بدأت شرايين الاقتصاد تضخ السلع في أسواق حلب مع وصول العديد من القوافل إلى المدينة الأمر الذي انعكس -وبشكل سريع- على مجمل الواقع المعيشي للأسر الحلبية.
وحسب مصادر أهلية لـ«الوطن»، شهدت أسواق المدينة أمس وفرة مقبولة في العديد من السلع والمواد الغذائية، إلا أن أسعار بعضها لا تزال مرتفعة.
وأشارت المصادر إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض أسعار الخضراوات في أسواق المدينة منذ أمس، إلا أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بأسعارها في المناطق التي لا تزال تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث بلغ سعر كيلو البندورة أمس في منطقة بستان القصر الواقعة تحت سيطرة المسلحين الإرهابيين نحو 40 ليرة سورية، في حين سعره بين 150 إلى 200 ليرة في المناطق الآمنة المجاورة، وكذا الأمر بالنسبة للأنواع الأخرى من الخضار، مثل البطيخ الأحمر الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 100 ليرة.
ولفتت المصادر الأهلية إلى أن سعر كيلو لحم الغنم لا يزال عند حاجز 2000 ليرة، علماً أنه لحم أنثى، مشيرة إلى انتشار لحم «ديك الحبش» على موائد الحلبيين مؤخراً بسبب نقص مصادر اللحوم حيث وصل سعر الكيلو منه إلى 1100 ليرة ومصدره المزارع المنتشرة في بعض الريف الحلبي.
وتحدثت المصادر عن السيارات الجوالة مؤكدةً أن بعض المسؤولين عنها قالوا للمواطنين إن عليهم التوجه لشراء حمولة السيارات من السلع من المحال التجارية المنتشرة بحجة أنه تم بيعها للتجار ليقوموا بدورهم ببيعها للمواطنين، محذرة من هذا الأمر الذي سيتسبب باحتكار البعض للمواد والتحكم بأسعارها.
وعن أسعار الألبان، وصل سعر كيلو اللبن أمس إلى 250 ليرة، كما انتشر بيع اللبن المخزن (اللبن ربيعي) وتباع الصفيحة بوزن 4 كغ منه بـ2000 ليرة سورية.
وأكدت المصادر أنه لفت انتباه المواطنين خروج أحد التجار عليهم في أحد الأسواق ويدّعي بأنه بفضل جهوده وإشرافه تم إحضار القوافل، وأكد لهم أنه يبيعهم الخضار والمواد بأسعار التكلفة.
وفي السياق، أكد عضو مجلس الشعب عن مدينة حلب أنس الشامي أن ما يقوم به المعنيون في الشأن العام هو محاولات، إلا أن القضية تحتاج إلى توحيد الجهد وإلى تقديم رؤى شاملة، مشيراً إلى أنه عندما يعمل كل طرف من حيث هو دون تنسيق مع الأطراف الأخرى تصبح هذه الجهود هباءً منثوراً.
ولفت الشامي في تصريح لـ«الوطن» إلى أنه عندما اتخذ مؤخراً موقفاً بتعليق عضويته في مجلس الشعب إنما كان بهدف لفت نظر هؤلاء المعنيين بالشأن العام لما يجري من معاناة حقيقية بشأن حلب والأهالي هناك.
وأضاف الشامي: للأسف الشديد هناك بعض المغالين يقرؤون بعين واحدة وعندما علقت عضويتي لموقف سياسي ولتحفيز كل من يعمل في الشأن العام لكي يتحرك وبشكل فعلي وعملي لفك الحصار عن أهل حلب الشرفاء.
وبيّن أنه عندما يرتقي المسؤولون إلى حس مسؤولياتهم، وبالفعل بدؤوا بتقديم الرؤى والحلول العملية على الأرض، تنفرج الأمور شيئاً فشيئاً، ولكن لن يكون الأمر بالسهل ولا «بكبسة زر كما يقال».
وأكد الشامي أن هناك عصابات مسلحة تعمل على صب الزيت على النار وعلى الفساد في المجتمع السوري عموماً وفي حلب على وجه الخصوص.
وختم بالقول: اليوم بدأت هذه الجهود تتضافر وتثمر شيئاً فشيئاً ونرجو أن يتم خلال الأيام القليلة إرسال المعونات والمواد الغذائية والمحروقات إلى جميع أبناء حلب.