أكد المدير الإقليمي لإحدى شركات تجارة و استيراد السيارات إلى سورية نبيل الملقي أن السيارة كانت قبل الأزمة تعتبر السلعة المفضلة لدى الكثير من شرائح المجتمع السوري ومن هنا فقد نشطت هذه التجارة وتحولت بفضلها معظم رؤوس الأموال للاستثمار بهذا المجال.
وأشار الملقي أنه إذا عدنا قليلاً للوراء نجد أنه في العام 2007 بلغ عدد السيارات المستوردة إلى سورية حوالي 100 ألف سيارة من مختلف الأصناف والطرازات وبلغت القيمة التقديرية لها آنذاك أكثر من 35 مليار ليرة سورية.
وهكذا زاد الطلب على بيع وشراء السيارات وخاصة بعد التنافس الشديد للسوق المحلية ونظراً لحاجة السوق من جهة أخرى، واستمر الوضع بشكل متنامي إلى أن بدأت الأزمة بداية العام الماضي 2011، والتي ألقت بظلالها على كل النشاطات الاقتصادية والصناعية وانعكس ذلك سلباً لدرجة أن البعض راح يفكر بإغلاق منشآته والسفر إلى الأماكن الأكثر أمنا واستقراراً من مبدأ " أن رأس المال جبان.
واستمر هذا التراجع لسوق السيارات إلى أن وصل ذروته اليوم، وأكد الملقي جازماً : أن حركتي البيع والشراء في سوق السيارات في سورية تراجعت بنسبة 90% عما كانت عليه قبل الأزمة , وهذا يعود – حسب رأيي الملقي- لعدة أسباب أهمها :
أولاً- وجود أسواق السيارات الرئيسية في مناطق التوتر والتي تشهد أحداث أمنية ساخنة بشكل يومي مما أدى إلى وقف عمليات البيع وإغلاق كامل لتلك الصالات التي تضرر معظمها نتيجة المواجهات المسلحة مع الإرهابيين.
ثانياً - إن تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار والتي وصلت إلى نسبة 40% الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السيارات بنفس النسبة تقريباً وانعكس ذلك على تراجع واضح بحركة البيع وأدى إلى زيادة في الجمود والركود الذي تعاني منه السوق المحلية للسيارات بالأساس..
ثالثاً- وفي خطوة احترازية لإنقاذ السوق من الانهيار قامت البنوك والمصارف العاملة في سورية بوقف عمليات تمويل شراء السيارات مع العلم أن نسبة البيع بالتقسيط بلغت حوالي 85% , في السوق السورية ويعتبر ذلك رقماً قياسياً ..
أما بالنسبة لواقع سوق السيارات المستعملة، أوضح الملقي: لوحظ منذ فترة إقبال على السيارات المستعملة وخاصة السيارات صغيرة الحجم والسعة بعد أن سادت ظاهرة تكمن باستهداف السيارات الكبيرة والتي عليها القيمة من قبل المسلحين، وأيضاً استهداف واختطاف سيارات ذات الدفع الرباعي , وهذا ما جعل أصحاب تلك السيارات يفكرون بالعزوف عن اقتناء السيارات الكبيرة والعودة مجدداً إلى السيارات ذات الحجم والسعة الصغيرة والتي تعتبر غير ملفتة للنظر خاصة بعد تردي الوضع الأمني في عدد من المناطق وتكرار حالات السطو على السيارات واختطافها لغايات شتى.