قفز سعر الدولار أمس في السوق السوداء إلى حدود 79- 80 ليرة سورية في حين أنه سجل في نشرة أسعار الصرف الصادرة عن مصرف سورية المركزي بحدود 58.55 للحد الأدنى 58.91 للحد الأعلى.
وأشار الخبير الاقتصادي عمار اليوسف لـ"البعث" إلى أن ارتفاع أسعار الدولار في السوق السوداء عملية مبرمجة وممنهجة من قبل مصرف سورية المركزي بهدف سحب العملة الوطنية من السوق السورية فما يباع من دولار في الأسواق هو دولار دولة ونفس العملية حدثت عام 2005 عند اتجاه البعض إلى شراء الدولار والذهب ليفاجؤوا فيما بعد بنزول سعر الدولار .
ولفت يوسف إلى أن ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق وهمي وأنه سيعود إلى 55 ليرة سورية بمعنى أن البعض سيخسر 30 % من قيمة مدخراته نتيجة تحويله الليرة إلى دولار أو ذهب .
وأما فيما يتعلق بارتفاع أسعار الذهب فبين يوسف أن العقوبات الأوربية لم تؤثر على الذهب باعتبار أننا لا نستورد ذهب من أوربا، مشيراً إلى أن الذهب الموجود في سورية على قسمين الأول للزينة وقد طرأت عليه ارتفاعات نتيجة ازدياد الطلب عليه والنوع الآخر هو ذهب لدعم العملة والذي بقي محافظاً على كمياته .
في حين أن أنس نغنغ ( خبير مالي واقتصادي) لم يتفق مع ما قاله يوسف، معتبراً أن الحكومة هي المتضرر الأول من ارتفاع أسعار الدولار وانخفاض قيمة الليرة، وردّ نغنغ سبب ارتفاع الدولار إلى قلة ثقة المواطن السوري بقوة الليرة واتجاهه نحو تحويل الليرة إلى دولار أو ذهب، داعياً في الوقت نفسه مصرف سورية المركزي إلى ضرورة التدخل في السوق السورية.
وأما الصائغ شادي مارينا فقد أرجع ارتفاع سعر الذهب إلى 4 آلاف ليرة عيار 21 و 3429 ليرة عيار 18 إلى الارتفاع الحاصل في سعر الدولار في السوق السوداء والمرتبط بعدم تدخل المركزي بدعم الليرة السورية من خلال عمليات ضخ المزيد من العملة في سوق القطع ، متوقعاً ارتفاعاً آخر في سعر غرام الذهب ليقارب حدود الـ5 آلاف ليرة إن لم يتدخل المركزي في السوق كما وعد سابقاً .
وبيّن مارينا أن الأسعار الحالية للذهب قد ألحقت الضرر بالصاغة لكونهم يبيعون بالليرة السورية التي تعاني من انخفاض في قيمتها، مشيراً إلى أن حركة السوق تشهد إقبالاً على شراء الذهب مقابل الإحجام عن البيع مطالباً الجهات المختصة بالتدخل لضبط سعر الليرة لضبط حركة الأسعار في السوق بشكل عام.