أحدثت موافقة رئاسة مجلس الوزراء على زيادة المكافآت الشهرية للصيادلة العاملين بوزارة الصحة ومشافي التعليم العالي لتصبح 20 ألف ليرة، حالة من ارتفاع أصوات الأطباء وشكواهم من تدني رواتبهم وعدم تشميلهم بالزيادة، وخاصة مع ارتفاع أجور العمليات في المشافي الى أكثر من 3 ملايين ليرة لبعض عمليات القلب المفتوح او عمليات الجراحة العصبية واجراء هذه العمليات ضمن مشافي الدولة مجانا .
وخلال استطلاع رأي مجموعة من الاطباء في مشفى المواساة اليوم أجراه مراسل بزنس 2 بزنس قال الطبيب المقيم م . س : هل يعقل ان الطبيب المقيم في المشافي الحكومية يعمل 18 ساعة خلال الاسبوع المزدحم ، و6 ساعات خلال الدوام العادي مع المناوبات الليلية، وأحيانا يتم وصل المناوبة الليلة مع الدوام الصباحي براتب مقطوع 23 الف ليرة سورية؟ .
من جهته الطبيب الاخصائي م . ن دعا الجهات المسؤولة عن المشافي العامة والخاصة الى اعادة النظر برواتب الاطباء، وتعويضاتهم وعدم ترك الأطباء بسبب حاجتهم المادية تضطر لأخذ المريض الى عيادته والاستفادة منه بأجور معاينة، أو بأجور عملية جراحية، وان يكون نظام التعويضات عادلا لمن يعمل بجد واخلاق ضمن المشافي الحكومية، وأن تلحظ العمليات الجراحية الصعبة والتي تكلفتها بملايين الليرات في المشافي الخاصة بحساب خاص لدى المشافي الحكومية، وايجاد نظام محاسبة دقيق لكل طبيب يتناسب مع الجهد الذي يقدمه .
مجلس الوزراء صرف مكافأة الصيادلة بهدف ضمان استمرار العمل ،والحد من تسرب الكوادر الصيدلانية من المشافي الحكومية ،دون أن يراعي مشاعر أو مطالب الأطباء المقيمين، أو الاخصائية أو الأطباء المخبريين ،وهذا ما وجد حالة من التنمر وارتفاع الاصوات من قبل الأطباء في المشافي العامة، من خلال احاديثهم الجانبية او حتى امام إداراتهم التي حملوها مسؤولية التقصير في ايصال مطالبهم وأصواتهم الى الوزارات المعنية .
أنظمة المشافي في سورية تختلف بين مشفى وأخرى، حيث في مشفى الاسد الجامعي في كل خطوة يدفع المريض بعض الرسوم الرمزية مع خدمات مقبولة ،بينما في مشفى المواساة جمع الخدمات مجانية مع سوية منخفضة في القسم المجاني ، نتيجة الضغط الهائل على المشفى ، حيث يوضع دور العمليات بالنسبة لجراحة قلب الاطفال بعد عام كامل لمن ليس لديه واسطة، وفي المشافي الوطنية ينطبق عليها نفس المعاناة .
ويعمل العديد من الصيادلة على وضع شهادتهم في بعض معامل الأدوية مقابل راتب شهري مئة الف ليرة دون الحضور او الدوام، بينما يتنافس أطباء الاسنان على التعاقد مع المراكز الصحية من اجل تحقيق الشهرة وجلب المزيد من المرضى إلى عياداتهم ، بينما تزدحم عيادات الاطباء المتعاقدة مع المشافي الحكومية نتيجة السلوك العام للمرضى وانتشار ظاهرة "شوف الطبيب في عيادته يساعدك في المشفى" .
وتعاني المشافي السورية من نقص حاد في الخبرات الطبية، نتيجة تدني الرواتب والمغريات التي تقدم للأطباء في سورية من قبل مشافي دول الجوار نتيجة الخبرة التي يكتسبها الطبيب السوري في المشافي الحكومية خلال 5 سنوات خدمة مقيم وسنة امتياز ، وتدرجه في العمل الطبي من مسك الابرة وتقطيب جرح في السنة الأولى، الى اجراء عشرات العمليات في السنة الخامسة، والدوام الطويل والقيام بالجولات والمسؤولية في كل سنة امام مقيم السنة الاعلى منه، ومن ثم امام الاخصائي .
وبالرغم من محاولة رفع معدلات بعض الاختصاصات الطبية لتوجيه أكبر عدد من الطلاب الى اختصاص الأشعة والتخدير، الا ان اليوم نظام منح لحوافز والمكافآت الشهرية غير عادل بين الأطباء، وهناك من يعامل خدمة الاطباء في المشافي العامة مقابل سحب المرضى الى عياداتهم في سلوك إداري غير مرضى عنه لا من الاطباء ولا من المرضى، فهل ستجد الجهات المسؤولة عن الصحة حلا يداوي هذا الجرح النازف من عشرات الأعوم؟ أم ستبقى تعمل على حقن الأصوات بمكافآت مبعثرة لتسكين الاستفزاز ؟!