عادت أزمة جائحة كورونا لتطفو على السطح بشكل غير مسبوق في البلاد، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، عن تسجيل 52 إصابة جديدة بفيروس كورونا، لتلامس إجمالي الإصابات الألف إصابة.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع الفيسبوك، إن عدد الإصابات المسجلة بلغ 944 حالة، فيما وصل عدد الوفيات بالفيروس إلى 48 وفاة، وعدد المتعافين 296 شخص.
ويعاني السوريون اليوم أوضاعاً صحية صعبة، في ظل غياب للحد الأدنى من الخدمات الطبية، حيث تشهد معظم المدن السورية انتشاراً غير مسبوق للفيروس، وتعاني المشافي الحكومية من عدم توفر الأجهزة والمستلزمات الخاصَّة لإجراء فحوصاتٍ واسعةٍ، تشمل كلَّ من يراجع المشافي ويعاني من أعراضٍ مشابهة لأعراضِ الإصابة بفايروس كورونا، فعلى سبيل المثال لا يمتلك مشفى المواساة في دمشق سوى 14 جهازَ تنفس صناعي، فيما تعزف المشافي الخاصة عن استقبال المصابين بفايروس كورونا.
وكان معاون مدير صحة دمشق، أحمد حباس، قد كشف عبر صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، أن عدد الإصابات بفايروس كورونا المعلَنة في سوريا “أقل بكثير” من العدد الحقيقي. لتوضح لاحقاً وزارة الصحة أن الأعداد المسجلة هي للحالات التي أثبتت نتيجتها بالفحص المخبري “بي سي آر” فقط فيما هناك حالات لا عرضية، مشيرة إلى أنها لا تملك الإمكانيات في ظل الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلاد الذي طال القطاع الصحي بكل مكوناته لإجراء مسحات عامة في المحافظات.
إلا أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص إلى سوريا، جويل د. رايبرن، أكد في مؤتمر صحفي أن "العقوبات لا تستهدف القطاع الإنساني، ولا التجارة المشروعة للأغذية أو الأدوية التي يحتاج إليها الشعب السوري أو التي يصدّرها الجيران الإقليميون لمصلحة الشعب السوري".
من جهة أخرى، أكد مدير مكتب دفن الموتى، فراس ابراهيم، ازدياد عدد الوفيات منذ 10 تموز بسبب فيروس كورونا أو وفيات ناجمة عن أعراض شبيهة بالفيروس لم يتم التأكد منها (شك بالاصابة)، مشيراً إلى أن معدل الوفيات الوسطي اليومي حالياً في دمشق هو 40 وفاة تقريباً.
ومع بداية تفشي فايروس كورونا في سوريا، أعلن وزير المالية، مأمون حمدان، عن تخصيص 100 مليار ليرة سورية، لتمويل إجراءات الحكومة في مواجهة الفيروس، وبدأت الإجراءات الحكومية للحد من تفشي الفايروس مع إعلان حظر تجوال ليلي في البلاد، والحجر على بعض البلدات التي شهدت معدلات مرتفعة في الإصابات، وتعليق دوام المدارس والجامعات، وإغلاق جميع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، ثم لم تلبث أن تراجعت الحكومة تدريجياً عن تلك الإجراءات، حيث أكد معاون مدير مديرية الأمراض السارية، عاطف الطويل، أن الوضع الاقتصادي في البلاد لا يسمح بإعادة فرض حظر التجوال.
ومع مطلع شهر آذار، قالت مديرة صحة دمشق الدكتورة هزار رائف، في مقابلة تلفزيونية على القناة السورية الرسمية: "وزارة الصحة إجراءاتها قوية ..أنا ما بخفيكي ..نحن في كتير دول أجت أخدت منا طريقة تعاطينا مع كورونا وأخذت منا الخطة الوطنية التي وضعت من وزارة الصحة..نحن خلال الـ 3 أشهر صرنا مرجعية.. أنو كيف نحنا أقدرنا نحافظ ..ومعناتو خطتنا رائعة ويحتذى بها والكل لازم يتبعها".