يشهد قطاع النقل البحري في سوريا تحولات إيجابية بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية، حيث عادت خطوط الملاحة الأجنبية إلى العمل دون تحفظ على زيارة الموانئ السورية، مما يتيح فرصة أوسع للتنافس بين الشركات ويحقق أسعاراً أكثر تنافسية للمستوردين السوريين والمواطنين.
وفي تصريح خاص لموقع بزنس 2بزنس أكد محمد قلاع، مدير فرع سوريا لشركة QCARGO " للشحن الدولي - قسومة أخوان" ، أن رفع العقوبات أدى إلى إقبال عالمي على عمليات الشحن نحو سوريا، حيث باتت البواخر تتوجه مباشرة إلى ميناء اللاذقية دون عوائق، وهو ما يساهم في تسريع عمليات النقل، ويمنح المستوردين خيارات متعددة بأسعار أفضل.
وأشار قلاع إلى أن تكلفة الحاويات والنقل تتغير وفقاً للتسعيرة العالمية، إذ يتحكم فيها سعر الفيول العالمي وكلفة تشغيل البواخر، إلا أن رفع القيود الاقتصادية سيؤدي حتماً إلى انخفاض تدريجي في الأسعار، بعد أن كانت تكاليف الشحن مرتفعة لبعض الشركات التي كانت تشحن لسورية خلال العقوبات بسبب محدودية الخطوط الملاحية.
وأضاف قلاع أن شركات التأمين على البواخر أمامها فرصة للعمل في سوريا، مما يعكس تحسناً في بيئة النقل البحري، موضحاً أن التأثير الإيجابي بدأ بالانتشار ككرة ثلج تكبر مع الوقت، ليعود بالنفع على المستوردين المحليين والمصدرين على حد سواء.
أشار قلاع إلى أن محطة الحاويات الفرنسية في ميناء اللاذقية ستشهد زيادة ملحوظة في عدد الحاويات والبواخر، كونها شركة عالمية، مما يدعم التاجر والصناعي السوري في عمليات الاستيراد والتصدير، ويعزز التنافسية الاقتصادية داخل البلاد.
كما قدم قلاع نصيحة للتجار السوريين، مشدداً على أن غياب التعقيدات يوفر فرصة لصغار المستثمرين، إذ يمكنهم الاعتماد على شركات الشحن المباشرة دون عراقيل، مما يسهل عمليات التوريد سواء في الاستيراد أو التصدير، ويدعم النهضة الاقتصادية المتوقعة.
الحاجة إلى التطوير:
من جانبه أكد هشام حمادة، مدير تطوير الأعمال في QCARGO، أن التحديات اللوجستية بدأت بالتراجع تدريجياً، إلا أن مرفأ اللاذقية بحاجة إلى تطوير شامل في المعدات الحديثة، مثل الروافع والمحطات اللوجستية والمستودعات، لضمان تفريغ البواخر بكفاءة أكبر وتحسين الخدمات المقدمة للشحن الدولي.
وأضاف حمادة أن معرض بيلدكس قدم فرصة كبيرة لربط الشركات السورية مع الخطوط الملاحية الدولية، مما يعكس نجاح المعرض وتحسن الأوضاع داخل البلاد.
وبحسب الخبراء، فإن النقل البحري في سوريا يحتاج إلى وقت وخدمات متكاملة لتحقيق الاستفادة القصوى من رفع العقوبات، إذ أن توفير البنية التحتية الداعمة سيضمن نجاح عمليات الشحن والتوريد على المدى الطويل، مما يعزز مكانة سوريا كمركز لوجستي رئيسي في المنطقة.
طلال ماضي