كشفت مذكرة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية عن واقع شبكة الخطوط الحديدية وحركة القطارات منذ بداية الأحداث التي تمر بها البلاد وحتى تاريخه مشيرة إلى وجود محاور للنقل على شبكة الخطوط الحديدية تضررت أكثر من غيرها بسبب تخريب مقصود قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة مثل محور حلب- اللاذقية والذي يبلغ طوله 200 كم منها 120 كم قريبة من الحدود السورية- التركية, وتتركز الهجمات وحالات الاعتداء على الخط الحديدي على المسافة الواقعة بين محطة جسر الشغور ولغاية محطة كفر حلب والتي مسافتها 86 كم إلا أنها تعتبر أقل بين محطتي جسر الشغور- محمبل لتصبح المسافة الأخطر بين محطتي محمبل – حلب والتي طولها 61 كم وعلى الرغم من حالات التعمير للجسور والخط الحديدي على هذا المحور إلا أن المؤسسة تقوم بإعادة إصلاحها وتأهيلها ضمن ظروف صعبة تعرض خلالها العمال للاستشهاد والإصابات والخطف من قبل المجموعات الإرهابية وتم تفجير جسر على هذا المحور في الكم 98 قرب محطة محمبل.
وبحسب المذكرة لم يتم التمكن من إصلاحه بسبب تهديد العمال من قبل هذه المجموعات ومنعهم من الاقتراب من الجسر للقيام بأعمال الإصلاح, وبينت المذكرة أنه تم تكليف أحد المتعهدين لإصلاح الجسر وأثناء قيامه بالكشف عليه لتحديد مستلزمات الإصلاح قامت مجموعة إرهابية مسلحة باختطافه مع اثنين من العمال ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد عشرة أيام ودفع فدية مالية.
كما لفتت المذكرة إلى وجود بعض المخاطر بين محطة جسر الشغور لغاية محطة الشيخانة والتي طولها 34 كم نظراً لقربها الشديد من الحدود السورية-التركية والخطورة في تسيير القطارات في المنطقة الممتدة بين محطة الشيخانة حتى مدخل نفق بداما الغربي بطول حوالى 15كم, كما حصلت مؤخراً عدة اعتداءات من قبل المجموعات المسلحة على محطة الأنصاري والخط الحديدي بين محطتي حلب والأنصاري, حيث يوجد مسلحون في منطقة السكري يمنعون مرور القطارات إضافة لوجود مجموعات إرهابية مسلحة في محطة جبرين التي يتم فيها تشكيل قطارات الشحن.
أما بخصوص محور اللاذقية – طرطوس فأوضحت مؤسسة السكك الحديدية أن طول المحور يبلغ 90 كم منها ويتم تسيير قطارات نقل بضائع إضافة إلى تسيير قطار ركاب (ترين سيت) بشكل يومي وبمعدل رحلة يومياً, وعلى محور طرطوس- حمص (كفرعايا) – دمشق يتم نقل الفيول والغاز من محطة بانياس إلى محطة الضمير ومن ثم المتابعة إلى تفريعة عدرا بالنسبة لمادة الغاز وتفريعة محطة تشرين الحرارية بالنسبة لمادة الفيول وكذلك يتم نقل الفوسفات إلى المرافئ بطول على هذا المحور يبلغ 300كم وهو جاهز من الناحية الفنية بعد أن تم إصلاح وتأهيل الجسور التي تم تفجيرها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة على هذا المحور وخاصة بين محطتي تلكلخ- طرطوس وكذلك إعادة تمديد القضبان الحديدية التي سرقت بين محطتي شنشار- الخانات باستثناء بعض المناطق وخاصة بين محطتي حمص(2)- شنشار بطول حوالى 25 كم وفي المنطقة الواقعة بين محطة الضمير- (الغوطة الشرقية) وحتى محطة القدم التي تبلغ مسافتها حوالى 50 كم تمنع المجموعات المسلحة مرور القطارات في هذه المناطق رغم أن السكك الحديدية جاهزة حالياً من الناحية الفنية.
أما فيما يتعلق بمحور حلب-حماة والذي يبلغ طوله (146) كم فأكدت المذكرة أن الاعتداءات الإرهابية تتركز بين محطات حماة- أبو الظهور بمسافة 81كم حيث تعرض الخط الحديدي إلى تفجيرات إضافة لوجود مجموعات إرهابية مسلحة بالقرب من هذه المنطقة.
وفي محور حماة- حمص الذي يبلغ طوله 56كم نوهت المؤسسة العامة للسكك الحديدية بأن حركة القطارات متوقفة على هذا المحور بسبب تفجير جسر حربنفسه من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة والذي تعرض لأضرار بالغة نتيجة ذلك ويبلغ طوله 440 متراً وارتفاعه 17 متراً.
وأشارت المؤسسة إلى أنه تم التعاقد مع إحدى الجهات لإصلاحه إلا أن المجموعات المسلحة حالت دون ذلك.
وفي محور حلب –المسلمية- ميدان اكبس الذي يبلغ طوله 118 كم والقريب من الحدود السورية- التركية أوضحت المذكرة أن حالات الاعتداء على الخط الحديدي تتركز بين محطتي المسلمية- قاطمة بمسافة 41 كم إضافة لوجود اشتباكات مستمرة في المناطق القريبة من الخط الحديدي تعرضت لاعتداءات وسرقة تجهيزاتها من قبل المجموعات المسلحة.
أما محور حلب –المسلمية- الراعي الذي يبلغ طوله 62 كم والقريب من الحدود السورية- التركية فذكرت المذكرة أن حالات الاعتداء تتركز بين محطتي المسلمية – الراعي والتي مسافتها 47 كم.
وبخصوص محور حلب –الرقة-دير الزور-الطابية نوهت المذكرة بأن طول هذا المحور 336 كم ويتم عليه نقل مادة المازوت من محطة بانياس إلى محطة هنيدة التابعة لمحافظة الرقة ومحطة دير الزور وهذا المحور جاهز فنياً باستثناء المنطقة الواقعة في الكم 72 القريبة من مدينة مسكنة والتي تعرضت لنزع الترابية من أسفل الخط الحديدي ولمسافة 50 متراً إضافة إلى تواجد المسلحين على هذا المحور وخاصة في محطات جبرين-دير الزور-الطابية.
وفي محور دير الزور-القامشلي الذي يبلغ طوله 200 كم أكدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أنه جاهز من الناحية الفنية ويتم تسيير قطارات ركاب بين محطتي الحسكة والقامشلي بنسبة امتلاء عالية ويتراوح العدد بين 800-1500 راكب يومياً كما أنه يتم في محور القامشلي-اليعربية نقل الحمولات الأجنبية (ترانزيت) الواردة من تركيا إلى العراق وبشكل محدود وهو جاهز من الناحية الفنية أيضاً.
وأشارت المؤسسة إلى أن التعديات على الخط الحديدي تعتبر أكثر سهولة من الطرق البرية نتيجة امتداد شبكة الخطوط الحديدية على كامل مساحة القطر وبالتالي سهولة القيام بالأعمال التخريبية كما أن عرض سكة الحديد محدد بـ 1435مم وعند حدوث أي تعديات على الخط الحديدي فإنه لا تتوافر إمكانية المناورة للحصول على مسارات بديلة كما هو معمول به في الطرق البرية حيث إنه من المحتم إعادة إصلاح الخط الحديدي لاستمرارية النقل كما أن حالات التعدي على الخط الحديدي يمكن أن تحصل نتيجة نزع أو قص جزء من الخط الحديدي عدا عن حالات التلغيم التي تم اكتشافها وتفكيك العبوات وحالات التفجير المتكررة على مختلف المسارات والتي تتركز في الجسور والعبّارات للوصول إلى أكبر ضرر ممكن ولإيقاف حركة القطارات مدة زمنية أطول.