تباينت أجور الحلاقة في دمشق خلال الآونة الأخيرة، ولم تعد التسعيرة التي وضعتها "الجمعية الحرفية للحلاقين" معياراً يؤخذ بالحسبان من قبل أصحاب صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية، حيث رفعت الأخيرة أسعارها بشكل غير مسبوق، وضاعفت الأجور مرات ومرات، في ظل تغاضٍ حكومي عن تحديد أجرة مناسبة، وتسيير دوريات لمتابعة صالونات الحلاقة.
التسعيرة حسب المنطقة
وأرجع مصطفى دعبول صاحب صالون "شيك مان" في منطقة القصاع، تفاوت أجرة الحلاقة بين الحلاقين لعامل المكان، وقال دعبول إنّ ثمن الصالون وتكاليف الديكور إضافة إلى الآلات المستخدمة، تلعب دوراً رئيسياً في تفاوت الأسعار"، مشيراً إلى أنه لا يمكن مقارنة تكلفة صالون في حي القصاع ثمنه حوالي 10 ملايين ليرة، بصالون في منطقة شعبية، فمن المنطقي أن يتقاضى الأخير، أجورا تتناسب مع طبيعة المنطقة التي يعمل بها".
ولفت دعبول إلى إنّ عدم الالتزام بالتسعيرة التي وضعتها جمعية الحلاقين يعتبر أمراً بديهياً، "فلو تقيدت الصالونات بالتسعيرة، سيكون الجميع خاسراً".
تقديم الكماليات لرفع الأجرة
وقال خالد يوسف صاحب صالون "النور" للحلاقة الرجالية في منطقة دويلعة إنّ أسعار الحلاقة زادت حد الضعف، وتصل الأجرة إلى ألف ليرة وسطياً". مضيفا "لا أحد يلتزم بتسعيرة موحدة، فهناك صالونات تتقاضى مقابل حلاقة الشعر والذقن 300 ليرة، بينما يوجد صالونات أخرى تتقاضى ما يزيد عن 2000 ليرة، حيث تدخل في الأخيرة بعض الكماليات مثل تنظيف البشرة وحمام الزيت".
الشباب متقبلون للأسعار
وأبدى عدد من الشباب قبولهم لأسعار الحلاقة الرجالية، حيث قال الشاب أحمد الزعبي :" إنّ أجرة الحلاقة في ظل هذا الغلاء مقبولة، فمبلغ 300 ليرة لم يعد ذو قيمة مقابل الحلاقة".
ومن جانبه اعتبر "علاء شيخ سليم" وهو طالب جامعي، أنه في وقت بلغ فيه سعر كيلو البطاطا 150 ليرة، فإنّ 300 أجرة حلاقة الشعر يعد مبلغاً بسيطاً.
ألف ليرة للسيشوار
أما الأسعار في صالونات الحلاقة النسائية وبحسب موقع "الاقتصادي"، فتشهد ارتفاعاً غير مسبوق، وبينت أمل الناصر وهي كوافيرا في منطقة مساكن برزة، إن أجرة لف "تسريحة" الشعر تتجاوز اليوم 6000 ليرة، بينما تتقاضى صالونات الحلاقة النسائية مبلغ ألف ليرة مقابل تصفيف الشعر، وهو ما يعرف شعبياً بـ"سيشوار"، ناهيك عن أجور المكياج التي وصلت لأسعار خيالية.
سعر مواد التجميل تضاعف 10 مرات
ويرد كل من أصحاب صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية، رفع أجورهم إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، حيث ارتفع ثمن ماكينة الحلاقة "موزر" التي تستخدم في معظم الصالونات من 950 إلى 4500 ليرة، بينما ازداد ثمن علبة الشامبو 5 كغ من 200 ليرة إلى 750.
وأكد ياسر مكتبي وهو تاجر أدوات تجميل في سوق الحميدية :" أنّ جميع أدوات التجميل تضاعفت ما بين 6 - 10 مرات"
الرقابة تستثني الحلاقة النسائية
وعن جنون الأسعار الذي تشهده صالونات الحلاقة النسائية، قال رئيس "اتحاد حرفيي دمشق" مروان دباس :" إن الرقابة تطبق على صالونات الحلاقة الرجالية، أما شقيقتها النسائية فلا رقابة عليها، الأمر الذي دفعهم لوضع الأسعار على هواهم"، موضحاً أنّ آلية الرقابة تقوم على الشكاوي التي يقدمها المواطنون، وفي حال قدمت شكوى يقوم التموين بفتح ضبط واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين، دون أن تسير أيه دوريات لمراقبة صالونات الحلاقة".
تسعيرة الجمعية منذ 6 سنوات
وعن تسعيرة الجمعية، قال رئيس جمعية الحلاقين سعيد السعدي إنّ الجمعية وضعت بالتعاون مع المكتب التنفيذي لـمحافظة دمشق ثلاث تسعيرات للحلاقة الرجالية، تشمل ممتازة وأولى وثانية، وتسعيرتين لشقيقتها النسائية تشمل أولى وثانية".
وبين السعدي، أن الحلاقة الممتازة الرجالية تتمثل بـ350 ليرة لقص وغسيل وسيشوار الشعر، و300 ليرة قص وغسيل الشعر، و150 غسيل وسيشوار، و50 ليرة لحلاقة الذقن، أما الأولى فهي، 300 ليرة لقص وغسيل وسيشوار الشعر، و200 ليرة لقص وغسيل الشعر، و100 ليرة غسيل وسيشوار الشعر، و50 ليرة لحلاقة الذقن، في حين بلغت أجور الدرجة الثانية، 100 ليرة لحلاقة الشعر، و50 ليرة لحلاقة الذقن، و150 لقص وغسيل وسيشوار الشعر.
أما تسعيرة الحلاقة النسائية، في الدرجة الأولى حددت 300 لقص الشعر مع التجفيف، و500 ليرة لتمشيط ولف شعر طويل مع سيشوار، و400 ليرة لتمشيط ولف شعر قصير، و250 سيشوار شعر طويل، و200 سيشوار شعر قصير، بينما بلغت التسعيرة للدرجة الثانية، 250 ليرة لقص الشعر مع التجفيف، و400 لتمشيط ولف شعر طويل مع سيشوار، و300 ليرة لتمشيط ولف شعر قصير مع سيشوار، و150 ليرة لسيشوار شعر طويل، و100 ليرة لسيشوار شعر قصير.
وتابع السعدي أن هذه التسعيرة صدرت عن المكتب التنفيذي لمجلس "محافظة دمشق"، بالقرار رقم 1277 بتاريخ 2/12/2008، موضحاً أن غلاء المعيشة وارتفاع تكلفة الحلاقة جعل هذه التسعيرة غير مطبقة فعلياً في معظم الصالونات، منوهاً إلى أن الجمعية رفعت كتاب إلى التجارة الداخلية لتعديل التسعيرة، بغية مناسبتها مع الظروف الأخيرة والتغيرات التي طرأت على واقع المهنة.
المصدر: ( موقع الاقتصادي – B2B-SY)