اتفق كل من "وزارة الصحة" السورية، و"منظمة الصحة العالمية"، على تشكيل لجنة فنية تقنية مشتركة، تعنى بتتبع الاحتياجات الصحية في سورية بشكل مرحلي وتسريع عملية استجرار المساعدات الطبية المقدمة من المنظمة، بما ينسجم مع أولويات الاحتياجات الصحية الوطنية.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا" فقد بحث وزير الصحة سعد النايف مع مدير إقليم شرق المتوسط في "منظمة الصحة العالمية" علاء الدين علوان، الجهود المشتركة المبذولة للاستجابة للاحتياجات الصحية للمواطنين في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سورية.
وأكد وزير الصحة خلال الاجتماع، أن الوضع الصحي في سورية مازال مستقرا، رغم تعاظم التحديات نتيجة الاستهداف المتواصل لمؤسسات القطاع الصحي.
وشدد الوزير النايف على ضرورة تبني "منظمة الصحة العالمية"، لمبادرات إقليمية كدعم حملات تلقيح متزامنة في عدة دول، ولاسيما تلك التي ظهرت فيها الفيروسات الخاصة بمرض شلل الأطفال مثل مصر وفلسطين وأفغانستان، وكذلك تبني إستراتيجيات مناسبة لإبراز مخاطر عودة انتشار بعض الأمراض في بعض الدول، نتيجة الظروف الإقليمية وانتقال أفراد من جنسيات مختلفة عبر الحدود بشكل غير شرعي، بعضهم يتوافدون من دول معروفة بانتشار الأمراض السارية و المعدية فيها مما يهدد الأمن الصحي الإقليمي.
وأشار الوزير النايف إلى أن "وزارة الصحة" أطلقت خلال الشهر الجاري المرحلة الثالثة من حملات التلقيح، واستهدفت في جزئها الأول 800 ألف من طلبة المدارس بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف مع جرعات من الفيتامين أ، واستهدفت في جزئها الثاني مليونا وستمئة ألف طفل دون الخامسة بلقاح الشلل والحصبة لجميع الأطفال دون الخامسة بغض النظر عن حالتهم التلقيحية السابقة.
وذكر وزير الصحة أن بعض الحالات المشتبهة بمرض شلل الأطفال ظهرت في إحدى مناطق محافظة دير الزور، الأمر الذي دفع الفرق المتخصصة للتقصي بشكل أولي عن هذه الحالات في مخابرها المحلية، وإرسال بعض العينات إلى المخبر المرجعي الإقليمي لـ"منظمة الصحة العالمية"، بالقاهرة للتأكد منها وفق المعايير العالمية المعتمدة بهذا الشأن.
ودعا وزير الصحة إلى توسيع نطاق دعم "منظمة الصحة العالمية"، للقطاع الصحي في سورية، بحيث يشمل باقي مكونات هذا القطاع ولاسيما المساهمة في تأمين اللقاحات الروتينية والأدوية النوعية وسيارات الإسعاف والعيادات الطبية المتنقلة.
من جانبه أكد علوان اهتمام المنظمة بدعم "وزارة الصحة" في جهودها المستمرة لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في ظل الأزمة التي تمر بها سورية، معربا عن تفهم المنظمة للمخاطر الصحية الكبيرة الناجمة عن انتقال أفراد بشكل غير شرعي إليها، وللآثار السلبية للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وأثرها على تلبية الاحتياجات الصحية في كافة المناطق.
وعقد الاجتماع على هامش أعمال الدورة الستين للجنة الإقليمية لـ"منظمة الصحة العالمية" لشرق المتوسط، والتي بدأت أمس في العاصمة العمانية مسقط، وتستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري بمشاركة سورية.
وأطلقت "وزارة الصحة" مؤخرا، حملة التلقيح الوطنية ضد الحصبة وشلل الأطفال في المدارس وتستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، بالإضافة إلى حملة تلقيح في مراكز الإقامة المؤقتة.
ويواجه القطاع الصحي في سورية صعوبات جمة وخاصة بما يتعلق بتأمين الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، حيث ذكرت "وزارة الصحة" أيلول الماضي، أن هناك 62 نوعاً من الدواء مفقود ثلثها أدوية غير نوعية و22 دواء فقط هي المفقودة لكنها لا تهدد الحياة.
يشار إلى أن مدير صحة ريف دمشق ياسين نعنوس، بين خلال تشرين الأول الجاري، أن حوالي 75% من الأصناف الدوائية مفقودة في دمشق وريفها نتيجة لوضع معامل الدواء الحالي، والحكومة تعمل بكل جهودها على تأمين الدواء بمختلف الطرق، وهنالك العديد من الصيادلة تحولوا إلى تجار ويبيعون الدواء وخاصة الأجنبي بأسعار مرتفعة جدا.