فيما تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في مختلف القطاعات، يبدو أن صناعة الإعلان تقف على أعتاب ثورة مضادة تُربك حسابات اللاعبين الكبار وتثير قلق المستثمرين.
مارك ريد، الرئيس التنفيذي المُغادر لأكبر مجموعة إعلانية في العالم WPP، أطلق تحذيراً في مقابلة مع شبكة CNBC، حيث اعتبر أن "التحول الجذري الذي يقوده الذكاء الاصطناعي يُزعزع أعمالنا تماماً".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يُقلق فقط قطاع الإعلان، بل يثير التوجس في أوساط المستثمرين بجميع القطاعات.
يشير ريد إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي المُولّدة – مثل DALL-E من OpenAI، وVeo من Google، وMidjourney – باتت تخلق محتوى بصري وتسويقي بجودة عالية وسرعة قياسية، ما يُهدد النماذج التقليدية للإبداع الإعلاني ويُعيد تشكيل خارطة القوى داخل السوق.
وفي أول تصريحات له بعد إعلانه التنحي عن رئاسة WPP، وخلال مشاركته في أسبوع لندن للتكنولوجيا، قال ريد إن الذكاء الاصطناعي سيُحدث ثورة في صناعة الإعلان كما لم يشهدها العالم من قبل، موضحاً أن هذه التقنية "ستُوفر خبرات العالم بأكمله للجميع، وبكلفة شبه معدومة".
وأضاف: "أفضل المحامين، وأذكى المحللين النفسيين، وأكثر المبدعين براعةً... سيكونون ذكاءً اصطناعياً".
تحذير ريد ليس مجرد نبوءة سوداوية، بل يعكس قلقلاً حقيقياً في أوساط الشركات الكبرى من فقدان السيطرة على المشهد الإبداعي، وتحوّله إلى ساحة خوارزميات لا تعرف التعب ولا تخضع للتكاليف البشرية.