أكد " الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي" أن الحكومة والمصرف مستمران في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على سعر صرف الليرة التي تواجه تحديات خارجية وداخلية، فبعد مرور عامان على الازمة ، والحرب على الاقتصاد السوري " الليرة السورية مازالت صامدة"، ومن أهم تلك الإجراءات طرح شهادات ايداع بالليرة سورية بفوائد مرتفعة وعالية قريباً تعويضاً لخسارة المواطن التي خسرها جراء ارتفاع سعر الدولار لنحو الضعف بعد ان كان احتساب على اساس 50 ليرو، بالاضافة الى أننا مستمرون في تمويل جميع المستوردات ولكن مع تدقيق في كافة الوثائق المقدمة من اجل ضمان وصول الدعم الى المواطن وليس الى جيوب بعض التجار كما حدث في بعض الحالات السابقة وسيكون هنالك اجتماع مع مدراء البنوك وشركات الصرافة بعد غد الثلاثاء وسينتج عن هذا اللقاء عدد من الإجراءات الهامة لدعم الليرة .
حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة ومن خلال لقاء تلفزيوني حمل المواطنين مسؤولية تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار، حيث وصلت في الفترة الأخيرة إلى 123 ليرة مقابل الدولار الواحد، وذلك لقيامه بتبديل مدخراته من الليرة إلى الدولار،و وضع الحفاظ على الليرة وعدم انهيارها في عهدة المواطن فالتعاملات التجارية من استيراد وتصدير مدروسة من قبل المركزي بدقة وحجمها معروف وبالتالي تبقى عملية تحويل المدخرات من الليرة السورية الى الدولار" دولرة المدخرات" و الذي اذا استمر مع كل حالة قلق فسيؤدي الى انهيار سعر صرف الليرة السورية وهذا ما حدث سابقا في العراق ولبنان من خلال دولرة التعاملات التجارية ،وأوضح ميالة أن المضاربة على الليرة السورية جزء من الحرب عليها.
وأضاف " ميالة " أنه بعد إدلائه بتصريح صحفي الأربعاء الماضي هبط سعر الصرف من 123 ليرة إلى 108 ليرات، رغم أن التصريح 'كان في آخر الدوام يوم الأربعاء، والخميس والجمعة والسبت عطلة وفي هذه الفترة لا يوجد عرض ولا طلب على القطع'.
وأشار إلى أنه مباشرة بعد صدور تصريحه أحجم المواطن عن شراء القطع الأجنبي وبالتالي ارتفعت قيمة الليرة فورا، وأضاف أن 'هذا دليل أنه لا يوجد عامل اقتصادي يلعب دوره بل هو العامل النفسي فقط من يلعب دوره، والمواطن عندما يخاف يقوم بتغيير الليرة لديه إلى قطع أجنبي، وهذا يلعب دورا سلبيا في تدهور الليرة السورية'.
واعتبر أن من يراهن على انهيار الليرة أو يضارب بها 'مثله مثل حامل السلاح في وجه المواطن السوري والجيش السوري، هذا يقتل الإنسان وهذا يقتل الاقتصاد'.
حماية الليرة
ودعا ميالة المواطن إلى أن 'يبقى العنصر الإيجابي في الحفاظ على قيمة الليرة'، وذلك من خلال عدم التخلص من الليرة والحفاظ عليها، ورجح عودة المركزي لبيع الدولار، لكنه أشار إلى أن ذلك سيتم حسب الوضع الحالي.
ودعا الحاكم "جميع المواطنين، من يملك مبلغا بسيطا جدا الى من يملك مبلغا كبيرا جدا، الى الحفاظ عليه". اضاف "مصير ليرتك بيدك ان بعتها وتخليت عنها تخلت عنك وستنهار قيمتها".
ووعد باتخاذ إجراءات 'هامة وإيجابية لا يمكن الإفصاح عنها قبل التشاور عنها'، مشيرا إلى أن المصرف المركزي سيكون حاضرا بشكل أكبر في السوق خلال المرحلة القادمة.
ميالة أشار إلى أن البنك المركزي يتابع عمل البنوك وشركات الصرافة بشكل مستمر وبناء عليه أغلقنا عدد من الشركات لعدة اشهر وهنالك شركتين تم سحب ترخيصها وهنالك حاليا 15 ضبط لغرامات لعدد من الشركات وقيمة الضبط من 500 الف ليرة الى مليون ونصف ليرة ، وبالنسبة للبنوك فهي تقوم بتزويدنا بـ 126 جدول شهريا يتضمن كافة تعاملات البنك وبياناته وبالتالي نكون على اطلاع دقيق على الوضع الاقتصادي والمالي لها
وفي ختام حديثه أشار الى أن الليرة السورية قوية رغم الحرب التي تتعرض لها و هنالك بعض الدعم لها من دول صديقة كإيران التي قدمت تسهيلات ائتمانية بقيمة مليار دولار للاستيراد والتصدير كما أننا نسعى للحصول على دعم مالي مباشر بالعملة الصعبة منها .