قال خبير زراعي إن الغابات قادرة على تجديد نفسها خلال 3 سنوات بشرط عدم الاعتداء عليها، مشيراً إلى خطورة حملات التشجير العشوائية للغابات السورية المحترقة، وحذّر من تعديات محتملة على الأراضي المحروقة، وقيام سماسرة بشرائها مستغلين حاجة أصحابها، ثم القيام لاحقاً باستغلالها في زراعة التبغ لخصوبتها.
وأضاف الخبير لـموقع "الاقتصادي" مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن كل استجابة مباشرة وسريعة للتدخل في الغابة الآن هو خطر عليها، لأن تحديد الأنواع المناسبة لكل منطقة بحاجة إلى دراسة بيئية معمقة ودقيقة.
وأوضح أنه في حملات التشجير العشوائية الحالية تتم زراعة أشجار السرو والصنوبر كونها الأكثر شيوعاً، بينما أغلب الغابات الموجودة في الساحل هي من أشجار السنديان والبطم والغار والأرز وغيرها، التي شهدت حملة تعديات خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة.
ورأى أن الخسائر الناتجة عن حرائق الغابات بعضها مباشر كالمخزون الخشبي الذي خسره الهكتار الواحد ويقدر بين 40 -150 طن، وغير مباشر لما تلعبه الغابة من توازن بيئي وحيوي إضافة إلى إطلاقها كميات كبيرة من الأوكسجين وامتصاصها الغازات السامة.
ويعد جفاف المناخ في هذه الفترة من العام، والرياح الجافة ذات السرعة المرتفعة نسبياً، وتحلل الفرشة الغابية وانطلاق غاز الميتان، من أبرز العوامل المسببة للحرائق، بحسب الخبير، منوهاً بأن الطبيعة تسبب 4% من حرائق الغابات، بينما العامل البشري يتسبب بـ96% المتبقية.
ونوه بأنه يتم الاعتماد على مؤشر مخاطر الحريق لتجنب حرائق الغابات في العالم، حيث يُحدّد وفق خرائط متخصصة الأماكن الأكثر عرضة للحرائق، وبناء على هذا المؤشر تقوم الحكومات باتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الخطر، مبيّناً أن كل الحرائق التي نشبت في سورية مؤخراً تقع بحسب مؤشر المخاطر ضمن تصنيف عالٍ جداً وشديد الخطورة.
ونشبت سلسلة حرائق في 9 تشرين الأول 2020، والتهمت مساحات واسعة من المناطق الحراجية والأراضي الزراعية في جبال الساحل السوري، واستمرت 3 أيام قبل أن يتم الإعلان عن إخمادها بشكل كامل.
وبلغ عدد الحرائق المذكورة 156 حريقاً، منها 95 حريقاً في اللاذقية، و49 حريقاً ضمن طرطوس، و12 حريقاً داخل حمص، ووصل مجموع المساحات المتضررة إلى 11,448 هكتاراً، بحسب كلام وزير الزراعة محمد حسان قطنا.