خاص B2B-SY | طلال ماضي
ما يقارب 24 الف سيارة أجرة خاصة "تكسي صفراء" تجوب شوارع دمشق، اُلزمت من جهة المظهر الخارجي في تركيب كل ما يتعلق بنظام عمل "التكسي"، وضبط تسعيرتها من العدادات والفوانيس واللصاقات وغيرها، الا أن واقع الحال يقول: أن الأجور مرصعة بنجوم كثيرة لا تتناسب مع أجور استخدامها، ومرتبطة باسطوانة السائق الذي يتليها على الزبون بدلا من صوت فيروز عن معاناته في ارتفاع اسعار البنزين، وقطع الغيار وأجور الصيانات، وعلاقة السائق مع رجال المرور والمخالفات .
بزنس تو بزنس استعرض واقع وحال "التكسي الصفراء" في شوارع دمشق، حيث معاناة المواطن تبدأ قبل الركوب من البازار مع السائق، وشروط السائق اذا كان الطريق مزدحما أم لا، ليبقى العداد يلمع بإنارة أزراره الحمراء لأجل عيون دوريات المرور وحماية المستهلك .
السائق أبو أحمد يرى ان سائق التكسي تحاصره صافرة الشرطة بالمخالفات والوقوف الممنوع، وارتفاع اسعار قطع الغيار، ومحدودية كمية البنزين المدعوم الذي يحصل عليه، ومن الزبون الذي يأخذ وقتا من الاخذ والرد حول دفع الاجرة المستحقة، وقال : "نحن نأخذ أجرة مرتفعة حوالي 3 اضعاف أجرة العداد النظامي لكن لا احد يعمل على العداد في شوارع دمشق ونعمل بمبدأ .."لا نزعج الزبون لدرجة أن يصل الخلاف الى الشكوى الجهات الشرطية".
التكسي الاجرة يتراوح سعرها حسب نضافتها ونوعها وسنة صنعها بين مليونين و 10 مليون ليرة ،وتؤجر شهريا بين 40 الف ليرة و150 الف ليرة ،وتحصل على بنزين مدعوم بقيمة أكثر من 65 ألف ليرة شهريا، وبعض السيارات يعمل عليها اكثر من سائق، ومدخولها حسب الاجور المرتفعة جدا التي يتقاضها السائقون أكثر من مدخول أي شركة يعمل بها خمسة عمال .
تكاليف ركوب سيارات الاجرة الخاصة "التكسي" وصلت الى حدود غير مسبوقة، ومع ارتفاع سعر بنزين أوكتان90 غير المدعوم ليصبح بسعر 425 ليرة مؤخرا ،حلقت الاجور في فضاءات بعيدة عن المنطق والعقل والضبط، وبحاجة الى اعادة النظر في اجور استخدامها بالرغم من عزوف الكثيرين عن ركوب التكسي الا للحالات الطارئة والمستعجلة، ويتحمل المواطن والمريض والمسن معاناة واقع شبكة النقل القاصرة بخدماتها المحدودة تجنبا للوقوع في فخ أجرة التكسي .
وقبل السلام عليكم بدأ عبد الغني بازاره مع سائق السيارة على اوتوستراد العدوي .." لوين طريقك" .. "الى المزة مقابل برج تاله" .. "بدي الفين ليرة" .. "كتير والله ياعم" .. "عم ادفع 1500 ليرة بشكل مستمر" ... "اعطيني 1800 ليرة" وبدأ السائق بقسم اليمين بانه ما بتوفي معه وسرد اسطوانة السائق البديلة عن صوت فيروز.
الحاجة ام عبد الله تستخدم التكسي بشكل مستمر لزيارة أولادها كون صحتها لا تساعدها على استخدام وسائل النقل العامة تقول: "لا يوجد طلب اقل من 500 ليرة مهما كانت المسافة قريبة ،وكل طلب لمسافة كبيرة تكون اجرته مضاعفة وخيالية، فالسائقون لا يلتزمون بالتسعيرة، وأنا اسلك نفس المسافة بشكل مستمر، وكل سائق يطلب أجرة أعلى من الاخر، والمبلغ الذي تعطيه للسائق هو الاجرة لا يوجد مرتجع في مفهوم السائق، فهل يعقل أجرة مسافة 2 كيلو متر 1000 ليرة، وماذا افعل مضطرة للركوب ودفع ما يطلبه السائق حتى لا اسمع اهانات أو شتائم غير لبقة .
سائقو التكسي لجأوا الى احداث مواقف ضمن شوارع دمشق، مثل موقف جسر الرئيس لنقل ركاب الى جرمانا، وفي الشيخ سعد بالمزة لنقل الركاب الى المزه 86 خزان ومدرسة، وفي البرامكة لنقل الركاب الى صحنايا وغيرها من المواقف، في محاولة لجمع عدد من الركاب في طلب دسم وتقسيم الاجرة على أربعة وكسر حالة الجمود والطلب على التكسي نتيجة اسعارها الخيالية .
محافظة دمشق ولجنة تسعير الأجور في صمتهم المطبق حول تسعيرة أجور التكسي وغض بصرهم يمكن وقعوا في حيرة من أمرهم بعد تقسيم شرائح البنزين حول تسعيرة التكسي الصفراء، ولم يتم النظر في التسعيرة أو حتى محاولة التصريح عن واقعها الجديد ، أو ضبط التسعيرة القديمة، او الزام السائقين على استخدام العدادات التي كلفتهم تركيبها في حينها أكثر من 30 الف ليرة، فهل سيتم دراسة واقع سيارات "التكسي" وانصاف السائق والراكب ؟ أم سيترك الامر على نظرية خذوا ما شئتم بس لا تختلفوا مع الراكب ؟!.