تزداد الأوضاع المعيشية في سوريا سوءا يوما بعد يوم، حيث ارتفع متوسط تكاليف المعيشة في سوريا خلال الشهر الجاري إلى أكثر من 3 ملايين ليرة سورية لعائلة مكونة من خمسة أفراد، ووصلت نسبة الارتفاع مقارنةً بآذار الماضي إلى أكثر من خمسة في المئة.
صحيفة "قاسيون" ذكرت في دراسة أجرتها أنه "في منتصف 2022، وقبيل استعداد السوريين لاستقبال عيد الأضحى، تجاوز وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد، وفقا لمؤشر الصحيفة المحلية حاجز الثلاثة ملايين ليرة سورية (والحد الأدنى 1,881,858ليرة سورية).
ليتضح مجددا حجم الهوة الهائلة التي تفصل الحد الأدنى للأجر في البلاد (والذي لا يتجاوز 92.970 ليرة سورية)، عن وسطي تكاليف المعيشة الآخذة بالارتفاع بشكلٍ متواصل.
وتجاوز وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد في بداية نيسان/أبريل الماضي حاجز 2.8 مليون ليرة سورية.
وتعتمد الصحيفة المحلية طريقة محددة في حساب الحد الأدنى لتكاليف معيشة أسرة سورية من خمسة أشخاص. وتتمثل بحساب الحد الأدنى لتكاليف سلة الغذاء الضروري (بناء على حاجة الفرد اليومية إلى حوالي 2400 حريرة من المصادر الغذائية المتنوعة، والتي يحصل من خلالها المواطن المنتج على السعرات الحرارية التي تكفل له الحياة، وإعادة إنتاج قوة عمله من جديد)، على اعتبار أن تكاليف الغذاء هذه تمثّل 60 بالمئة من مجموع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة، بينما تمثل الـ40 بالمئة الباقية الحاجات الضرورية الأخرى للأسرة (تكاليف سكن، ومواصلات، وتعليم، ولباس، وصحة، وأدوات منزلية، واتصالات… وغيرها).
ضمن سياق ارتفاع تكاليف المعيشة في سوريا، وبحسب صحيفة “قاسيون” المحلية، فقد ارتفع وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في مطلع شهر تموز/يوليو 2022 بمقدار 150,592 ليرة سورية عن التكاليف التي تم تسجيلها في شهر آذار/مارس الماضي، حيث انتقل من 2,860,381 ليرة سورية في آذار/مارس إلى 3,010,973 ليرة في تموز/يوليو.
(بينما ارتفع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة بحوالي 94,120 ليرة، منتقلا من 1,787,738 ليرة في آذار/مارس إلى 1,881,858 ليرة في تموز/يوليو)، ما يعني أن التكاليف ارتفعت بحوالي 5.2 بالمئة خلال ثلاثة أشهر فقط رغم كل الحديث الرسمي عن تخفيض الأسعار، وضبطها خلال الأسبوعين الماضيين.
ومقارنة ببداية العام الحالي 2022، ارتفع وسطي هذه التكاليف من 2,026,976 ليرة سورية في بداية العام إلى 3,010,973 ليرة في تموز/يوليو الجاري (بينما انتقل الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة من 1,266,860 ليرة في بداية العام، إلى 1,881,858 ليرة في تموز/يوليو). ما يعني أن الارتفاع زاد عن 48.5 بالمئة خلال ستة أشهر فقط.
ونوّه التقرير إلى أن الحد الأدنى للأجور بقي على حاله عند عتبة 92,970 ليرة سورية، أي أنه لا يغطي - وفق حسابات شهر تموز/يوليو الجاري - سوى 3.0 بالمئة بعد أن كان في بداية العام يغطي ما يقارب 4.5 بالمئة من وسطي تكاليف معيشة الأسرة.
وبحسب التقرير المحلي، فقد ارتفع الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية لأسرة من خمسة أفراد من 1,072,643 ليرة سورية شهريا في شهر آذار/مارس، إلى 1,129,115 ليرة في تموز/يوليو الجاري، وذلك بالاعتماد على أسعار هذه المكونات في الأسواق الشعبية في العاصمة دمشق.
وبيّن التقرير المحلي، أن الارتفاعات طالت بعض مكونات سلة الغذاء بشكلٍ خاص، ولا سيما الفواكه التي ارتفعت بنسبة 69.6 بالمئة عن حسابات شهر آذار/مارس الماضي، حيث انتقلت تكلفة 200 غرام من الفواكه الضرورية للفرد يوميا من 767 ليرة في آذار/مارس إلى 1,300 ليرة في تموز/يوليو.
وكذلك ارتفعت الحلويات بمقدار 26 بالمئة عن حسابات آذار/مارس، إذ تجاوزت تكلفة 112 غرام حلويات ضرورية للفرد يوميا 2,118 ليرة، بينما كانت في آذار/مارس الماضي 1,680 ليرة.
وعلى النحو ذاته، ارتفعت تكلفة 70 غرام من الأرز للفرد يوميا من 420 ليرة في آذار/مارس، إلى 438 ليرة في تموز/يوليو، أي أنها ارتفعت بقرابة 4.2 بالمئة.
واختتمت الصحيفة المحلية، تقريرها، حول ارتفاع تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40 بالمئة من مجموع تكاليف المعيشة، (مثل السكن والمواصلات والتعليم واللباس والصحة وأدوات منزلية واتصالات… وغيره) من 715,095 ليرة في آذار/مارس، إلى 752,743 ليرة في تموز/يوليو، أي أنها ارتفعت بمقدار 5.4 بالمئة أيضا خلال ثلاثة شهور.
أعلنت "جمعية حماية المستهلك" في دمشق وريفها، يوم الـ8 من شهر أيار الماضي، أن أسعار المواد في الأسواق السورية أعلى من دول الجوار.
وتشهد أسعار معظم السلع والمواد الغذائية كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية مع تدني الرواتب في القطاعين العام والخاص.
ومع بدء الحرب الروسية_ الأوكرانية، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق الحكومة قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.