تميز الربع الأخير من العام 2015، بارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الذهب محلياً، إذ سجل المعدن الأصفر أسعاراً تاريخية غير معروفة سابقاً في تاريخ سورية.
وفي 14 تشرين الأول 2015، كسر المعدن الأصفر أعلى سعر مسجل له في تاريخ سورية، ليصل غرام الـ 21 إلى 10600 ليرة، بدفع من موجة ارتفاع في سعر الذهب عالمياً حينها، رافقتها موجة ارتفاع في سعر الدولار محلياً.
ومنذ منتصف تشرين الأول 2015، عاود الذهب كسر حواجز قياسية جديدة، ليسجل أسعاراً غير مسبوقة، وصل إلى ذروتها في 16 كانون الأول الجاري، فسجل غرام الـ 21 ذهب، 12 ألف ليرة، بدفع من موجة صعود سريعة للدولار محلياً.
وفي الأسبوعين الأخيرين من العام الجاري، تراجع الذهب عن أعلى سعر سجله في تاريخ سورية حتى اليوم، 12 ألف ليرة لغرام الـ 21، لكن كحصيلة، تميز سعر الذهب بقفزات غير مسبوقة في نهاية هذا العام.
وفي اليوم الأخير من العام 2015، اليوم الخميس، حافظ الذهب على السعر الذي حافظ عليه على مدار أسبوع، عند 11800 ليرة لغرام الـ 21، و10115 ليرة لغرام الـ 18.
حيث ارتفعت أسعار المعدن الثمين في الأسواق المحلية نحو 70% خلال عام 2015، إذ أنهت تعاملات الأسبوع الأخير من العام 2015 عند 11800 ليرة لغرام 21 قيراطاً، مقارنة مع العام 2014 والذي أغلق عند 6950 ليرة.
وخالف الذهب محلياً اتجاهه العالمي خلال عام 2015، إذ هبطت أسعار الذهب في السوق الفورية 9% مسجلة خسائر للعام الثالث لأسباب أهمها التوقعات بأن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة وهو ما حدث بالفعل هذا الشهر.
ويعود سبب الارتفاع الكبير في أسعار الذهب محلياً بحسب ما نشرته صحيفة "الوطن" المحلية إلى ارتفاع سع صرف الدولار أمام الليرة السورية نحو 85.7% خلال عام 2015، وذلك في التعاملات غير النظامية، وبنسبة أقل في سعر الصرف المستخدم من جمعية الصاغة لتسعير الذهب. إذ تلجأ الجمعية لاعتماد سعر صرف وسطي للدولار بين السوقين النظامية وغير النظامية.
هذا وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي الصادرة من أيام أن سورية حافظت على احتياطياتها الذهبية حتى تاريخه دون تغيير، إذ يوجد لدى المصرف المركزي 25.8 طن ذهب، وهذه البيانات محدثة منذ شهرين.
وفي سياق آخر، تباينت توقعات أسعار الذهب خلال العام القادم، فبينما توقع المحللون في مؤسسة طومسون رويترز تراجع أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات هذا العام، مواصلة خسائر العامين الماضيين قبل أن تنتعش في 2016 بفعل تعافي الطلب في آسيا، تخالفهم بيانات وكالة التوقع الاقتصادي -التي اطلعت عليها «الوطن»- والتي تفيد بانخفاض أسعار الذهب في عام 2016 إلى مستويات جديدة دون 1000 دولار للأونصة، وأن يسجل أدنى مستوى منظور عند 928 دولاراً للأونصة في نهاية عام 2017، دون أن يرتفع سعر الأونصة صوب 1000 دولار حتى عام 2020.
ولم يرتبط ارتفاع الذهب في سورية، دائماً، بارتفاع سعر الذهب عالمياً، خلال قفزاته المثيرة في الربع الأخير من هذه السنة، إذ كان الدولار هو المحرك الرئيس لسعر الذهب بسورية، بعد أن تجاوز الدولار، حواجز تاريخية غير مسبوقة في أسواق العملات المحلية.