أصدر بنك التسويات الدولية (BIS) تقريره السنوي محذراً من أن التوترات التجارية المتزايدة والقضايا الجيوسياسية قد تكشف عن انقسامات هيكلية عميقة داخل النظام المالي العالمي، في وقتٍ يشهد فيه العالم تصاعداً مستمراً في مستويات الدين العام.
وفي تقييمه لحالة الاقتصاد العالمي، قال رئيس البنك المنتهية ولايته، أغوستين كارستنز، إن الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب التغيرات السياسية المتسارعة، تضعف النظام الاقتصادي العالمي الذي استمر لعقود، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وحسب التقرير الذي نشرته CNBC عربية فقد كانت سياسات فرض الرسوم الجمركية، التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قد أثّرت بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، إذ سعت تلك الرسوم إلى تصحيح عجز الميزان التجاري الأميركي، إلا أن الردود من الدول الأخرى بفرض رسوم مضادة زادت من اضطراب سلاسل التوريد العالمية وأثرت سلباً على بيئة الأعمال.
وأشار كارستنز إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بمنعطف حرج، مع دخول مرحلة تتسم بمزيد من الغموض وعدم القدرة على التنبؤ.
وأكد أن هذه المرحلة تضع ثقة الشعوب في المؤسسات الاقتصادية، وعلى رأسها البنوك المركزية، على المحك.
وأوضح التقرير أن هذه المخاوف تأتي في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تزامناً مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 9 يوليو المقبل لجميع الدول لإبرام اتفاقات تجارية "عادلة"، وذلك في ظل ضغوط متزايدة تتعرض لها الولايات المتحدة نتيجة ارتفاع ديونها.
وفيما يتعلق بالديون العالمية، نبه كارستنز إلى أن استمرار ارتفاع مستويات الدين يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار الأنظمة المالية، لا سيما في ظل احتمال ارتفاع أسعار الفائدة.
كما أن زيادة الإنفاق العسكري في بعض الدول قد تؤدي إلى تفاقم هذا الاتجاه وتوسيع فجوة العجز المالي.
ويُنظر إلى تقرير بنك التسويات الدولية، ومقره في سويسرا، باعتباره أحد المؤشرات المهمة التي تعكس توجهات صناع السياسات النقدية العالمية، بسبب طبيعة الاجتماعات المغلقة التي يعقدها البنك مع كبار مسؤولي البنوك المركزية حول العالم.