ها هو الشتاء يطرق الأبواب، منذرا بأنه سيكون باردا على السوريين وخاصة ذوي الدخل المحدود، فالمازوت مرتفع السعر، وكذلك الحطب، فكيف سيحصل السوريون على الدفء هذا الشتاء؟..الغريب في الأمر أن الجهات الحكومية تعلم مدى الصعوبة في شراء المازوت بالنسبة للمواطن، ورغم رفع سعره عدة أضعاف، إلا أنها لم تعد تفكر مجرد تفكير بدعمه، فسابقا كنا نسمع عن بطاقات توزع للمازوت أو بونات أو على دفاتر العائلة، يستطيع من خلالها المواطن أن يحصل على قيمة المازوت الخاص بالتدفئة، إلا أن هذه السيناريوهات لم تعد تكرر وبات يشتري المواطن المازوت بسعريه “من السوق النظامي ومن السوق السوداء”، وطبعا الهموم والشجون طويلة وكثيرة عن المازوت، فحاليا يوجد أسر لم تحصل على مازوت التدفئة منذ الشتاء الماضي، وذلك في الكثير من القرى والأرياف، منتظرين دورهم الذي تنظمه الوحدات الإدارية، طبعا “الخيار والفقوس” يقدم ويتلاعب بأرقام الدور وفق مزاجية القائمين عليه، إلا البعض.
السوريون ربما تعودوا على برد الشتاء، وعلى صعوبة الوقوف في طوابير الانتظار، للحصول على المازوت، ولكن في هذا الشتاء سيكون باردا على ذوي الدخل المحدود دافئا لميسوري الحال والأغنياء فقط، فسعر 200 ليتر مازوت وفق سعره النظامي، يبلغ 40 ألف ليرة، أي أكثر راتب الموظف من الفئة الأولى في القطاع العام، فكيف له أن يشتري المازوت؟.. وماذا عن العاطلين عن العمل؟..وماذا عن المهجرين؟.
وحول ذلك، بين رئيس اللجنة الإعلامية وعضو "جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها،" "فراس نديم"، أن أصحاب الدخل المحدود يواجهون صعوبة في كل شتاء من أجل تأمين مازوت التدفئة، وذلك لارتفاع أسعار المازوت وضعف الدخول.
وأشار، أن في كل مرة تبرز العديد من المشاكل بشأن تأمين مادة المازوت للأسر المحدودة الدخل، حيث أننا مقبلون على فصل الشتاء والذي نسأل الله أن يكون فصل خير وبركة من السماء وبالتالي يكون هنالك طلب على مادة المازوت للتدفئة واليوم أصبح سعر ليتر المازوت النظامي ب 183 ومديرية المحروقات أوعزت إلى المواطنين بالاكتتاب على 200 ليتر لكل أسرة وهو مبلغ يبدو كبيرا على الأسر المحدودة المدخول وهذا الأمر شكل مانعا كبيرا لعدم قدرة تلك الأسر على اقتناء تلك الكمية، لذا نجد أن أغلب الأسر تلجأ مضطرة إلى استخدام البيدونات من سعة 10 لترات إلى 20 ليتر لشراء المازوت، وذلك حسب قدرتها المالية وحاجتها من تلك المادة وعلى حسب الظروف الجوية السائدة.
وأضاف نديم: “هذا ناهيك عن لجوء بعض الأسر إلى السوق السوداء لتأمين تلك المادة في حال عدم توفرها في مديرية المحروقات نتيجة الضغط الكبير وقلة المعروض من تلك المادة”.
وعن الدعم الذي يجب أن تقدمه الحكومة لمادة مازوت التدفئة، قال نديم: “أن الحكومة في الوقت الراهن غير قادرة على دعم تلك المادة نتيجة الظروف التي نمر بها وعدم توفر الموارد البديلة السريعة التي تغطي هذا الدعم”.
وعن البدائل الأقل تكلفة والتي لجأ إليها المواطن، أشار نديم إلى أن الكثير من المستهلكين لجؤوا إلى استخدام الحطب كبديل لمادة المازوت وهو أولا يشكل خطرا كبيرا على الصحة كونه ينبعث منه أبخرة ضارة بالصحة ناهيك عن سعره المرتفع أيضا مقارنه بمادة المازوت وكذلك استنزاف الموارد الطبيعية من الثروة الحراجية.
وعن الحلول رأى أن جميع الحلول التي يتبعها المستهلك حاليا تعتبر حلولا إسعافية ومؤقتة، فمثلا يجب أن يكون في كل منطقة فقيرة سيارة مازوت تقوم بتأمين تلك المادة بالسعر النظامي وبكمية محدودة تتناسب مع دخول المواطنين المعدومة أصلا.
وختم نديم حديث بالقول: “أود الإشارة أيضا إلى التقدم الحاصل بموضوع الطاقة البديلة وهذه الثقافة معدومة عند عامة الناس وهي توفر عليهم المال وتوفر لهم بيئة سليمة ونظيفة 100% ونحن بصدد توريدها إلى الأسواق السورية قريبا جدا بعد الحصول على الموافقات اللازمة”.
وكان مدير فرع محروقات دمشق، سيباي عزير قال مؤخرا، أن مؤسسة المحروقات باشرت بتوزيع المازوت باكراً لتجنب الضغط لاحقاً، ولكن هذه الخطوة قد فاجأت الكثير من المواطنين المسجلين، فمنهم من طالب بتأجيل دوره إلى وقت لاحق لحين تأمين التكاليف!!.
سينسيريا