خاص B2B-SY | طلال ماضي
يمر عيد الاضحى على الشعب السوري هذا العام ومعاناته مستمرة منذ عام 2011 من أزمات اقتصادية جمة متبدلة تسرق بريق المناسبة، حيث فقراء الشعب السوري يتجولون في الاسواق وخاصة المقبية التي تحميهم من حر الشمس ولهيب الأسعار، كونها اسواق شعبية، يسألون عن الاسعار، ويبحثون عن العروض ويترددون في اتخاذ قرار الشراء، حيث يصادف العاشر من ذو الحجة مع اقتراب العام الدراسي، وفترة مونة الشتاء الذي اعتاد الشعب السوري على جمعها وتفريزها، كما ارتفعت اسعار الاضاحي الى أسعار فلكية دون أجرة ذبحه وتقطيعه .
في سوق الحميدية بدمشق، الازدحام من بداية السوق الى نهايته مع تفرعاته، الشعب السوري يحافظ على العادات والتقاليد أكثر من أي وقت مضى، ويرغب في انشغاله بتحضير الكعك وشراء الملابس الجديدة وتوزيع أو استلام "العيدية" ،ويعتبرها مخرجاً مؤقتاً من حالة الفقر والحاجة التي وصل اليها، والخيبة من تحسين وضعه المعاشي، فيعمل على شراء الحاجات الضرورية ،ويصطحب أولاده الى الاسواق، ويحاول اقناعهم بشراء حاجيات المدرسة بدلا من العيد كما يفعل الأب حسان صارم مع أولاده ويقول لبزنس 2بزنس: البضاعة متوفرة بكثرة في الأسواق، لكن انظر من هو القادر على شراء الحاجيات لأولاده، العائلات تشتري الحاجات الضرورية، وتبحث عن البضاعة الرخيصة الثمن بغض النظر عن الجودة .. أضحى مبارك ينعاد على الجميع بالخير .. لم نعد نحس ببهجة العيد، لكننا متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا ونرغب تعليمها لأولادنا .
بدورهم التجار كثفوا من حملاتهم الإعلانية، ونشروا على واجهات محلاتهم أسعار بعض القطع الرخيصة ، وبعض العبارات التي تشد الزبائن الى داخل محلاتهم مثل.. عروض مغرية . اشتري قطعتين والثالثة مجانا .. حرقنا الاسعار.. تنزيلات 70 بالمئة .. العيد عنا أحلى .. حطمنا الاسعار .. ونشر العديد منهم بعض الشباب امام محلاتهم لنشر عروضهم وترغيب الزبائن بالدخول للفرجة .
في سوق البزورية التي تستقبل الزبائن والعابرين بروائح توابلها والفواكه المجففة والتوابل، حاول التجار تقديم افخر معروضاتهم امام حركة الزوار الكثيفة ،وتقديم العروض والتذوق، لكن الزوار بعضهم يسأل عن الأسعار، ومنهم من يشتري بالغرامات، وغابت مناظر الاكياس الورقية من سعة الكيلو وأكثر، ولم تستطع ترحيبات التجار المعسولة اخراج الاموال من جيوب المواطنين الفارغة .
السيدة فاتن نور الدين والتي تعرفنا على نفسها بأنها أم لـ5 أطفال وتعمل ممرضة ،استجابت لرغبة أطفالها بشراء نوعين من السكاكر والملبّس الدمشقي، وتعتبر ان شراء الشكولاتة والراحة والنوغا المحشوة بالفستق الحلبي والسكر نبات وغزل البنات يحتاج الى ميزانية وليس الى راتب موظف، كون سعر كيلو الشكولاتة يتراوح بين 3500 و15000ليرة سورية .
ويرد علينا أحد البائعين وهو مشغول بالزبائن إن .." هناك إقبالا من الناس ولكن كمية ما يشترونه لضيافة العيد أقل مما هو في العادة، كما أنهم يطلبون البضائع ذات الأسعار المنخفضة "
في سوق الغنم حيث الطلب على أضاحي العيد، كون الشعب الدمشقي يتمسك بالشعائر الدينية ، وممارساتها الثقافية الأصيلة المرتبطة بالعيد وتقديم الأضاحي، حيث الأسعار مرتفعة بالرغم من تحسن المراعي، واستعادة الثروة الحيوانية لجزء كبير من خسارتها وخاصة في البادية ،الا ان التجار لا يبيعون الاضحية التي يبلغ وزنها أقل من 60 كيلو غراما بالوزن بل بأرقام محددة وضعوها لأسعار الاضحية، تبدأ من 125 الف ليرة بينما الأكباش الكبيرة تباع بالوزن بسعر قائم 2400 ليرة .
وفي محلات الحلويات الشرقية نتيجة انخفاض المبيعات، وعزوف المواطنين عن شراء الحلويات وتقديمها كضيافة في العيد ، واستبدال ضيافتها بالحلويات الجافة كالبرازق والغريبة، يعمل الباعة على استخدام مواد رخيصة نسبيا، حيث يستخدمون حشوات قليلة من المكسرات مع زيادة بحجم المواد الحاملة لها كالكنافة والدقيق والسميد.
ارتفاع أسعار الملبوسات والحلويات يبرره أبو العز أحد التجار كالعادة بارتفاع الدولار الأميركي والعملات الأخرى مقابل الليرة السورية، وتقلبات سعر الصرف الذي يتقلب يوميا فوق عتبة 600 ليرة .
أجواء عيد الأضحى في سورية تمر وما زال الفقر لدى أكثر من 80 بالمئة من الشعب السوري يؤكد استمراره بدفع ضحية الحرب. .