قال مسؤول مصرفي حكومي بارز " إن إعلان مصرف سورية المركزي بيع 100 مليون يورو يأتي في سياق عملياته المستمرة في التدخل الإيجابي، وفي إطار حزمة متكاملة من الإجراءات الأخرى، معتبراً أن بيع هذه الكمية الضخمة من القطع الأجنبي، من شأنها إشباع جزء مهم من الطلب على القطع الأجنبي في الأسواق المحلية السورية، مع الأخذ بالحسبان أن التعامل باليورو وبيعه قائم ومستمر، على الرغم من كل الإقبال الذي يشهده الدولار منذ ما يقارب 26 شهراً في سورية.
وحسب المصدر المصرفي المسؤول، فإن شريحة 100 مليون يورو لا يمكن تحديد بيعها للقطاع العام أو للقطاع الخاص، بل يمكن تحديد أنها للمصارف العاملة في الجمهورية العربية السورية من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى بيع جزء منها إلى شركات الصرافة العاملة في سورية كذلك، مشيراً إلى أن أبرز المصارف المتعاملة بالقطع الأجنبي في القطاع المصرفي السوري وهو المصرف التجاري السوري، مع العلم أن بيع اليورو للمواطنين بشكل مباشر عبر التجاري السوري لا يزال مستمراً، بعد وقف بيع الدولار من المركزي السوري عبره بعد فترة قصيرة على مباشرته في إطار التدخل الإيجابي للمركزي في سوق بيع القطع الأجنبي.
وعن تغيير المركزي استراتيجيته مباشرته بيع اليورو بدلاً من الدولار، قال المصدر المصرفي المسؤول وفقا لصيجفة " الوطن " إن المركزي يتدخل في السوق ببيع كافة أنواع القطع الأجنبي دون تحديد، من خلال بيع كميات من القطع الأجنبي مشيراً إلى أن اليورو يشهد إقبالاً في الفترة الحالية، ومن شأن إشباع الطلب عليه كسر حدة الاحتكار الذي مارسه الدولار في الإقبال على القطع الأجنبي، وخلق ثقل جديد في سوق القطع، يقتطع لنفسه جزءاً من الإقبال على الدولار، مع الأخذ بالحسبان أن بيع شريحة ضخمة كهذه من اليورو عن طريق المركزي ما كان يتم لولا تزايد الطلب على اليورو.
وعن تأثير بيع 100 مليون يورو واحتمال بيع شرائح أخرى على سعر صرف الدولار، قال المصدر إن تأثير ذلك سيكون حكماً انخفاض سعر صرف الدولار، بالنظر إلى أن إشباع الطلب على عملة معينة سيؤدي إلى تخفيض سعرها، وبالتالي ستكون ملاذاً لمن يحتاج القطع الأجنبي في مواجهة الدولار، وبالتالي انخفاض سعر صرفه في السوق السوداء المحلية السورية بشكل أكيد مضيفاً إن القطاع العام تحول منذ ما يقارب العامين إلى التعامل باليورو بدلاً من الدولار نتيجة الحظر المفروض على سورية بالنسبة للتعامل بالدولار من الولايات المتحدة الأميركية، مدللاً على ذلك بأن المصرف التجاري السوري لا يشهد طلباً على الدولار بل ينفذ كافة عملياته دون استثناء باليورو بدلاً من الدولار.
وحول سعر صرف الدولار ومدى التوقعات بانخفاض سعره، قال المصدر المصرفي المسؤول