الكل يتحدثون عن الهواء الاصفر القادم من هناك. الاوروبيون يخشونه قبل غيرهم، فقطاعات الاسواق كلها تتحرك على النبض اليوناني الضعيف والمتوتر، رئيس جمهوريتها اعترف في حديث له مساء الاثنين بان خطورة الوضع جدية وتصريحات المسؤولين الاوروبيين تفضح مخاوفهم وتحسبهم لاستحالة بقاء البلد الذي يعاني عضوا في منطقة اليورو، فإن نتيجة مثل هذا القرار لا يمكن استباق اضرارها. من هنا التخوف والهروب الى الامان.
النتيجة: البورصات تنكفئ، السلع الخام تتأرجح، اليورو يتراجع وقد قارب ال 1.2800.
الدولار، الين يرتفع، سندات الجنوب ترتفع فوائدها وبعكس ذلك فوائد سندات الشمال.
ومتى يصح توقع انتعاش جديد للاسواق؟
سؤال يشغل الجميع اليوم فالتحليلات والتقارير تشير انه الاسواق لن تنتعش قبل بروز معطيات جدية توحي بامكانية تشكيل حكومة ما تكون ملتزمة باوروبا، ولغاية الآن لا مؤشرات على ذلك، آخر الانباء تحدثت عن اجتماع في القصر الجمهوري يحضره رؤساء الاحزاب جاء هذا بعد رفض رؤساء الاحزاب الثلاثة الموالية لاوروبا طلبا من رئيس الجمهورية دعاهم فيه الى تشكيل حكومة تكنوقراطية تعمل على اخراج البلاد من الازمة، لكن بدون جدوى لكن احتمال ان تتتابع النقاشات حول هذا المخرج يوم الثلاثاء والتحسب لحدوث اختراق ما ايضا.
والسؤال هنا وإن تقررت اعادة الانتخابات اواخر يونيو القادم فهذا ماذا سيعني؟
بالطبع استمرار التوتر والقلق. لا ضمانة على استبعاد المتطرفين ومجيء المعتدلين الى الحكم، كما يسود قلق في الجانب الآخر وهو اسبانيا، حيث أن برنامج الاصلاح الذي وضعته الحكومة لقطاع البنوك لا يوحي بالثقة وأن هنالك شكوك لللنظر الى الاسواق بشكل ايجابي.
عقود التامين على السندات الاسبانية لفئة الخمس سنوات ارتفعت الى 540 نقطة ما يعني ان سندات بقيمة 10 مليون يورو تكلف 540 الف يورو. هذا مستوى غير مسبوق. فائدة السندات لفئة العشر سنوات انهت يومها على 6.37% والايطالية على 5.95%.
اصدار السندات الاسباني والايطالي اعطى صورة صادقة عما يجري. الفوائد ارتفعت والطلب تراجع. بالمقابل الاصدار الالماني ارتفع الطلب عليه وتراجعت فوائده.
و البارحة تلقت ايطاليا حصتها من الفطيرة المسمومة فقد اعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تخفيضها درجة التصنيف الائتماني 16 مصرفا ايطاليا مع رؤية مستقبلية سلبية.
والاخبار تتناقل وكانت اخرها من الصين أنباء غير سارة، فالاقتصاد تبرد وتيرته وقرار الصين بتخفيض الاحتياط الالزامي للبنوك تجاهله المستثمرون ولم يعيروه اي اهمية.
وامريكا يبقى جرح جي بي مورجن مفتوحا ويزيد على الوضع العام تأزماً وقلقاً، حيث دعا البيت الابيض الى قوانين تنظيمية اكثر حزما لقطاع البنوك في ظل هذه الاجواء لا غرابة ان شاهدنا هروبا الى الامان.
السندات الالمانية تراجعت فوائدها 1.43% للعشر سنوات وارتفعت اسعارها الى مستويات قياسية غير مسبوقة.
على صعيد البيانات اوروبيا بانتظار مؤشر ZEW وتراجعه منتظر كما هو منتظر انعكاسه سلبية اضافية على اليورو.
ومن الولايات المتحدة بانتظار بيان اسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة اضافة الى مؤشر مديري المشتريات لمنطقة نيويورك.