في تصريح يحمل دلالات اقتصادية وسياسية، قلّل مؤسس شركة هواوي تكنولوجيز، رن تشنغفي، من تأثير القيود الأميركية المفروضة على الصادرات إلى الصين، مؤكداً أن الشركات المحلية قادرة على إيجاد حلول بديلة لتكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة.
وفي مقابلة تصدّرت الصفحة الأولى من صحيفة "الشعب" الرسمية، شدّد رن على أن الصين لن تتأثر بمحاولات واشنطن الحد من تدفق التكنولوجيا إلى قطاع الرقائق، مشيراً إلى أن تغليف الرقائق أو تكديسها يمكن أن يوفر أداءً مشابهاً للتقنيات المتقدمة التي تحاول الولايات المتحدة حجبها.
توقيت مدروس وسط مفاوضات تجارية حساسة
يأتي هذا التصريح في وقت حاسم، بالتزامن مع الجولة الثانية من المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، والتي تهدف إلى تهدئة التوترات المتعلقة بالتكنولوجيا والعناصر الأرضية النادرة.
وتُبرز مشاركة وزير التجارة الأميركي، هاورد لوتنيك، أهمية القيود المفروضة على تصدير أشباه الموصلات في هذه المحادثات، وسط تأكيدات أميركية بأن الصين لا تزال غير قادرة على تصنيع رقائق متطورة بكميات ضخمة حسب تقرير نشرته بلومبيرغ.
هواوي تستثمر في الابتكار رغم العقوبات
وبدلًا من الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية، تبنّت "هواوي" استراتيجيات بديلة، مثل تعزيز تغليف الرقائق، وهو ما ساعدها على تصنيع رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة عبر شركة SMIC الصينية، في محاولة لمنافسة المنتجات التي تقدمها شركات مثل "إنفيديا".
وعلى الرغم من العقوبات الأميركية التي تسببت في خسائر كبيرة للشركة سابقًا، تمكنت "هواوي" من استعادة قوتها، حيث استعادت حصتها السوقية في الهواتف الذكية، وحققت تقدمًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية، مما يعكس قدرتها على التكيف مع القيود الدولية والاستمرار في الابتكار.
ومع تصاعد المنافسة في قطاع التكنولوجيا، تؤكد تصريحات رن تشنغفي أن الصين، رغم التحديات، قادرة على تحقيق اختراقات استراتيجية، خاصة مع تنامي دور البرمجيات مفتوحة المصدر في دعم الصناعات الرقمية.