خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
أيام قليلة تفصلنا عن موعد الامتحان النهائي لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي في سورية، ومثلما يستعد الطلاب للامتحان عبر الدروس الخصوصية المكثفة والجلسات الامتحانية، يستعد المدرسون وأصحاب المراكز التعليمية والمعاهد لملء جيوبهم من أرباح تلك الجلسات والدروس.
"شر لا بد منه"، بهذه الكلمة اختصرت أم سمير معاناتها مع الجلسات الإمتحانية والدورات المكثفة التي تقام لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي، حيث اضطرت لإلحاق ابنها بها قبيل الامتحان النهائي.
تتابع أم سمير في حديثها لـ "بزنس 2 بزنس سورية": "ما باليد حيلة فالمعلمون باعوا ضمائرهم فى الحصص المدرسية ما أجبر الطلاب على اللجوء للدورات المكثفة والجلسات الإمتحانية لتدارك نقص المعلومات والتحضير للإمتحانات التي باتت على الأبواب".
ففي كلّ عام، ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية في المدارس، تتسبب أسعار ماراثون المراجعات النهائية لامتحانات الشهادتين، في استنزاف جيوب المواطنين، ويرجع بعض أولياء الأمور الحاجة الجلسات الامتحانية إلى أن الشرح الذي يقدم لأبنائهم في المدارس غير كافٍ، فيما يرى آخرون أنّ هذه الجلسات مهمة لاستدراك نقص المعلومات لدى الطالب ومراجعة دورات السنوات السابقة.
تؤكد عليا (طالبة بكالوريا أدبي) لـ "بزنس 2 بزنس سورية"، أنها أنفقت أكثر من ربع مليون ليرة سورية على الدروس الخصوصية والجلسات الامتحانية التي باتت حاجة ملحة، وزادت أضعاف ما كانت عليه في بداية العام الدراسي، ما بين أجور الدورة التعليمية في المعهد والدورات المكثفة للمواد مع الملخصات والجلسات الإمتحانية".
أما عمر (طالب بكالوريا علمي) فيقول إن المدرسين يستغلون رهبة التلاميذ وأولياء الأمور من الامتحانات الثانوية لتحقيق أكبر مكاسب مادية ممكنة، حيث تستمر الجلسات اليوم من الصباح حتى موعد السحور، وبأسعار خيالية تتناسب طرداً مع خبرة المدرس وموقع المعهد".
وبحسب متابعة موقع "بزنس 2 بزنس"، تختلف أسعار هذه الجلسات بحسب المادة وبحسب اسم المعهد الذي يقيمها وبحسب المدرس، حيث بلغ سعر الجلسة الامتحانية لمادة الفلسفة 6000 ليرة، فيما وصل سعر كل من جلسات اللغة العربية والإنكليزية إلى 4500 ليرة، واللغة الفرنسية 4000 ليرة، وكل من مواد الجغرافية والتاريخ 4000 ليرة.
أما للقسم العلمي فبلغ سعر الجلسة الامتحانية لمادة الرياضيات 6000 ليرة، ولكل من مواد الفيزياء والكيمياء والعلوم 5000 ليرة.
ويزداد سعر الجلسة كلما كان المدرس مخضرماً، وكلما كان المعهد الذي يقيم الجلسات مشهوراً في الأوساط الطلابية.
من جهة أخرى، بدأ الكثير من الطلاب بالاستغناء عن معلومات وأوراق الكتاب المدرسي، والاعتماد على ملخصات الجلسات، وبطبيعة الحال، لا يقل سعر ملخص المادة الواحدة عن 3000 ليرة.
الجدير بالذكر أن مدير تربية ريف دمشق، ماهر فرج، كان قد أكد منع المعلمين والمدرسين من إرغام الطلاب على شراء الملخصات، وعدم إعطاء الدروس الخصوصية لأي مادة من المواد، موضحاً أنه سيتم تكليف موجهين اختصاصيين لمعالجة الأمر.
ولفت فرج إلى أنه من غير المعقول تحميل أعباء إضافية على الطلاب والأهل سواء أكانت مدرسة خاصة أم حكومية، خاصةً أن الوزارة طرحت مجموعة بدائل للطلاب مثل القناة التربوية السورية، حيث يتعلق جزء كبير من البرامج بتنفيذ وتقديم دروس توضيحية وندوات تعليمية يقدمها اختصاصيون ومدرسون أوائل في الميدان التربوي، وهناك أيضاً المنصة الإلكترونية التربوية وهي منبر يتواصل من خلاله الطالب مع الأساتذة المسؤولين عن هذه المنصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وإقامة دورات تعليمية في الثانويات والمدارس أغلبها يتعلق بطلاب الشهادات وبأجور رمزية، بإشراف مدرسين أو موجهين اختصاصيين من كادر المدرسة نفسها.