تلعب المصارف دور الوسيط في الاقتصاد بنقل المدخرات إلى العملية الاستثمارية وتنفيذ الصفقات، ودور الضامن بضمان حقوق الأطراف في الصفقات، والوكيل عبر إدارة الأموال بالوكالة، وهي الجزء الأساسي في عملية تكوين رأس المال، وهي أداة تنفيذ السياسة الاقتصادية، ولاسيما النقدية. ولطالما استفادت البنوك من حقها المكتسب منذ نشأتها على أنها رائدة في إدارة المخاطر، وقد اتفق أغلب الاقتصاديين على أن النموذج التجاري للبنوك يمكن تلخيصه على أنه إدارة ثلاثة أنواع من المخاطر(الائتمان والسيولة وسعر الفائدة). ولهذا تعتبر المصارف أكثر القطاعات انكشافاً أمام التغيرات الاقتصادية والسياسية من جهة، وسلوك الإدارة المصرفية من جهة أخرى.
وفي أسواق الأوراق المالية تستقطب أسهم المصارف اهتمام تجار الأسهم بشكل خاص، كما ينظر المراقبون لمؤشرات أداء أسهم القطاع في أسواق المال المتقدمة لتكوين قراءة عن أداء القطاع في الاقتصاد.
ونظراً لهذه المكانة الحساسة للقطاع المصرفي في الاقتصاد هناك ست نصائح يمكن من خلالها الحصول على تقييم مبدئي للقطاع وأسهمه، وهذه النصائح تتركز على النقاط التالية:
1- يجب أن يركز المستثمرون على المؤسسات التي تدار بطريقة متحفظة. ويجب عليهم البحث عن الشركات التي تحتفظ بقاعدة حقوق ملكية كبيرة مقارنة بمنافسيها، وكذلك الشركات التي تضع المخصصات تحسباً لخسائر القروض في المستقبل.
2- يمكن أن تظهر المكونات المختلفة لقوائم الدخل الخاصة بالبنوك تقلبات بسبب عدد من العوامل مثل سعر الفائدة والمناخ الائتماني، ومع ذلك، يجب أن تظهر البنوك التي تدار بطريقة جيدة نمو دخل صافٍ ثابت خلال الظروف المتباينة، وهكذا لن يجد المستثمرون صعوبة في البحث عن الشركات التي لديها سجل جيد.
3- تركز البنوك التي تدار جيداً بشدة على أن يتناسب متوسط أجل الأصول مع متوسط أجل الالتزامات، على سبيل المثال، يجب أن تمول البنوك قروضاً طويلة الأجل بالتزامات مثل ديون أو ودائع طويلة الأجل وليس تمويلاً قصير الأجل، تجنب المقرضين الذين لا يفعلون ذلك.
4- تتمتع البنوك بمزايا تنافسية عديدة، فيمكنها اقتراض الأموال بمعدلات فائدة منخفضة تقل حتى عن معدلات الفائدة على قروض الحكومة. وتوجد اقتصادات حجم كبير في هذا المجال مشتقة من وجود شبكة توزيع كبيرة. إن ضخامة رأس المال للنشاط المصرفي ترد أو تردع المنافسين الجدد. كما أن تكاليف تحويل العملاء مرتفعة ويوجد حواجز محدودة لخروج البنوك التي تخسر أموالاً.
5- يجب أن يبحث المستثمرون عن البنوك التي لديها قاعدة ملكية قوية، وعوائد قوية ومستمرة على حقوق المساهمين وعلى الأصول، وقدرة على نمو الأرباح بمعدل ثابت.
6- يمكن أن تكون المقارنة بين بنوك مماثلة على أساس معيار السعر إلى القيمة الدفترية وسيلة جيدة للتأكد من أنك لا تدفع سعراً مرتفعاً في أسهم أحد البنوك.