على الرغم من أن العقود الآجلة الداوجونز الامريكي والنيكاي الياباني يخسران في هبوط تلوا الهبوط، إلا أننا لا نرى تحقيق مكاسب للذهب على حساب هذه العقود, وهذا يدل على ان المستثمرون لا يفقدون الأمل بالأسواق والمؤشرات الأمريكية واليابانية ولا يرون الذهب ملاذاً امناً .
فقد خسر الذهب من قيمته حتى يصل الدعم 1238$ في حين ان ضعف الأسهم العالمية فضلا عن انتعاش الشراء من الصين قبل عطلة العام القمري الجديد من المفترض أن تعزز للذهب صورته كملاذ آمن خلال الاسبوع الماضي وهذا ما جعله يضع حد لمكاسب على مدى خمسة أسابيع متتالية.
وفي تفاصيل الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني فقد تقدم زوج الذهب/الدولار الأمريكي يوم 24/12/2014 إلى أعلى مستوياته منذ تاريخ 11 ديسمبر بعد أن تمكنت الحركة التصاعدية من عكس المسار ودفعت بالأسعار إلى ما بعد مستوى المقاومة عند 1245$.
فالبيانات الأضعف المتوقعة من أكبر إقتصاد في العالم زادت الشكوك بشأن السرعة التي سوف يقوم بها البنك الفدرالي بالتخفيف من وتيرة المشتريات الشهرية أن حيث السوق كان ينتظر رؤية ردة فعل البنك الفدرالي على التغيرات في الإقتصاد خلال إجتماعه، وقد صرحت دائرة العمل بأن رقم الأمريكيين الذين تقدموا لأول مرة بطلب ضمان البطالة زاد بمقدار 1000 إلى 326000 وأن البيانات المعلن عنها من "ماركيت" أظهر بأن مؤشر مدراء المشتريات الصناعي تراجع إلى 53.7 خلال شهر يناير من 55 خلال شهر ديسمبر.
ونتيجة لذلك هرب زوج الذهب/الدولار الأمريكي من منطقة التدعيم واقترب من المستوى 1268 (مستوى دعم/مقاومة سابق) بعد أن تمكنت الحركة التصاعدية من تجاوز مستوى المقاومة عند 1255 و الذي كان يصد تقدم الحركة التصاعدية خلال الأيام الثمانية الماضية.
وإستمر الذهب في التقدم على حساب الدولار الأمريكي خلال جلسة يوم الجمعة 24/01/2014 وأغلق عند 1268.50$ للأونصة، المستوى الذي يعتبر الأعلى منذ تاريخ 20 نوفمبر ويعود ذلك للبيانات الإقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والتراجع الأخير في الدولار الأمريكي اللذين قدما الدعم للذهب.
وتظهر بيانات يوم الجمعة 24/01/2014 الصادرة من لجنة التداول بالعقود الآجلة بأن المتداولين المضاربين على بورصة شيكاغو التجارية زادوا من وضعياتهم الطويلة على الذهب (للأسبوع الخامس على التوالي) إلى 46583 عقد من 44013 في الأسبوع الثاني من كانون الثاني.
ومن ثم حاول زوج الذهب/الدولار الأمريكي يوم 28/01/2014 الإختراق خلال مستوى المقاومة السابق عند 1289، ولكنه فقد القوة حيث إستخدم المستثمرون هذه الفرصة لتحصيل الأرباح قبل إجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة.
علماً أن خيبة الأمل القليلة في بيانات مبيعات المنازل الجديدة الصادرة عن الدائرة التجارية لم يكن لها تأثير طويل على الدولار الأمريكي هذا أمر مهم يستوجب الاهتمام. وقد تم رفضه من قبل المستوى 1278 وتراجع السوق إلى المستوى 1255، وهذا المستوى كان يشكل مقاومة كبيرة منذ أواخر شهر تشرين الثاني.
ومن ثم في اليوم التالي 29/01/2014 تراجع الذهب مجددا مقابل الدولار الأمريكي وأغلق عند 1256.54$ للأونصة، ويعود السبب في ذلك الى اتخاذ المشاركين في السوق موقفاً حذراَ فقاموا بتسييل بعد وضعياتهم قبل إعلان إجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة.
وقد جاء في البيانات الإقتصادية الأخيرة أن مؤشر ثقة المستهلك من "مجلس المؤتمر" عند 80.7، مرتفعاً من قراءة الشهر الماضي عند 77.5 وفوق التوقعات التي كانت عند 78.3، و لكن التقرير المعلن عنه من قبل دائرة التجارة أظهر بأن الطلب على السلع المعمرة تراجع خلال شهر ديسمبر بنسبة 4.3%على الرغم من أن الذهب يواجه الضغط بسبب توقعات قيام البنك الفدرالي بجولة أخرى من التخفيف من التيسير الكمي، وبقي السوق محصور في نطاق ضيق نسبياُ حالياً حيث أن التأثير الأكبر على أسعار الذهب سوف يكون أداء أسواق الأسهم، وكان من المتوقع أن يغير ميول المستثمرين في حال كانت أوضاع هذه الأسواق أهدأ، وكان من الممكن أن يكسب الزوج بعض القوة في حال تمكن من دفع الأسعار خلال منطقة المقاومة الحساسة الأولى عند 1268.
وعلى خلفية زيادة الطلب للحماية من المشاكل في الأسواق الناشئة حقق زوج الذهب/الدولار الأمريكي مكاسب بنسبة 0.84% يوم 30/01/2014، فقد تداول الزوج عند إرتفعاً وصل إلى 1270.05 حتى بعد أن أعلن البنك الفدرالي بأنه سوف يقلل من المشتريات الشهرية من الأصول بمقدار 10 مليار إضافية إلى 65 مليار دولار، وقالت لجنة السوق الفدرالية المفتوحة: "إذا كانت المعلومات القادمة تدعم بشكل واسع توقعات اللجنة بشأن التحسنات القادمة في أوضاع سوق العمل وعودة التضخم إلى الهدف طويل الأجل، فإن اللجنة على الأرجح سوف تقوم بتقليل وتيرة المشتريات الشهرية من خلال خطوات مدروسة إضافية خلال الإجتماعات المستقبلية، إلا أن مشتريات الأصول لا تمشي بمسار معد مسبقاً، وقرار اللجنة بشأن وتيرة هذه المشتريات سوف يبقى مشروطاً بتوقعات اللجنة بشأن سوق العمل التضخم بالإضافة إلى تقييمها للفعالية والتكاليف المحتملة من مثل هذه المشتريات". و كان ذلك عند نهاية إجتماع اللجنة الذي إستمر يومين.
وكان تحرك البنك الفدرالي يظهر بأن المسؤولين يريدون الخروج من برنامج شراء الأصول في أسرع وقت ممكن على الرغم من الإضطراب الأخير في الأسواق الناشئة، وعلى الرغم من أن التراجعات الحالية في أسواق الأسهم قد ساعدت في دعم الذهب على المدى القصير، فالحقيقة كون التحفيزات المالية من قبل البنك الفدرالي على طريق النهاية، فإن ذلك سوف يحافظ على الضغط المستمر على السوق على المدى الطويل.
وفي حال تمكنت الحركة التصاعدية من دفع الأسعار وتثبيتها فوق المستوى 1268$، سوف يكون من المحتمل أن يختبر زوج الذهب/الدولار الأمريكي المنطقة 1278-1275، وسوف تستهدف الحركة التصاعدية المستوى 1286 تالياً. في حال فشل الزوج في الإختراق خلال المستوى 1268 وعكس تحركه ولكن إزدياد قوة الدولار الأمريكي بشكل واسع، والبيانات الضعيفة القادمة من الصين ومخاوف النمو العالمي ساهمت في خسارة الذهب حيث تراجع زوج الذهب/الدولار الأمريكي بشكل حاد وخسر جميع المكاسب التي حقها خلال جلسة 30/01/2014 حيث أن الإستهلاك الصيني للذهب يلعب دوراً هاماً في هذا السوق، فالأرقام المخيبة للآمال من الصين وضعت ضغطاً على الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية.
ومن أجل إستعادة بعض القوة والتحرك بإتجاه المستوى 1255، سوف يكون على الحركة التصاعدية دفع الزوج إلى ما بعد 1245$ عند هذه النقطة، وحده الإغلاق ما دون مستوى المقاومة عند 1255$ ربما سوف يدفع السوق للتعامل مع المستوى 1268 مرة أخرى. وعموما فمن الصعب تجاوز المنطقة 1268-1278.