خاص B2B-SY| هلا الططري
لن يقدم "بابا نويل" للسوريين هذا العام، سوى مزيد من الأزمات التي يغرق بها المواطن السوري كل يوم، ففي ذكرى ميلاد السيد المسيح رسول السلام، يخيم العبء والاستغلال على حياة الأسر السورية ويغيب السلام عن مدينتهم في ظل الأزمات الستة التي يعيشها المواطن السوري بدءاً من الكهرباء وصولاً إلى المحروقات، دون حلول تلوح في الأفق بالرغم من التصريحات الحكومية التي تعلن كل فترة عن توافر المشتقات النفطية ، ومما زاد الطين بلة استغلال "تجار الحرب"، للأعياد والمناسبات لضرب الأسعار بأرقام قياسية قاربت على أسعار أغلى المدن في العالم.
شجرة الميلاد..وانخفاض المبيعات 75%
وأثناء جولة موقع “b2b-sy” على الأسواق في دمشق، لاحظنا وبشدة أسعاراً خيالية لا يتقبلها أي منطق، حيث تراوح متوسط سعر شجرة الميلاد بين 20 إلى 90 ألف ليرة سورية، إضافة إلى بعض الأشجار الصغيرة جداً والتي بلغ سعر أصغر واحدة منها 5 الاف ليرة سورية، دون الحديث عن الزينة المكملة للشجرة والتي رسمت أيضاً خطوطاً عليا نحو الاستغلال والطمع الذي وصل اليه التجار والذين لم يرددوا سوى كلمة "الدولار" كحجة وبرهان مزيفين على هذه الأسعار المرتفعة.
في محل لبيع زينة عيد الميلاد وألعاب الأطفال في منطقة الشعلان التقينا صاحب المحل حيث قال لموقع "B2B-SY" : انخفضت مبيعاتنا عن السنوات السابقة من أشجار الزينة ولباس بابا نويل للكبار والصغار إلى أقل من الربع حيث كنا نبيع قبل الأحداث الراهنة أكثر من 500 شجرة لزينة عيد الميلاد، بينما لا تصل مبيعاتنا في الوقت الحالي إلى 50 شجرة فقط لا غير وبزيادة في الأسعار 60- 75% عن العام السابق، حيث تباع شجرة عيد الميلاد قياس 180سم من نوع صنوبر استيراد من الصين بالمفرق بسعر 12000 ليرة.
هذا وبلغ سعر قبعات العيد للأطفال 250 ليرة سورية للواحدة، والمزامير بين 200 إل 350 ليرة سورية، كما بلغ سعر الكرات والأجراس من 250 إلى 1000 ليرة سورية، حيث أن تكلفة زينة الشجرة البسيطة تخطت حاجز الـ 10 الاف ليرة سورية.
وأشار إلى انخفاض نسبة مبيعات أشجار زينة عيد الميلاد المجيد للعام الحالي إلى أكثر من 80% عن الأعوام السابقة على الرغم من أننا لم نزد في أسعار زينة عيد الميلاد بسبب عدم استيرادها وأغلبية أشجار الزينة التي بيعت في السنة مخزنة من العام السابق، وأضاف التاجر: نعاني من ارتفاع أجور النقل والتي باتت تشكل نسبة كبيرة من التكلفة الفعلية لأي مادة حيث دفعنا أجور شحن 38 طرداً من ألعاب الأطفال 48 ألف ليرة إضافة إلى 25 ليرة أجور عتالة لكل طرد ، حيث تقول شركات الشحن المحلية ان السبب الرئيسي هو عدم توفر المشتقات النفطية وارتفاع سعر ليتر المازوت.
75% ارتفاع أسعار الزينة
وفي محل آخر لبيع ألعاب الأطفال وزينة عيد الميلاد أشار نوار صاحب المحل لموقع "B2B-SY" في منطقة باب توما إلى أن حركة البيع على زينة عيد الميلاد ضعيفة جداً هذا العام حيث لا تتجاوز مبيعاتنا اليومية 2-7 شجرات فقط لا غير وهذا عائد إلى ارتفاع أسعار أشجار الزينة من ناحية والتي زادت لتصل إلى 75% عن أسعار العامين الماضيين وضعف القوة الشرائية مع المواطنين من ناحية ثانية وإلى الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد التي أثرت على واقع حياتنا الاجتماعية.
كنا نبيع سابقا- والحديث للبائع الدبس- خلال الشهر 12 من كل عام أكثر من 200 شجرة عيد الميلاد، في الوقت الذي لم تتجاوز مبيعاتي حالياً 50 شجرة عيد الميلاد مع زينتها- أي انخفضت مبيعاتنا إلى أقل من النصف لأسباب كثيرة، وبدأ واضحا معظم المواطنين قد ألغوا مراسم الاحتفالات من بيوتهم واقتصرت الزينة على المواطنين الميسورين
تكلفة زينة شجرة الميلاد بدءاً من 25 الف ليرة
وأضاف الدبس: تباع شجرة عيد الميلاد بطول 220 سم للعام الحالي بسعر 10500 ليرة من صناعة تايلندية، بينما كانت تباع سابقا- وللنوع نفسه والصناعة- بسعر 3500 ليرة وبيعت شجرة عيد الميلاد بطول 160سم بسعر 5700 ليرة وارتفع سعر بدلة بابا نويل إلى 4000 ليرة، بينما كانت تباع العام الماضي بسعر 200 ليرة، كما وتشمل زينة أعياد الميلاد أيضاً تزيين الشرفات بالحبال الضوئية- التي تحمل لمبات إضاءة، والذي كان يباع المتر سابقاً بسعر 200 ليرة بينما ارتفع أسعارها إلى 450 ليرة، كما ارتفعت هدايا عيد الميلاد والتي تتضمن ألعاب للأطفال تشترى من قبل الرياض الخاصة والعامة والاتحاد النسائي لتوزع على الأطفال بهذه المناسبة، وأشار البائع الدبس: نبيع السيارة التحكم التي تعمل على البطارية بسعر 1800 ليرة، بينما كانت تباع سابقاً بسعر 1000 ليرة، وقال البائع الدبس: عملنا على تخفيض نسبة أرباحنا وذلك عن طريق تخفيض في نسبة الأرباح المحددة لنا من أجل الاستمرار في العمل وكي يستطيع المواطن شراءها مع العلم أن ضريبة الدخل بقيت مرتفعة- على حالها قبل الغلاء.
زبون في المحل قال: دفعت ثمن شجرة عيد الميلاد 15000 ليرة، واشتريت زينتها بسعر 7500 ليرة المتضمنة طابات وإضاءة ولمبات وأموراً رمزية أخرى للشجرة مثل المغارة وما تحت المغارة والتي تصل قيمتها بين 700-800 ليرة لتصل تكلفة شجرة إلى أكثر من 25000 ليرة للحجم المتوسط، وعلى الرغم أننا الغينا جميع مظاهر الزينة الخارجية- شرفات المنازل وعلى «البرندات» التي تعبر عن مظاهر الفرح لكون الوضع لا يسمح بذلك.
وقال المواطن باسم بشور: زادت تكاليف عيد الميلاد إلى الضعف بين هذا العيد والعيد الماضي حيث كانت تكلفة زينة عيد الفصح منذ شهر نيسان الماضي نحو 12 الف ليرة ما بين زينة العيد ولباسه وحلويات العيد، في الوقت الذي زادت إلى الضعف في عيد الميلاد المجيد، علماً أن حاجات العيد ولوازمه هي نفسها تقريباً والفترة متقاربة سنة فقط.
الزيادة حسب ارتفاع الدولار
البائع علي صاحب محل في منطقة ساحة عرنوس قال: تعد حركة البيع والشراء على زينة عيد الميلاد من أشجار زينة ولعب الأطفال ولباس الميلاد أقل من عادية حيث بعت بهذا العام 20 شجرة فقط لا غير لغاية الآن، بينما كانت تصل مبيعاتنا سابقاً إلى مئات أشجار عيد الميلاد وعشرات البدلات ومئات القطع من ألعاب الأطفال وغيرها وأضاف: فقد كنا نبيع شجرة عيد الميلاد بسعر بين 2000- 5000 ليرة حسب حجمها ونوعيتها ومصدرها بينما تصل أسعارها اليوم بين 3500 – 20000 ليرة وأضاف البائع يوسف: وزادت أسعار ألعاب الأطفال بنسبة 50% منذ عام وحتى الآن لأن معظمها مستوردة من خارج القطر وبالدولار ومع ذلك بقي الطلب عليها جيداً.
وفي حديث مع عضو كشاف سنايل المحبة التابع لكنيسة يوحنا الدمشقي" فؤاد أيوب"، حول أسعار الاسواق في عيد الميلاد قال:"لقد اضطررنا هذا العام إلى تقليص عدد كبير من نشاطاتنا بسبب الغلاء الذي يسود الأسواق من حيث أسعار الألعاب والطعام، حيث كنا نمنح كل طفل في العيد صندوق يحتوي على الكثير من الأطعمة المحببة للأطفال والألعاب بأسعار مناسبة، ولكن هذا العام اقتصر الصندوق الذي وزعناه على بعض المعجنات إضافة إلى لعبة بسيطة جداً تماشياَ مع إمكانياتنا، كما اضطررنا إلى الاستغناء عن فرق الرقص والنشاطات الترفيهية التي كانت تزرع الفرح في نفوس الأطفال، ونوجه رسالة إلى التجار برحمة المواطن من استغلالهم وخصوصاً في الأعياد التي من المفترض أن لا تكون عبئاَ علينا"
بابا نويل.. للنخبويين فقط!!
وفي نفس السياق، امتدت يد الغلاء في الأسواق لتطال الملابس بشكل فاضح وخيالي، حيث بلغ سعر أقل بنطال جينز 4000 ليرة، وتراوحت أسعار الكنزات بين 5 إلى 10 الاف ليرة سورية، أما السترات فقد بلغ سعر أقل واحدة منها 12 الف ليرة سورية لتمتد إلى 40 ألف ليرة ليرة سورية في المحلات الفخمة.
ولن يستطيع "جورج" رب أسرة سورية من القيام بطقوس العيد هذا العام، حيث قال لنا:" لن أستطيع هذا العام التنكر بـ زي بابا نويل لأطفالي لأن الزي بات يكلفني نصف معاشي، فضلاً عن الاسغناء عن الملابس الجديدة هذا العام، مع التنويه إلى أن أسعار الأسواق الشعبية كسوق الحميدية والمسكية لم تختلف هذا العام عن أفخم الأسواق، فأين يهرب المواطن؟ وإلى أي الأسواق يلجأ؟؟ سؤال ليس له إجابة، كما أدعو كافة السوريين إلى الاكتفاء يشجرة وزينة بسيطة، لأن الرب يسمع صلواتنا في العيد، وينظر إلى قلوبنا وليس إلى المظاهر الخارجية"
الأزمة السورية تقرع أبواب عامها الخامس، ويرتل السوريون في عيد رأس السنة الميلادية أمنية واحدة: توقف شجع التجار والعيش بسلام، فهل يأتي بابا نويل هذا العام بمزيد من الأزمات؟، أم يخبئ لنا فوق المدفأة حلولاً ليستطيع المواطن السوري عيش حياة كريمة.