في خطوة أعادت الجدل إلى الواجهة، لوّح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مجدداً، الجمعة، بفكرة إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، منتقداً ما وصفه بـ"إصرار المجلس على رفض خفض معدلات الفائدة"، رغم الضغوط المتزايدة.
وكتب ترامب في منشور على منصّة "تروث سوشيال": "ربما، وربما فقط، سأضطر لإعادة النظر في مسألة إقالته... ولايته تنتهي قريباً". وأضاف بنبرة لا تخلو من التلميح بالتهديد: "انتقاداتي الحادة قد تصعّب عليه اتخاذ القرار الصحيح، لكنني جرّبت كل الطرق الممكنة".
وحسب تقرير نشرته شبكة CNBC عربية يأتي هذا التصعيد رغم حقيقة أن رئيس البنك المركزي الأميركي يُعتبر محصّناً دستورياً من الإقالة الرئاسية، إلا في حالات قصوى، وهو ما فتح مجدداً النقاش القانوني حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وصلاحيات البيت الأبيض.
ورغم تهديداته المتكررة في السنوات الماضية، سبق لترامب أن تراجع عن تلك النوايا، قائلاً في يونيو/حزيران 2024 من البيت الأبيض: "لن أقوم بإقالته". إلا أن تكرار الطرح هذه المرة أعاد إلى الأسواق شعوراً بعدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية.
وكان الفيدرالي الأميركي قد ثبّت، الأربعاء، معدلات الفائدة ضمن نطاق 4.25%-4.50%، وسط إشارات بتباطؤ اقتصادي متوقع وارتفاع في نسب البطالة والتضخم بنهاية العام.
وينتهي تفويض جيروم باول في مايو/أيار 2026، غير أن التوقعات بدأت تتزايد بشأن احتمال أن يطرح ترامب – في حال فوزه بالانتخابات المقبلة – اسماً بديلاً لقيادة السياسات النقدية.
جدير بالذكر أن المحكمة العليا كانت قد أصدرت حكماً في مايو/أيار الماضي يرسّخ استقلالية "الفيدرالي"، مؤكدة أنه "كيان فريد وشبه خاص"، ما يجعل التدخل الرئاسي المباشر في قيادته أمراً بالغ التعقيد.