خاص B2B-SY
يندفع الموظفون السوريون - وخاصة المتقاعدين منهم - مع بداية كل شهر بحثاً عن صراف آلي(ATM) تعمل للحصول على الراتب بسبب تعطل معظم الصرافات بشكل متكرر وخروجها عن الخدمة، ناهيك عن اضطرارهم للوقوف لساعات طويلة في الطوابير بانتظار وصول الكهرباء لمدة بسيطة.
وخلال جولة لموقع "أثر برس" المحلي في شوارع العاصمة دمشق، تبيّن أن معظم الصرافات الآلية في المزة، وشارع 29 أيار، والقصاع، وساحة المحافظة، والبرامكة كانت خارج الخدمة، أو خالية من النقود.
وبحسب الموقع المحلي، فقد كان هناك ازدحاما كبيرا أمام أحد الصرافات الآلية في منطقة المزة، ليتحدث أبو محمد بقوله: “لا تنتظروا ستنفد الكمية الموضوعة في الصّراف قبل أن يحين دوركم”، مشيرا إلى أنه يأتي صباحا وبموعد وصل التيار الكهربائي كون منزله قريب لكن دون فائدة.
في حين أفاد أمجد، للموقع المحلي أن عبارة “خارج الخدمة” موجودة على أغلب الصرافات لأنها تحتاج إلى كهرباء والكهرباء تنقطع لفترات طويلة، وتغيب معها شبكة الاتصالات، مشيرا إلى أن الوضع ليس جديدا، متسائلا: "كم من الوقت سننتظر بعد لحل تلك المشكلة التي نعاني منها منذ سنوات؟"
في المقابل، أوضح مصدر في المصرف التجاري السوري، أن المشكلة مكررة منذ 10 سنوات تقريبا، وتعود لنفس الأسباب القديمة والتي تتمثل بانقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب بخروج كثير من الصرافات عن العمل، والشبكة التي يجري تغذيتها عبر خط مباشر من المقسم أو عبر جي 3.
وأضاف المصدر في حديثه أنه في حال انقطاع التيار الكهربائي في إحدى النقاط المغذية تُفقد الشبكة، لذلك يمكن أن يكون الصّراف مُغذّى بالكهرباء دون توفر الشبكة.
وبيّن المصدر ذاته إلى أن مشكلة تحول دون تقديم الصرافات الخدمة بشكل أفضل، وهي عدم وجود قطع تبديل للصرافات المعطلة نتيجة العقوبات الدولية، وعدم قبول الشركة صيانتها.
قبل عدة أيام، أصدر السيد الرئيس بشار الأسد، منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 100 ألف ليرة سورية معفاة من ضريبة دخل الرواتب، والأجور وأية اقتطاعات أخرى، الأمر الذي أدى إلى ازدحام الناس على الصرافات الآلية.
مدير أحد البنوك قال في وقت سابق لصحيفة "الوطن" المحلية، إنه بسبب تقنين الطاقة، يتم إغلاق العديد من أجهزة الصراف الآلي، مما يدفع بعض البنوك إلى إعادة توزيع أجهزة الصّراف الآلي الخاصة بها وتجميعها في مناطق محددة، مثل البنك العقاري ركب 33 صرافا في صالة المصرف بمقر الإدارة في ساحة المحافظة.
بالإضافة إلى قضية قلة مركبات لنقل الأموال، ويتم استبدالها بطريقة محفوفة بالمخاطر للأموال من خلال السيارات العامة أو سيارات بعض المديرين، وأحيانا بالدراجات النارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلة الأخيرة، هي قلة الكوادر البشرية العاملة في تغذية وصيانة وتشغيل أجهزة الصراف الآلي.
وفيما يتعلق بالحل، أوضحت الصحيفة المحلية، أنه لا بد من ربط جميع أجهزة الصراف الآلي التي يمكن الوصول إليها في البنوك (العامة والخاصة)، ويجب أن تكون مرتبطة عبر محولة وطنية، مما يمكن لحاملي البطاقات من استخدام أي جهاز صرّاف آلي بالقرب منهم أو متاح لهم.
وإذا لم يكن ذلك ممكنا، يجب أن الاعتماد على الطاقة المتجددة لتشغيل أجهزة الصّراف الآلي، لا سيما في المناطق المزدحمة، وتدريب جزء من القوى العاملة في القطاع المصرفي على كيفية استخدام أجهزة الصّراف الآلي وكيفية الترويج لثقافة الدفع الإلكتروني.