يبني الأمريكيون علاقتهم بالمؤسسات التي يتعاملون معها طبقاً لما توفره من تعاملات مبنية على التقدير والاحترام. وقد يتساءل البعض عن الأسباب التي تدفع الزبائن إلى كراهية بعض الشركات . وتعتمد الإجابة غالباً على من طرح ذلك السؤال . ويمكن للشركات أن تغضب زبائنها أو يشعر المستثمر بأن السهم الذي يحمله غير مربح فضلاً عن قيام بعض الشركات بإساءة معاملة موظفيها . ولجأ موقع 24/7 وول ستريت إلى تحليل كل هذه الزوايا لاختيار الشركات الأكثر كرها في أمريكا .
1-”جيه سي بني”
يقع على رأس تلك المؤسسات شركة “جيه سي بني” التي تطورت من مشروع متواضع إلى واحدة من الشركات الكبرى إدارة التي تعرضت إلى كوارث في الأعوام القليلة الماضية .
وكان رئيس قسم التجزئة في “آبل” رون جونسون انضم إلى الشركة بوظيفة رئيس تنفيذي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقرر بسرعة إجراء تغييرات جذرية في سياسة التسعير في الصين . وهبطت مبيعات الشركة بنسبة 20% في الربع الأول بالكامل بداية بعد أن شرع جونسون في تنفيذ خططه وواصلت الشركة تراجع مبيعاتها بوتيرة متسارعة .
وهجر الزبائن مخازن الشركة بمجموعات كبيرة . وبتراجع أسهمها بنسبة 40%، تخلى حملة الأسهم عن الشركة، وهي بدورها ألغت توزيعاتها .
2- دويش نيتوورك
نفرت “دويش نيتوورك” زبائنها في مايو/أيار الماضي عندما ألغت الشركة عدداً من قنواتها الفضائية بما في ذلك قناة”إيه إم سي” .
ومن بين البرامج التي اختفت من الشبكة مسلسلة “رجال مجانين” و”بريكنغ باد” الأكثر شعبية في شبكة القنوات . كما أعرب الزبائن عن استيائهم إزاء خبرات العاملين في الشبكة . ونشرت مجلة “بزنس ووك” قصة بعنوان “الشركة الأسوأ في أمريكا” . وقال موظفون سابقون وحاليون في الشبكة إن مؤسس الشركة يتبع “ثقافة الهبوط بالمستوى وعدم الثقة” .
وطبقاً لتصنيف مؤسسة “غلاسدور” للموظفين فإن شركة ديش تحتل مكانة بارزة كأسوأ شركة على الإطلاق وذلك بعد أن قامت “غلاسدور” بدراسة الوضع في آلاف الشركات .
3- تي موبايل الولايات المتحدة
سعت مؤسسة “إيه أند تي” الأمريكية العام الماضي للاستحواذ على “تي موبايل” من الشركة الأم (دويتش تيليكوم) المتخصصة بتصنيع الهواتف المحمولة . وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي ألغت “إيه أند تي” خططها بعد أن رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى لمنع عملية الاستحواذ، وقالت إن الصفقة “تقلص إلى حد جوهري الروح التنافسية في الصناعة . ويبدو أن “*دويتش تيليكوم” عالقة الآن بما أصبحت توصف بأنها النعجة السوداء بين أربعة من مصنعي الهاتف المحمول . فشركة تي موبايل في الولايات المتحدة تخلفت بشدة وراء الشركات الأربع المصنعة للمحمول . وصنفت على أنها الشركة الأسوأ في توفير الخدمات للزبائن بعد الاستطلاع السنوي للرأي أجرته مؤسسة “إم إس إن /زغبي .
4- فيس بوك
نفرت شركة “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي المستثمرين فيها على نحو جوهري . ويذكر أن الطرح الأولي العام الذي قامت “فيس بوك” بطرحه كان الطرح الأضخم منذ انهيار فقاعة شركات التقنية في الفترة ما بين العامين 1999 و 2000 . وتراجع سعر السهم من 35 بعد الطرح الأولي العام إلى أقل من 20% في أقل من ثلاثة أشهر . وكانت مسألة رضا الزبائن مطروحة على النقاش لفترة، ولكن الشركة قامت بأعمال في الآونة الأخيرة أدت إلى نفور جزء من الزبائن الذين يربو عددهم على مليار عضو . وكان سبب ذلك جزئيا مواصلة إعراب الزبائن عن قلقهم بشأن الخصوصية . ولم تساعد الشركة في هذا الشأن بعد أن أعلنت أن لديها الحق في إعادة نشر أي صورة بل جميع الصور في الحسابات على خدمة “إنستغرام” للمستخدمين .
5- مجموعة سيتي غروب
أنهت سيت غروب خدمات الرئيس التنفيذي للمجموعة فيكرام بانديت قرب نهاية العام ،2012 بعد أن قاد المصرف في الأوقات العصيبة خلال الأزمة المالية، وبعد ذلك لجأت المجموعة إلى تسريح آلاف الموظفين والعاملين أيضاً . وقال مايكل كوربات خلف بانديت إنه سيلجأ إلى إنهاء خدمات نحو 11 ألف موظف آخرين . والجائز أن مجلس الإدارة شعر باستياء من تسريع وتيرة تقليص التكاليف في عهد بانديت، ولكن لم تكن تلك القضية الوحيدة التي جعلت مجلس الإدارة يؤمن بأن تلك الإجراءات ألحقت ضررا بقيمة حاملي الأسهم طويلة الأمد . وأدى سوء تصرف بانديت في بيع وحدة سميث بارني إلى قيام “سيتي” بشطب 9 .2 مليار دولار وأثار هذا التصرف إلى قيام وكالة التصنيف الائتماني موديز إلى خفض تصنيف المجموعة .
6- ريسيرش إن موشن
كان هاتف “ريم” بلاكبيري في السابق واحداً من أبرز الهواتف المتحركة تداولاً في الولايات المتحدة وفي معظم أنحاء العالم . وطبقاً لبيانات نشرها موقع “كومسكور” فإن حصة ريسيرش إن موشن الشركة المنتجة ل “بلاكبيري” في الأسواق هبط إلى 2 .7% في الولايات المتحدة ولايزال يهبط بقوة حالياً . وفي إطلاق “بلاكبيري ستورم”، الذي تعرض لانتقادات شديدة من قبل المستهلكين، أصبحت “ريم” عاجزة عن طرح منتج يمكن أن يجذب أي مبيعات كبيرة . كما أن أسلوب خدمة الهاتف نزعت الثقة من المستهلكين وأغضبتهمً . ولكن في الواقع فإن زبائن “ريم” كانوا محظوظين في الواقع لأن الشركة أعفت آلاف الموظفين من الخدمة في محاولة لاستعادة الأرباح . وتراجع سهم “ريم” بنسبة 20% في 2012 و80% في العامين الماضيين .
7- أمريكان إيرلاينز
تمكنت شركة “إيه إم آر”، الشركة الأم ل “أمريكان إيرلاينز” على نحو مثير للغرابة أن تدمر علاقتها مع حملة الأسهم وحملة السندات والطيارين والزبائن والممولين ومعظم الموظفين في الشركة . وأدى إشهار شركة “إيه إم آر” إفلاسها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي العام 2011 إلى شطب حملة الأسهم . كما عمدت شركة الطيران أخيراً إلى تقليص التزاماتها المالية نحو شركات صناعة الطائرات وحملة ديون المؤسسة وهو ما أدى إلى إلحاق الضرر بالمكانة المالية ل”إيه إم آر” وشركة الطيران التي تخوض منذ فترة نزاعات مع الطيارين الذين يطالبون بالحصول على تعويضاتهم . وتزامن شطب أعداد كبيرة من الموظفين مع قيام الشركة بإجراءات إشهار الإفلاس . كما أدت هذه التصرفات إلى تشويه صورة الشركة من قبل الركاب .
8- نوكيا
خسرت “نوكيا” أخيراً موقعها في أسواق الموبايل بعد أن كانت الشركة الأكبر والأكثر توزيعاً لأجهزة الموبايل في العالم، في حين كانت سامسونغ تعتلي سلم المجد . ووصف وضع” نوكيا” في الأسواق العالمية بأنه كارثي بعد أن بدأ هاتف “آي فون” يطرح في الأسواق العالمية منذ خمس سنوات . وبددت” نوكيا” أي أرباح كان من الممكن أن تحققها وخسرت وضعها في عالم الهواتف المحمولة الذي ينمو بوتيرة سريعة جداً، وعلى الأغلب أمام “آبل” و”سامسونغ” وبينما فشلت “نوكيا” في سباق الهواتف المحمولة كان حملة الأسهم يعربون عن سخطهم إزاء تدهور مكانة “نوكيا” في الأسواق العالمية وهبوط قيمة أسهم الشركة . وهبط السهم بنسبة 20% في العام الماضي و60 في المئة خلال العامين الماضيين .
9- سيرز هولدنغ
استقال لو دامبروسيو في الآونة الأخيرة من منصب الرئيس التنفيذي لسيرز هولنغ القابضة لأسباب لها صلة بصحة الأسرة . وعرف الناس دامبروسيو بالفشل وعدم النجاح في محاولته لإعطاء علامتين تجاريتين أمريكيتين شهيرتين في الولايات المتحدة ألقا جديداً، وهما “سيرز وكمارت” بعض الاستقرار . وتخلى عن مهامه في الشركة تاركاً رئيس مجلس الإدارة ومؤسس الشركة إيدي لامبيرت الذي أصبح الرئيس التنفيذي السابع الذي يعين في هذا المنصب في خلال خمس سنوات . وتراجعت “سيرز” بقوة خلال الفترة الماضي وخسر سهمها 60% من قيمته وخسرت الشركة نحو 500 مليون دولار في الربع الأخير من العام 2012 وأكثر من 8 .2 مليار دولار طبقاً لأحدث تقرير يغطي 12 شهراً .
10- هيوليت باكارد
من الجائز أن يطلق على “إتش بي” أو هيوليت باكارد الشركة الأسوأ إدارة بين الشركات الكبرى في الولايات المتحدة، وهو ما أعطى حملة أسهمها المبرر للانسحاب من الشركة . والجدير أن الدخل الصافي للشركة قبل خمس سنوات بلغ 8 مليار دولار . وبالمقابل خسرت الشركة 6 .12 مليار دولار في الأشهر ال 12 الأخيرة . وهوى سعر السهم أكثر من 40 % في العام 2012 .
ولعل الأسوأ الذي ارتكتبه الشركة هو حيازة شركة بيانات بريطانية “أوتونومي” التي تخضع حالياً لسلسلة تحقيقات حيث توجه تهم الغش بسبب إعطاء الشركة لأسهمها قيمة لا تستحقها . والجائز أن “هيوليت باركارد” خسرت المليارات في هذه الصفقة .
المصدر: الخليج الاماراتية/ ترجمة: محمد نبيل سبرطلي