مما لاشك فيه أن شح الأمطار في هذا العام لمستويات لم تشهدها سوريا منذ سنوات طويلة قد أنذرت بحدوث نقص كبير في مياه الشرب وجاءت انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة خلال الشهرين الماضيين لتضاعف هذا النقص وتجعل انقطاع المياه لأيام عديدة عن مناطق في دمشق وريفها أمرا عاديا وامتد هذا الانقطاع ليشمل مناطق في قلب دمشق التجاري لم تعهد ذلك كالقيمرية والبزورية ومدحت باشا وانتقل الامر الى مدينة عدرا الصناعية ليضر بالانتاج الصناعي .
في استطلاع لأوضاع المياه في دمشق وريفها أجراه موقع b2b لاحظنا انقطاع المياه لمدد طويلة في العديد من المناطق ومن أكثر المناطق المتأثرة بانقطاع المياه مدينة صحنايا وحسب أبو محمد أحد القاطنين في الحي لقد كان الشهرين المنصرمين من أصعب أيام حياتي لا ماء و لا كهرباء في كل شهر عندنا 4000- 5000 ليرة ثمن مياه عدا عن الجري وراء أصحاب الصهاريج من اجل تعبئة المياه و موتور الماء لدينا تعطل ونحن نجرب فيه و ننتظر حتى تنزل نقطة الماء من الصنبور .
ويرى أن السبب في هذه الحالة التي نعانيها ان هذه المياه والتي من المفروض ان تضخ بشبكة المياه تعبأ بالصهاريج و تباع لنا بأسعار خيالية وصلت ل 1000ليرة لـ 5 براميل و الى الآن لم تحل المشكلة رغم تحسن وضع الكهرباء
أوضاع المياه السيئة لم تترك منطقة ففي دمشق انقطعت المياه عن حي أبو رياح بكفرسوسة منذ شهر وفي حارة الشوام بحي التضامن لم تأتي المياه منذ اسبوع وفي سوق مدحت باشا التجاري مياه السبيل لم تأتي منذ شهر والمحلات بلا مياه ووصل سعر صهريج المياه في تلك المنطقة بوسط العاصمة الى 5000 ليرة وفي جديدة عرطوز انقطاع المياه منذ أكثر من اسبوعين ووضع المياه بغاية السوء بكل مناطق ريف دمشق ، وأشار أحد المواطنين في منطقة دمشق القديمة وتحديدا خلف مكتب عنبر ان هنالك اشخاص يبيعون خمس براميل مياه الشرب بسعر 4000 ليرة
الصناعي سمير الشامي عضو مجلس إدراة اتحاد المصدرين أكد لموقع b2b أن وضع المياه بدأ يؤثر بشكل سلبي على الصناعة السورية فمدينة عدرا الصناعية التي تعتبر عصب الصناعة السورية وتضم مئات المعامل الضخمة أضحت بلامياه تقريبا فالمياه تأتي ليوم واحد في الأسبوع وفي حال انقطاع الكهرباء في هذا اليوم فلا تأتي المياه لتكون المعامل بلامياه لاسبوعين أو أكثر وفي مقابل هذا الوضع أصبحنا مضطرين لشراء المياه عبر الصهاريج ونحن كعاملين في مجال دباغة الجلود والتي نصدرها لدول العالم المياه ركن أساسي في عملنا ونضطر لدفع مبالغ كبيرة لتأمين المياه لنستمر في العمل .
مدير عام مؤسسة مياه الشرب بدمشق وريفها حسام حريدين كان قد أشار إلى أن المؤسسة ستبذل قصارى جهدها لتأمين مياه الشرب في شبكة دمشق وريفها على مدار الساعة خلال شهر رمضان المبارك موضحاً أن المؤسسة استنفرت جميع كادرها وآلياتها لإعادة وصل المياه إلى المواطنين التي تضررت وحدات المياه في مناطقهم ولكن ماحدث هو عكس ذلك فقد تفاقمت اوضاع المياه سوءا في رمضان وبالنسبة لحجج الانقطاعات فهي ذاتها بشكل دائم انقطاع الكهرباء وعدم توفر المازوت بالشكل الكافي وحدوث أعطال في المولدات نتيجة العمل الزائد وعدم توفر قطع التبديل نتيجة للعقوبات على سوريا والمؤسسة تعمل مابوسعها لتحسين الاوضاع وزيادة كميات المياه التي تضخها حسب الاستطاعة المتوفرة والعمل على مشاريع جديدة .