خاص B2B-SY | طلال ماضي
بيانات رسمية تفيد أن لدى "المصرف الصناعي " في سورية نحو 30 مليار ليرة جاهزة للإقراض فوراً، الأمر الذي يقدم الإطمئنان لهذا المصرف كونه عانى ما عاناه من الديون المتعثرة والتي وصلت لنحو 35 ملياراً، 25 بالمائة كان متعثر قبل الأزمة في سورية، تم منحها لإصحاب لرجال أعمال الذي ينتظرون اليوم من المصرف إسقاطها متزرعين بحجة الأزمة وتراخي المصرف في ملاحقتهم و تحصيل الديون الذي بعضها بضمانات وهمية.
ملف الديون المتعثرة في "المصرف الصناعي" ترك بظلاله على عقلية العمل المصرفي القائمة اليوم،حيث القيود والعراقيل والاخذ والرد ولجان التخمين المنفصلة عن الواقع، ولجنة التسليف التي تتعامل بعقلية "صابو ما صابو" والمراسلات الغامضة واخذ الراي وغيرها تقف عقبات امام سياسة الاقراض الجديدة، وعلى هذه الاجراءات المتبعة ستبقى المليارات في خزائن الصناعي وسيذهب اصحاب الاعمال الى منافذ مصرفية اخرى.
ومن خلال متابعة موقع " بزنس2بزنس" لأحد القروض المقدمة، وبعد أشهر من الأخذ والرد، حيث طالب المقترض بـ ٤٠ مليون ليرة تقوم الدراسات على كشوف لرهن عقارات بقيمة ضعفي المبلغ لتسمع هذا السيناريو:
" فرع المصرف يقترح في الاضبارة المقدمة بعد دراستها بمنح المقترض ٣١ مليون ليرة ، لكن قسم " التسليف في المصرف" كان له راي أخر من خلال مقترح لإعطائه 25 مليون، بينما "لجنة التسليف" وافقت على 18 مليون ليرة، وبين هذه الأرقام الثلاثة والاختلافات بالطريقة التي يتعامل معها كل جهة لدى المصرف، يتضح ان العقارات المقدمة للرهن قيمتها حالياً 200 مليون ليرة.
وهنا تبدأ الدوامة رهن العقارات و مراسلات ما بين المصرف و الفرع ولجنة التسليف و تضارب الآراء ، وفي النهاية وبعد الموافقة على منح القرض بعد وضع إشارات الرهن على العقارات، أصبح القرض منفذاُ وفي مرحلة القبض، لتستيقظ إدارة الفرع من نومها و تعترض أن هنالك نقص ورقة في الإضبارة يجب على المقترض إكمالها ويتوقف القرض".
ياسادة التعامل مع أصحاب الأعمال والصناعيين ، يحتاج الى بريستيج مصرفي وعقلية منفتحة، وابدا لا نقول التساهل في ضمان الحقوق، ويجب على ادارة المصرف إستبدال طاقم التسليف الذي يعمل في قسم القروض المتعثرة واستقدام خبرات شابة ودماء جديدة تعمل بعقلية البزنس والشراكة مع طالب القرض .
كما عليها التعامل بمهنية ومنطق في تخمين العقارات كونها تطلب ضمانة ٢٠٠ بالمئة، وعقارات نظيفة ١٠٠ بالمئة، وخاصة العقارات ضمن المدن، ودراسة فكرة المشروع المقدمة.
عقلية التسليف المتبعة اليوم في المصرف الصناعي بعد متابعة سيرة القروض لا تبشر بالخير لخزينة الصناعي المكدسة بمليارات الليرات، وفي حال عدم وضع سياسات تسليفية واضحة لتقديم قروض أمنة ومضمونة برضى وسرعة سننتقل من ازمة القروض المتعثرة الى ازمة التعثر في منح القروض.