زاد تدفق البيانات بين الشرق الأوسط وبقية العالم أكثر من 150 مرة في السنوات العشر الماضية، ما يدل على الارتفاع الكبير للنشاط الرقمي في جميع أنحاء المنطقة. ومع التبني المتزايد للتكنولوجيا الرقمية، أصبح هناك أيضًا تهديد متزايد باستمرار. وتعني السرعة التي زاد بها عدد تطبيقات الويب الخاصة بالمؤسسات والشركات الرقمية التي تستخدم برامج إلكترونية لتيسير أعمالها أنها قد تكون معرضة للجرائم الإلكترونية.
وفقًا لتقرير نورتون للجرائم الإلكترونية (Norton Cybercrime Report)، استهدف مجرمو الإنترنت 76٪ من مستخدمي الإنترنت في الإمارات في عام 2011، ما كلف الدولة ما يقدر بنحو 630 مليون دولار تقريبًا.
في حين تعرضت الإمارات العربية المتحدة لنحو 248 ألف هجوم إلكتروني في الأشهر التسعة الأولى من عام 2009، وهو ما يمثل 20٪ من إجمالي الحالات في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي أماكن أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي، كانت هناك 95 ألف حالة في الكويت، و60 ألف حالة في البحرين، و37 ألف حالة في عُمان. هذا العدد الهائل للهجمات في هذه الدول دفع نحو 76٪ من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الإشارة إلى الجرائم الإلكترونية باعتبارها مصدر قلقهم الأكبر عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.
وفي ما يتعلق بالشركات والمؤسسات، ينطبق الأمر نفسه. في الوقت الحالي، لدى نحو 72% من الشركات في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا تطبيقات إلكترونية على الإنترنت عرضة لهذه الهجمات، في حين أن 50% من هذه الهجمات عادةً ما يكون ضد شركات النفط والغاز.
تعزيز الوضع الرقمي في الشرق الأوسط يحتاج إلى تركيز مخصص وواضح على الأمن الإلكتروني للمضي قدمًا نحو المستقبل. وفيما يلي خمسة مجالات رئيسية يجب أن تهتم بها أي شركة لها وجود رقمي للبقاء في مأمن من الجرائم الإلكترونية.
1- الفحص والاختبار والتكرار
من الجيد إعداد نظام لفحص البرامج بانتظام واختبارها بحثًا عن نقاط الضعف، فلا تمكنك حماية نفسك من نقاط الضعف إذا كنت لا تعلم بوجودها.
هناك نوعان مهمان من الفحص: فحص الثغرات الأمنية واختبار الاختراق. تمكن أتمتة فحص الثغرات الأمنية من خلال برامج منخفضة التكلفة نسبيًا، ويجب إجراؤها مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر. في حين يتضمن اختبار الاختراق عادةً الاستعانة بشركة متخصصة تحاول على نحو أساسي اختراق موقعك.
لا يقتصر الأمر على الاهتمام بالبرامج المتعلقة بالحماية فقط. فأي برنامج آخر يتم فيه تخزين المعلومات المهمة أو إجراء عمليات الشركة يحتاج إلى تحديثات منتظمة للبقاء آمنًا. ويشمل ذلك أي شيء من برنامج WordPress إلى أنظمة تشغيل الأجهزة. توقف عن تأجيل هذا الأمر إلى الغد لأن الغد قد يكون اليوم الذي تحتاج إليه فيه بشدة.
2- الأمان عبر المستويات جميعها
قم بتثقيف موظفيك وشركائك حول الدور الذي يمكنهم القيام به للحفاظ على أمان النظام. إن التأكد من معرفة الجميع بأهمية كلمات المرور القوية وغيرها من ممارسات حفظ الأمان الإلكتروني أمر حيوي. فأنت لا يمكنك القيام بالأمور جميعها في الوقت نفسه. لذا شارك العبء وستكون شركتك أقل عرضة للجرائم الإلكترونية.
ومن الحكمة أيضًا إعداد نوع من بروتوكول إدارة المستخدم الذي يسمح فقط لمجموعة مختارة من المستخدمين بالوصول إلى مجالات معينة. فمثلًا، لا يحتاج كل شخص في شركتك إلى أن يكون مسؤولًا عن موقع الويب الخاص بك. كلما قل عدد الحسابات التي تتمتع بحق الوصول الكامل، قلت الفرص التي قد يحصل عليها المتسلل للدخول.
3- الخوادم الآمنة
الخوادم هي أحد المجالات التي يمكنك أن تكون مقتصدًا بشأنها. الحصول على خادم بتكلفة منخفضة يعني أنك تشارك مساحة مع ملايين المواقع الأخرى المحتملة. بمجرد اختراقها، يصبح من السهل على الدخيل الماهر الوصول إلى المواقع الأخرى كما يشاء. لا تدع الإخفاقات الأمنية لشخص آخر تلحق الضرر بموقعك على الويب.
4- إدارة الملفات
احتفظ بنسخ احتياطية منتظمة لمحتوى وبيانات موقع الويب الخاص بك، حتى لا تفقد كل شيء في حالة تعرض نظامك إلى فيروس. وهذا يعني أيضًا أنه يمكنك ببساطة حذف موقع الويب الخاص بك أو استعادته إذا تمكن أحد المتسللين من الوصول إليه، ويمكنك بعد ذلك استعادة كل شيء في مكانه في غضون ثوانٍ. تأكد أيضًا من تقييم الملفات التي لا تزال تستخدمها وما إذا كان يمكن حذف أي شيء آخر. تعد الملفات أو قواعد البيانات أو التطبيقات التي تم نسيانها منذ فترة طويلة والتي عادة ما تضيع في النهاية فرصة رئيسية للمتسللين.
5- مراقبة نشاط الموقع
تمامًا مثل البحث عن نقاط الضعف على موقع الويب الخاص بك باستخدام عمليات فحص البرامج الضارة، يجب أيضًا استخدام بيانات الخادم الخلفي لتتبع نشاط موقع الويب ومراقبته. من أين يأتي الزوار؟ هل هناك تغييرات أو اضطرابات كبيرة؟ احتفظ بسجل لكل ما يجري. تعد معرفة ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي عندما يتعلق الأمر بنشاط موقع الويب أمرًا حيويًا للقدرة على اكتشاف الهجمات مبكرًا وحماية موقعك منها قبل أن تتسبب في أي ضرر.
المصدر: فوربس الشرق الأوسط | الصورة lukbar / Shutterstock.com.