عاشت العقود الآجلة في بورصة وول ستريت ليلة مضطربة الثلاثاء 17 حزيران، حيث تراجعت المؤشرات الأميركية الكبرى وسط خليط من الترقب الاقتصادي والتوتر الجيوسياسي، في انتظار قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء.
وفي التفاصيل فقد تراجع مؤشر Dow Jones الصناعي بـ45 نقطة (0.1%) في تعاملات ما قبل الافتتاح، بينما انخفض S&P 500 بنسبة 0.1%، وتراجع Nasdaq المركب بـ0.2%. يأتي ذلك عقب جلسة تداول اعتيادية تكبدت فيها المؤشرات الثلاثة خسائر جماعية تأثراً بتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، إذ فقد داو جونز نحو 300 نقطة، بينما تراجع S&P وNasdaq بنسبة قاربت 1%.
تبعاً لتقارير نشرتها بلومبيرغ ففي موازاة ذلك، ارتفعت العقود الآجلة للنفط بأكثر من 4%، مع قفزة خام برنت بأكثر من 5%، ما زاد من ضغوط التضخم ومخاوف المستثمرين بشأن مستقبل التشديد النقدي.
ومع اقتراب قرار الفيدرالي، يسود الترقب الحذر في الأسواق، حيث من المرجح أن يُبقي البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير، لكن الأنظار تتجه إلى تصريحات جيروم باول وخارطة توقعات الفائدة المعروفة باسم "Dot Plot"، التي ستكشف ملامح سياسة الفدرالي للمرحلة المقبلة.
بالمقابل فالتحذيرات السياسية لم تكن بعيدة عن المشهد المالي، إذ صعّد الرئيس السابق دونالد ترامب من لهجته تجاه إيران عبر "Truth Social"، مهدداً بـ"استسلام غير مشروط"، فيما نقلت شبكة NBC أن خيارات عسكرية مطروحة على الطاولة.
وفي هذا السياق، يرى آدم كريسافولي، مؤسس "Vital Knowledge"، أن الأسواق تواجه منطقة هشّة مليئة بعدم اليقين، قائلاً: "حتى قبل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، كانت التقييمات مرتفعة والمخاطر حاضرة—الآن الهامش للمناورة بات أضيق من أي وقت مضى".