خاص B2B-SY
تسالي رمضان ترفع الفاتورة للضعف في مطاعم دمشق..وصاحب مطعم يعلق: من لا يستطيع تحمل تكاليف المطاعم فليأكل في بيته!!
شجع انقسام الشارع السوري أصحاب المطاعم لانتهاز الفرصة واستغلال هذا الانقسام خصوصاً في شهر رمضان، حيث انقسم المجتمع السوري إلى عدة شرائح، واحدة تبحث عن الأسعار الرخيصة، وأخرى تبحث عن أسعار البريستيج، وثالثة لا تطال لا هذه ولا تلك.
خاص موقع بزنس2بزنس سورية| فاطمة عمراني
ومن الواضح أن شهر رمضان المبارك هو الوقت الأمثل لانتهاز الفرصة من قبل أصحاب المطاعم والمنشآت السياحية عموماً، فعدا عن رفع أسعار المواد الغذائية المقدمة في هذه المطاعم سواءً كانت فخمة أو بسيطة، تقوم هذه المطاعم بفرض طلبات إضافية على الفاتورة يتم تقديمها للزبون شاء أم أبى.
"تسالي رمضان" بـ 5 آلاف ليرة!
"تسالي رمضان" هو المصطلح المعبر عن حالة النصب عنوةً التي يقوم بها أصحاب المطاعم خلال الشهر المبارك، حيث تقدم أطباق يوضع فيها بعض انواع الحلويات الرمضانية كالناعم او بعض الحلويات أو أطباق الحمص "البليلة" وبعض أنواع المأكولات التي تؤكل غالباً في رمضان.
والمزعج في الأمر أن المطاعم تقدم هذه التسالي دون أن يقوم الزبون بطلبها حيث يتم فرضها على طاولات المطاعم ويتراوح سعرها بين ألفين و5 آلاف ليرة ويمكن أن يصل سعرها لضعف الفاتورة في كثير من الأحيان.
السياحة: تسالي رمضان غير قانونية
لطالما أكدت وزارة السياحة على عدم قانونية "تسالي رمضان" التي تقدم في المطاعم والمنشآت السياحية، مشيرة إلى ورود عدة شكاوى إلى الوزارة من قبل المواطنين بخصوص تقاضي المطاعم ثمن خدمات من دون أن يطلبها زائر المطعم في شهر رمضان تحت مسمى (التسالي الرمضانية)، ويتم التحقيق بجميع الشكاوى الواردة وتحرير الضبوط اللازمة، وإحالة الضبط عبر القضاء المختص، وفي حال تكرار المخالفة لأكثر من مرة تتوجه الوزارة أسفةً لإغلاق المنشأة السياحية.
ولهذا الغرض قام وزير السياحة بشر يازجي بجولة ميدانية على بعض مطاعم دمشق وريفها بمختلف فئاتها بين نجمتين وأربع نجمات لتفقد الوضع على الأرض، وأشار الوزير إلى أن هذه الجولة جاءت على خلفية شكاوى مواطنين من الخدمات التي تقدم في بعض منشآت الطعام من دون طلب كـ "تسالي رمضان"، إلى جانب التأكد من جودة الخدمات التي تقدمها المنشآت السياحية خلال شهر رمضان.
الجدير بالذكر أنه منذ بداية شهر رمضان تم تنظيم ما يقارب الـ 40 ضبطاً بحق عدد من المنشآت التي تقدم تسالي رمضان من دون رغبة الزبون وكانت نسبة الضبوط في هذا العام منخفضة بنسبة 22 بالمئة عن العام الماضي في دمشق وريفها.
تسالي رمضان ليست وحدها ما يزعج الزبائن
بالإضافة لتسالي رمضان التي تقدم خلال الشهر المبارك، يبدي الكثير بحسب متابعة الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس2بزنس سورية" من رواد المطاعم والمنشآت السياحية انزعاجهم من فرض المطاعم على الزبائن مياه بقين وصحون المخلل والزيتون وعلبة المحارم والمايونيز التي صار فرضها على الفاتورة أمراً واقعاً.
كما اشتكى الزبائن من منع أصحاب المطاعم جلوس الزبون في طاولات محددة (غالباً الطاولات المطلة على الواجهة) إلا في حال طلب الزبون لوجبة الغداء أو العشاء، وفي حال سمح للزبون بالجلوس على هذه الطاولات فسيفرض المطعم عليهم طلبات إضافية كالفواكه والمكسرات وهذا ما يحدث في مطعم تراسات أهل الشام في منطقة الصالحية بدمشق.
من لا يستطيع تحمل عبء تكاليف المطاعم فليأكل في بيته!
قال صاحب أحد المطاعم بدمشق لموقع "بزنس 2 بزنس" وقد رفض الكشف عن اسمه إن "من لا يستطع تحمل تكلفة فواتير المطاعم فليأكل في بيته".
وأضاف: "لقد ارتفعت أسعار جميع المواد الغذائية فلماذا يستغرب المواطنين من ارتفاع أسعار الطعام؟".
كما اعتبر أن تكلفة "تسالي رمضان" زهيدة مقارنةً مع ارتفاع أسعار جميع السلع خلال شهر رمضان.
المواطن يتعرض للإحراج في المطاعم
تقول السيدة ميادة لموقع "بزنس 2 بزنس": "كنت في مطعم السلطان بدمشق في منطقة الصالحية وتفاجأت بالأطباق التي يقدمها المطعم من حلويات وتسالي رمضانية، واعتقدت أنها ضيافة من المطعم، فكثير من المطاعم تقدم ضيافة كالفواكه أو بعض المشروبات، وعندما طلبت الحساب تفاجأت بثمن هذه التسالي التي لم أطلبها حيث بلغ ثمنها حوالي 1500 ليرة مع الضريبة، وتحت الإحراج اضطررت لدفعها إضافة لفاتورتي، وكان هذا حال العديد من رواد المطعم أيضاً".
من المؤكد أن تصنيف أفعال أصحاب هذه المنشآت يأتي ضمن إطار الاستغلال الاجتماعي السائد في هذه الحرب التي كشفت سوء أخلاق البيع والشراء، وأصبح البريستيج الاجتماعي يفرض على المواطن تكاليفاً إضافية لا يستطيع تحملها، أما إذا كان هذا المواطن من الطبقة الوسطى فالأرجح يجب أن يستمع لنصيحة أصحاب المطاعم بعدم ارتيادها، بل تناول الطعام في منزله، فحسب تعبير السوريين أصبح تناول الطعام في المطاعم "رفاهية لا طاقة لنا عليها".