كشف " رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني "أن الواقع الجديد لسوق صناعة المنظفات في سورية ساهم برفع أسعار مواد التنظيف لتسجل في الأسواق السورية زيادات قاربت 300%.
وطالب " دخاخني" الحكومة بالتدخل وإعادة تسعير مواد التنظيف ، مؤكداً أنها تباع للمستهلك بعدة أضعاف سعر تكلفتها .
حيث غابت الماركات الشهيرة التي اعتاد عليها وتراجعت الصناعة المحلية لمواد التنظيف تحت وطأة تداعيات الحرب التي أخذت شكل الاستهداف الاقتصادي للمنشآت التي يقع معظمهما في المناطق الساخنة وتعذر الإنتاج فيها بسبب تعرضها للخراب والتدمير والنهب والاستيلاء ،
بينما تعاملت المصانع والورش التي نجت من هذه الموجة في سد الفراغ والنقص الحاصل في كمياتها نظراً لوقوعها في مناطق آمنه لكن بشيء من الحذر بسبب تعذر تأمين المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة وصعوبة توصيلها ونقلها لأسواق البيع .
أما أصحاب المنشآت أو من بقي منهم في نطاق العمل فأكدوا إن السبب في رفع السعر خارج عن إرادتهم فارتفاع تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار المواد الأولية وتحكم مستورديها بالسعر شكل سبباً رئيسياً لرفع السعر على المستهلك ما رفع أسعار المنظفات بشكل كبير، وانتشر مبيع المنظفات الفرط وبدون تغليف .. حتى إن هذه الطريقة فتحت المجال للغش وخلط المواد بمواد مثل الملح والرمل الأبيض لمساحيق الغسيل العادي والآلي حيث تبدو متابعة الغشاشين أمراً معقداً في هذه الحالة ، والذي حدث أن هذه الأسعار ارتفعت بشكل كبير من حوالي شهرين وأصبح سعر مبيع المنظفات الفرط بسعر المنظفات المغلفة بالأسماء المعروفة .
ويذكر أن أغلب المواد الأولية المستخدمة بتصنيع المنظفات والموجودة حالياً بالسوق تأتي مغشوشة ومع ذلك كلفتها عالية ، مثلا سعر كيلو (الزفتة) من باب الجابية 350 ليرة ، ومن سوق مدحت باشا 375 ليرة وبالمنطقة الصناعية بـ 340 ليرة وهذه الفروقات بالأسعار تعني عدم وجود رقابة ..
أيضا برميل (بودرة الكلور) الذي كان يباع ب 9000 ليرة من فترة أصبح سعره حالياً حوالي 50 ألف ليرة على حسب ما قاله أحد أصحاب المنشآت المنتجة لمواد التنظيف والمعبأة دون ماركة أو مصدر واضح ..
تعددت الألوان ..والمنظف مجهول..!
بدورهم أصحاب الدخل المحدود يسألون عن سر انتشار المنظفات مجهولة المصدر والمعبأة بأكياس النايلون بهذا الحجم في مختلف المناطق الأمر الذي يشير إلى توفر منافذ تصنيع يرجح البعض أنها اجتهادات لبعض الخريجين الجامعيين حاملي شهادة الكيمياء أو المعاهد التقانية ومنهم من تداول الوصفات وبات يصنع على طريقته فيدخل المنكهات والملونات ، وآخر يستعير فوارغ لماركات معروفة يعيد تعبئتها كطريقة للغش والتدليس ومع ذلك لكل صنف ثمن وزبائن ومسوقين .
الخشية ليست من كمية المواد المعروضة لكن في الأخطار التي تنطوي عليها الصناعة غير المراقبة فمن يدري ما يفعله شامبو الرأس أو البدن أو منظفات الملابس والسجاد إن كانت من مواد رديئة وغير مضمونة ومن يعيد شعر الرأس إن تساقط فيصبح المواطن أمام مشكلة طبية وصحية بعد أن كانت مالية بحته .
وبالنسبة لأرباح الموزع او المصنع لمواد التنظيف فهي قليلة جداً على حد زعمهم قياساً لارتفاع أسعار المواد الأولية وهم يقومون بتوزيع المنظفات بأسعار الجملة مع ربح بسيط - كما يقول أحدهم - فمثلا سعر كيلو سائل الجلي بـ 100 ليرة ، ومسحوق الغسيل بـ 250 ليرة للكيلو ، وتزيد الأسعار عند باعة المفرق للمستهلك وبنسب مختلفة حسب المنطقة والسوق أو مزاج البائع ..
تجارة جديدة على ذمة البائع..؟
وفي بعض الأسواق يبدو مشهد بيع المنظفات المنزلية، مكرراً ، حيث تضاعفت أسعار المنظفات بمختلف أصنافها وأنواعها خلال فترة عام تقريباً وبات المستهلك يلاحظ ارتفاعاً شبه يومي لأسعار المنظفات المنزلية التي يصعب التخلي عنها ، لأن أحداً لا يستغني عن النظافة الشخصية على الأقل .
الحال الجديدة ما لاحظته بالعين مباشرة خلال جولة على عدد من الأسواق الشعبية في العاصمة دمشق حيث ينتشر باعة يصح تسميتهم بالتجار الجدد قليلو الخبرة ، أما بضاعتهم فمواد غذائية ومواد تنظيف مصدرها ما يقدم من معونات للأسر الفقيرة والمحتاجة في العاصمة وبعض ضواحيها ، وكي لا نبتعد في حديثنا عن موضوعنا الأساسي مواد التنظيف فقد لوحظ أن هؤلاء الباعة يعرضون معاجين الأسنان وصابون النظافة ومواد التنظيف وعليها عبارات واضحة غير مخصص للبيع .. الحال ليست فردية قياساً لكميات المواد المعروضة ولنوعيتها وخاصة أن معجون الأسنان يباع ب200 ليرة للعبوة المتوسطة و300 ليرة للكبيرة ومثلها لمعاجين الحلاقة ، أما فراشي الأسنان فهي مخفضة حيث الواحدة ب 35 ليرة وكل 3 فراشي ب100 ليرة .. والسؤال عندما تغيب الرقابة وتكبر الحاجة ما الذي يبقى غير معروض للبيع والمتاجرة .؟؟
وفي الواقع إن من يراقب الأسعار والاعلانات لا يرى أنها في موسم للتنزيلات والتي من المفترض أن تكون بمثابة مهرجان للمستهلك للحصول على ما يريد بأسعار تناسب الدخل والقوة الشرائية له ، علما أن أغلب المعروض هو موديلات قديمة أو استوكات..فأين الرقابة على ذلك ؟