بدت مظاهر العيد شبه غائبة عن أسواق دمشق نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السوريون في هذه المرحلة والحلويات بأنواعها المصنوعة في البيت والمشتراة من المحلات و التي كانت الأساس في ضيافة العيد أصبحت غائبة عن كثير من الأسر والتي بالكاد تشتري الحاجيات الرئيسية من طعام وشراب .
في جولة لموقع" B2B" على اسواق دمشق التقينا خلالها عدد من المواطنين حيث كانت الشكوى من أسعار الحلويات الملتهبة والتي لايستطيعون شراء حتى الاصناف الشعبية منها وكان توجه البعض إلى استبدال الحلويات بالفواكه والبوظة أو ببعض الأطعمة المصنوعة في المنازل.
أصناف متنوعة من الضيافة بديلة للحلويات :
محمد أستاذ جامعي أخبرنا أنه دخل إلى أحد محلات المأكولات المشهورة ليصدم بأن سعر كيلو الحلويات الشرقية وصل إلى 5400 مما اضطره إلى مغادرة المحل دون شراء أي شيء .
أما أبو أحمد (موظف ) فأشار إلى أنه لم يفكر هذا العيد بشراء الحلويات مطلقا وسيستبدل الضيافة بالبوظة والفواكه فتكلفتها أقل رغم ارتفاع سعرها وهي تناسب فصل الصيف الحار كما أنه سيقدم الفول النابت كنوع من الضيافة الغير مكلفة والمميزة .
صناعة الحلويات المنزلية بقيت الخيار الأفضل للكثيرين وهنا أخبرتنا ام احمد (ربة منزل) أنها تفضل صناعة حلويات العيد في المنزل لجهة جودة الصناعة والطعم المميز والكلفة الأقل وتقوم بالحشي بعدة أصناف من العجوة والفستق والنانرج و الراحة ورغم الجهد المبذول والتعب في العمل لكن الحلويات تكون بطعم مميز وبنصف كلفة الشراء من السوق .
أسباب الارتفاع من وجهة نظر بائعي الحلويات :
أمين سر جمعية الحلويات والبوظة بدمشق ماجد حقي أكد أن الطلب على الحلويات في دمشق انخفض بنسبة 55-60% مقارنة مع العام الماضي نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة .
وأشار في تصريح لموقع "b2b " إلى أن المواد الأولية المتعلقة بصناعة الحلويات من سكر وسمون وزيوت وغيرها، كانت متوفرة أكثر من الآن وبأسعار مقبولة، أما حالياً فثمة احتكار للمواد الأساسية اصطنعه بعض التجار، وقام بعض المستوردين بتخزين المواد الأولية في المستودعات مثل السكر ومن ثم بيعه بأسعار مرتفعة ولفت حقي إلى أن سبب انخفاض الطلب، أن الحلويات مادة كمالية لدى أغلب المستهلكين و الطلب يزيد على الحلويات التي تدخل فيها مادة (المكسرات) في هذه الفترة . أما بالنسبة إلى حلويات الفقراء من (مشبك وعوامة والهريسة) فالطلب عليها ضعيف، لأن أسعارها ارتفعت كثيراً، وأصبح سعر كيلو العوامة 250 ليرة، وكان سعره 75 ليرة،. فمادة (السميد) ارتفع سعر الكيلو الواحد من 45 ليرة إلى 150 ليرة. والفستق ارتفع الكيلو من 750 ليرة إلى 3600 ليرة، مع الإشارة إلى أن مواصفات الفستق قد تدنت. أما كيلو الصنوبر فأصبح بـ10 آلاف ليرة، والصيني أصبح بـ7500 ليرة، وكيلو الجوز بـ 4 آلاف ليرة.
مديرية حماية المستهلك تخالف ولكن :
مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق أكد أن المديرية ألزمت محلات الحلويات بتقديم بيانات تكلفة للمواد المنتجة لديها وقد تقدم العديد بالبيانات وتعهد الباقي بذلك تحت طائلة المخالفة ولكن من الصعوبة الزام الجميع بذلك وخصوصا ان منهم من يفضل دفع المخالفة والتي تتعلق بمخالفة ارتفاع الاسعار والتي لاتتجاوز قيمتها عشرة آلاف ليرة حيث لايشكل هذا المبلغ عائقا أمام الأرباح الكبيرة التي يجنيها في هذه الايام .
أسعار الحلويات الشرقية من 1800 ليرة إلى 6000 ليرة :
أسعار الحلويات في الأسواق مختلفة ومتنوعة حسب المواد الداخلة في صناعتها واسم المحل البائع وبالنسبة للحلويات الشعبية المصنوعة من السمن النباتي فسعر كيلو المبرومة والآسية في محلات منطقة المرجة 1800 ليرة وكيلو البقلاوة 1000 ليرة والمعمول 1000 ليرة والعجوة 600 ليرة أما في المحلات المشهورة كنفيسة فسعر كيلو الحلويات الشرقية 3600 ليرة متجاوزا ربع الحد الأدنى للرواتب والبالغ 12 ألف ليرة ووصل سعر الكيلو لدى محلات مهنا إلى 5400 ليرة وتجاوز هذا السعر في بعض محلات التواصي في منطقة الميدان والمواطن الذي يشتري بهذ الاسعار يدفع ثمن اسم المحل وشهرته فحسب كلف الحلويات وباعتبار الفستق هو المادة الأعلى سعرا والكيلو حسب سؤالنا 3300 ليرة والسمن الحيواني 1000 ليرة وباقي المدخلات أرخص بكثير فالمفترض أن لايتجاوز سعر كيلو 3000 ليرة في احسن الاحوال ولكن للأسف تصل الاسعار الى ضعف هذا المبلغ ولتكون الحلويات عنصرا جديدا من عناصر البهجة المفقودة في العيد الذي يأتي بهذه الظروف الصعبة .