ما يزال العالم يعيش صدمة الاحتجاجات العنيفة والواسعة، وسط حيرة الحكومات حول كيفية معالجتها بعد أن فشلت الحلول الأمنية ومحاولة قمع المتظاهرين. ويأتي انضمام النقابات إلى الحركة الجماهيرية بمثابة تنبيه إلى إمكانية وضع ضغوط جدية على الحكومات بإعادة السياسات المالية والإسراع في البحث عن حلول وسط مع ثورات وشيكة.
من جهة أخرى، فقد تسببت تصريحات جديدة لمحافظ الفيدرالي الأمريكي السابق "آلان جرينسبان" بموجة تشاؤم بعد أن رشحت أخبار عن قرب التوصل إلى حلول لأزمات منطقة اليورو، وقال جرينسبان أن هناك شبه استحالة في وضع حلول للأزمة بسبب التفاوت الكبير ليس فقط بقوة الاقتصاديات. بل في محاولة دول جنوب الاتحاد اتباع نمط العيش نفسه لشعوب الشمال على الرغم من التباين الكبير في مستوى الدخل الكلي، فمواطنو دول الجنوب يتمتعون بنفس ميزات الرفاهية والقوة الشرائية لليورو وسط عدم شفافية فاضحة وتراجع في معدلات النمو مع فساد اقتصادي كبير.
من الواضح أن الاتحاد الأوروبي لن ينجح في تجاوز أزمته. بسبب التباين الاقتصادي الكبير بين دول الاتحاد، ولم ينجح الأوروبيون في وضع حلول مناسبة لمشاكلها المالية، وتتصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة، بعد خلافات بين فرنسا وألمانيا حول آليات إجراءات محددة، وبعد أن استجابت الأسواق العالمية لأخبار إيجابية حول قرب التوصل إلى وضع حلول، عادت الأسواق مجدداً إلى الانتكاس، ففي أسواق أوروبا تبخرت مشاعر التفاؤل التي حفزت ارتفاع الأسهم والسلع خلال الأسبوع الماضي على خلفية فشل القادة الأوروبيين في قمة بروكسل الأخيرة في التوصل إلى حلول عملية لأزمة الديون التي تعاني منها منطقة اليورو. وقد ظهرت العديد من الاختلافات الجدية بين برلين وباريس. بينما يعمل في الوقت الراهن صنّاع القرار لإيجاد أرضية مشتركة سريعة.
قد يؤدي الفشل في تقديم حلول عملية إلى إشعال المخاوف بشأن النظام المصرفي الهش أصلاً والعودة مجدداً إلى الحديث عن احتمالات الركود. وبالتالي فإنه من الصعوبة بمكان في هذه الفترة الحديث عن تحسن متوقع للأسواق.
نقلاً عن موقع أريبيان بزنس