
منذ بداية الأزمة وحتى الآن تزداد أوجاع السوريين إيلاماً ولا يبدو في الأفق ما يوحي أننا وجدنا دواء شافياً أو حتى مسكناً لهذه الأوجاع... ودوماً السؤال الساخن والراهن.... إلى أين؟؟؟؟
رغم كثرة السنياريوهات أكتفي بذكر اثنين فقط أعتبرهما كما يقال الخبر الجيد والخبر السيئ.
وأبدأ بالاحتمال السيئ وليس بالضرورة أن يكون الأسوأ.. فثمة ما هوأسوأمنه !!!.
تستمر الأزمة بكل تجلياتها الحاضرة على اعتبار أن كل الأطراف غارقة في قناعاتها أو هواجسها فهذا يعني أن سورية ستبقى عالقة بالأزمة مع ما يعنيه هذا من «إسقاط الدولة» وفي إضعافها إلى حدود أن تتحول سيادة الدولة إلى «سيادات» قوى كثيرة تتفق حيناً وتختلف في أغلب الأحيان ويضيع وسط هذا أغلب السوريين. وكأننا نرى جميعاً أننا نسير في هذا الاحتمال لأنه من الواضح أن كثيرين لا يشعرون بالمسؤولية الوطنية وأنهم من الأنانية لدرجة السير قدماً في الطريق المظلم.
الاحتمال الجيد ولا يوجد حتى مجرد احتمال أفضل منه– وهو أن يدرك الجميع أن سورية أهم من خلافاتنا وأن يضعوا أسلحتهم جانباً ويحملوا بدلاً منها أقلام حوار لرسم سورية المستقبل.
ثمة سيناريوهات أخرى.... لكني أجد أنه بعد كل هذه الفترة الطويلة لم يصل أحد بعد لقناعات تغير المسار الذي نسير عليه وهو ما زاد أوجاع السوريين.. من دم سوري يحرق أرواحنا... ومن جروح عميقة ضربت نسيج المجتمع السوري من الصعب تلافي آثارها.
وفوق ذلك ليس بالأفق حل يقترب بنا إلى نهايات الأزمة ولهذا فإن القناعة تزداد عند الأغلبية أن الدواء لن يكون إلا سورياً خالصاً وغير دواء عداه هو داء يسبب آلاماً أشد وأقسى.... وهنا أجد أن عدم الذهاب إلى الحل أمس وعدم الاستعجال به الآن سيجعل إيجاده غداً أطول وأصعب.
بوضوح أكثر:
كل السوريين الآن مدعوون للاعتراف بأنهم على خطأ. بدليل أن الأزمة مازالت جاثمة على صدورنا.. وان الاعتراف – اعتراف الجميع – بالخطأ هو بدابة لسلوك صحيح يتمثل في نقطة جوهرية نستطيع أن نبني عليها أشياء قادمة لعل من أهمها إعلان تقديم مصلحة سورية على كل مصالحنا وأفكارنا حتى يصبح الجدل حول من أخطأ ومن أصاب مجرد تفصيل بغنى عنه ولو مؤقتاً أمام حجم الأزمة التي تعانيها سورية.من أخطأ من أصاب ليس هو السؤال على الأقل الآن ...السؤال ما الحل ؟
وأشرح أيضاً...
مع افتراض أن كل طرف يظن نفسه على حق فإن تغليب مصلحة سورية يقتضي منه الآن وفي ظل الأزمة التعالي عن محاولة إثبات ذلك والبناء عليه ليقدم مصلحة سورية على حقه وعلى خطأ الآخرين.... وقد أعجبني ما كتبه أحد الأصدقاء وهو يصف ما يجري بأنه يشبه «الصراع على مفتاح بيت يحترق».
بكثير من الصراحة:
المسؤولون... ومعارضة الخمس نجوم يمتلكون فرص الخلاص الشخصي على حين أغلبية السوريين لا يملكون إلا المعاناة من الأزمة وتوابعها.
ولنسأل أنفسنا جميعاً.... من يملك الرهان على حل الأزمة؟؟...
وليضع كل الاحتمالات الممكنة فسيجد أنه ولو مر على حلقات «وسيطة» أن الحل لن يكون إلا بأيدي السوريين أنفسهم.. وأن تجنب الجلوس على طاولة الحوار هو انتحار وطن.
أقوال أوشو:
كل ما أقوله ليس إلا طَرْقاً على الباب، وعندما تُصبح واعياً: سوف ترى الحقيقة.
تذكّر... عندما تمتلئ الغيوم ماء فعليها أن تُمطر.
الخوف لن يأخذك إلى الله.... بل الحب سيجلبه إليك.
أما القارب الذي أتحدث عنه فهو في الحقيقة ليس بقارب، إنني أتحدث عن تحوّلك إلى إنسان واعٍ.. أي أن تصبح أنت القارب.....!!
نقلا عن صحيفة الوطن