خاص B2B-SY
خاص موقع بزنس2 بزنس | فاطمة عمراني
تسبب عيد الأم في تغييرات جذرية في نمط هدايا المواطنين السوريين هذا العام، حيث إن ارتفاع الأسعار لم يبق أي سلعة في الأسواق إلا وأصابها، ولأن بعض التجار يعملون على "قنص" الفرص واستغلال المواسم والأعياد، فقد تضاعفت الأسعار بشكل كبير ولجميع السلع التي تصلح كهدايا لهذه المناسبة وتحول عيد الأم إلى "عيد النصب" كما أسماه البعض.
الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس تو بزنس" قام بجولة في عدد من الأسواق بدمشق في محاولة لرصد أسعار السلع التي تصلح كهدايا لهيد الأم.
الذهب يشهد غياباً شبه كامل .. وحضور خجول للفضة
وفقا لمتابعة الفريق الاقتصادي في موقع "بزنس2بزنس سورية" فإن الذهب شهد غياب شبه كامل مع وصول ثمن غرام الذهب إلى أكثر من 18500 ألف ليرة سورية غاب الذهب بشكل شبه كامل عن ساحة الهدايا حيث يقول "سميح" وهو أحد أصحاب محلات الصياغة أن شراء الذهب بمناسبة عيد الأم بات شبه معدوم وراتب المواطن السوري الذي يبلغ وسطياً 45 ألف ليرة سورية لم يعد يكفي لشراء أي قطعة ذهبية مهما خف وزنها.
وحتى المشغولات الفضية لم تكن رخيصة حيث يتراوح سعر الخاتم المصنوع من الفضة ما بين 10000 آلاف ليرة سورية فما فوق وذلك بحسب وزنه وطريقة صياغته.
حتى التنزيلات لم تشفع لغلاء أسعار الملابس!!
أُجبر المواطن السوري للعودة لشراء الملابس كهدية في هذه المناسبة بالرغم من ارتفاع أسعارها حتى خلال موسم التنزيلات، ولكن الوضع لم يكن أفضل حالاً حيث تراوحت أسعار الحقائب النسائية، بين 3500 إلى 8000 ليرة وسطياً، وسعر ساعة اليد بين 5000 إلى 10 آلاف ليرة، في حين أن المعاطف النسائية تختلف أسعارها حسب النوع والجودة، فتراوح سعر المعطف بين 10 آلاف في حدها الأدنى و30 ألف كحد أعلى.
سعر قالب الحلوى يساوي نصف الراتب
وفي جولة للفريق الاقتصادي لموقع "بزنس تو بزنس" على عدد من محلات الحلويات لمعرفة أسعار قوالب "الكاتو" وحال الحلويات مع اقتراب مناسبة عيد الأم، تراوح سعر قالب الكاتو "المزيّن" بين 5000 و15000 آلاف ليرة، وبلغ سعر قالب الكاتو المحشي بنوع واحد من الفواكه المجففة أو المكسرات 4000 ليرة ويضاف 1500 ليرة لسعره عند إضافة نوع آخر من الفواكه المجففة للمكونات، ويرجع أصحاب المحلات سبب هذا الارتفاع الكبير في السعر لارتفاع أسعار المواد الأولية ومواد الزينة زاعمين أن هذه الأسعار لا علاقة لهذا بمناسبات مخصصة وأنها تتناسب بشكل عام مع الارتفاع الحالي الذي تشهده جميع السلع في الأسواق.
هدايا معنوية أكثر من المادية
تقول سناء (طالبة جامعية) وهي تضحك: "لماذا لا يقام عيد الأم كل أربع سنوات مرة مثل كأس العالم وتكون سوريا غير مشاركة!! " وأضافت قائلة إن محبة الأبناء لا تُحدد في يوم واحد من العام بل تقاس برضى الأم عن أبنائها، وأن الكثيرون لن يستطيعوا شراء هدايا لأمهاتهم هذا العام بسبب قلة مدخولهم لكن ذلك لا يعني أنهم لا يحبون أمهاتهم!!
وتضيف نور (أم وربة منزل): أن الهدية تكون بقيمتها المعنوية لا المادية وأن فرحة الأم تكون برؤية أبنائها حولها وإن توافرت الهدية أم لا فالأهم هو "جمعة العائلة".
اصنع هدية عيد الأم بنفسك
تنصح لمى "موظفة" من لم يستطع تأمين هدية مادية لعيد الأم قائلة: إذا كنت من هواة الاعمال اليدوية أو تريد الاقتصاد في هدايا عيد الام، يمكنك عمل ألبوم صور بسيط للصور الأسرية مع أمك لتقديمها في عيد الام، وأيضاً يمكنك تزيين برواز صورة لأمك تجمعها مع أفراد الأسرة، كما يمكنك تجهيز غرفة المعيشة بالورود والروائح العطرة للاحتفال بعيد الام هذا العام بطريقة مميزة ولطيفة.
المعايدات الالكترونية هي الغالبة
اختلفت أسباب لجوء المواطنين للمعايدة الالكترونية كسبيل للتعبير عن حبهم لأمهاتهم فما بين من لم يحتمل عبء شراء هدية مادية لمن منعته غربته من شراء هدية نرى اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي بالمعايدات والمباركات في هذه المناسبة.
محمد المقيم في لبنان ويعمل هناك فيعبر عن حزنه بسبب عدم قدرته على شراء هدية لوالدته هذا العام ويقول: "لقد اكتفيت بمعايدة الكترونية وهذا أقصى ما أستطيع تقديمه لوالدتي بسبب بعد المسافة بيني وبينها وغلاء أجور توصيل الهدية لها".
أما علا (طالبة مدرسة) توضح أن مصروفها لم يكفي لشراء هدية لوالتها حيث نشرت علا صورة أمها على صفحتها الشخصية في الفيس بوك وعلقت قائلة: "قد لا تكفي ميزانيتي لشراء هدية تليق بك لكن ما في قلبي أكبر من كل هدايا العالم كل عام وأنت وكل أمهات العالم بخير".