إذا كان فضياً أو أسود أو بنياً فهو مزيف، معتبراً أن الطريقة الأفضل والأكثر أماناً هي الكشف على القطعة لدى صائغ او ورشة لصياغة الذهب.
وفي تصريح سابق أكد جزماتي لصحيفة "تشرين" المحلية، يوم الثلاثاء الفائت، أن الاعتماد على شراء الذهب من مواقع التواصل الاجتماعي لا يسهم بانخفاض تكلفة أجرة صياغته إلى النصف، بل على العكس يوّرط المواطن بقصة أخرى لأنه لا يعلم فيما إذا كانت القطعة نظامية أو مسروقة. أو ربما تكون مغشوشة وبداخلها قطع من المعادن الأخرى مثل الحديد.
وأضاف جزماتي أن نسبة الذهب المزور في السوق تعد منخفضة، حيث إن 95 بالمئة من الذهب نظامي، وهذا يعود لوعي المواطن والحرفي، والتأكد من وجود الدمغة على القطعة.
في سياق موازٍ، كشف جزماتي أن سوريا تستورد الذهب الخام من دول الخليج العربي، ومن ثم يعاد تصديره مصنّعا، لأن الذهب السوري مطلوب بشكل كبير هناك وفي لبنان بالإضافة إلى كل الدول العربية تقريبا، ولكن خلال فترة فيروس “كورونا” لم يدخل الذهب الخام إلى البلاد أي منذ نحو سنتين، على حد وصفه للصحيفة المحلية.
ونوّه جزماتي، إلى أن كل الذهب الذي يتم تصنيعه حاليا، هو ذهب قديم يستبدله المواطنون بذهب جديد، حيث تعدّه الورشات وتصنعه بموديلات جديدة.
وبخصوص حركة المبيع، قال رئيس جمعية الصاغة: “كانت الحركة شبه معدومة في شهر رمضان، لكن بعد عيد الفطر عاودت بنسبة 20 بالمئة، ويرجح أن تزداد الحركة بعد عطلة المدارس وزيارة المغتربين للبلاد، بالإضافة إلى بعض المناسبات، أي أن الحركة ستبدأ من الآن وتستمر حتى منتصف أيلول/سبتمبر 2022.